Marcelo Bielsa 2021-22Getty

بييلسا .. نصاب منتهي يعيش على حسنات جوارديولا

"لقد صنعت التاريخ مارسيلو، لقد صعدت بنا للبريمييرليج، أنت خالد، الآن عليك الراحة"، تلك كانت كلمات نيكولاي كوستر، نجم مسلسل لعبة العروش وعاشق ليدز لمارسيلو بييلسا بعد أن صعد بالفريق للدوري الإنجليزي الممتاز بعد غياب منذ 2004.

عامان بعد تلك اللحظات المجيدة وحصل المدرب الأرجنتيني أخيراً على الراحة التي يستحقها ولكن ليس بالطريقة الأنسب، أعلن ليدز إقالة بييلسا بعد أن تراجع للمرتبة السادسة عشر، وغيابه عن الانتصارات في آخر خمس مباريات، ليكتب نهاية فترة خاصة عاشها في إنجلترا.

رحيل بييلسا في ظروف صعبة تهدد ليدز بالعودة للدرجة الأولى من جديد قابله ظروف استثنائية، الجمهور لم ينس لمدربه السابق إعادتهم بعد غياب 16 عاماً للبريمييرليج، وخرج من كل حدبٍ وصوب لتوديع الأرجنتيني وشكره، موقف نادراً ما قد يتعرض له مدرب تمت إقالته!

ولكن إذا كان بييلسا نجح في إنجاز إعادة ليدز لحظيرة الكبار، فهو يرحل بعد أن أعاد سيناريو تكرر كثيراً في تجاربه الأوروبية الأخيرة، بداية قوية ومشروع طموح، ثم تراجع وسقوط بلا حلول للمشاكل العدة التي تظهر.

Marcelo Bielsa Marseille

الأمر تكرر في بيلباو حين بدأ مشواره برحلة حج مع زوجته لمباركة الفريق بالباسك لاقت ترحاب جمهور الفريق، وموسم أول انتهى ببلوغ نهائي الدوري الأوروبي وكأس الملك، ولكن موسم ثاني حافل بالمشاكل انتهى بالفريق بالمرتبة الثانية عشر ورحيله.

في مارسيليا بعد بيلباو كانت البداية صاروخية، "ثورة بييلسا" قادت الفريق للقب بطل الشتاء، ولكن أنهى الموسم رابعاً، ورحل بعد مباراة وحيدة فقط في الموسم التالي بسبب مشاكل مع إدارة ناديه.

قبل محطة ليدز المجيدة كان هناك لاتسيو، تجربة استمرت حرفياً لأيام وانتهت قبل أن يخوض ولو مباراة بسبب مشاكل مع الإدارة بسبب سوق الانتقالات، ثم عُين في ليل حيث تم إيقافه بعد شهور قليلة عن العمل بسبب استبعاده لنصف الفريق وتصعيد الشباب بدلاً منهم!

ما هي إنجازات بييلسا؟ 12 فريقاً ومنتخباً دربها بييلسا طوال مشواره الممتد منذ 1990 حقق معهم فقط بطولتي دوري أرجنتيني في 1991 و1998، وميدالية ذهبية للأرجنتين في 2004، وقيادته ليدز للبريمييرليج بالفوز بالتشامبيونشيب في 2020.

بييلسا من المدربين الذين يمكن تصنيفهم بالمعلمين، رجل يعيش على هواه الشخصي، لا يبحث عن المجد والبطولات والأضواء، ولكن عن تطبيق أفكاره مهما كلفه الأمر والدليل ما حدث في ليل ولاتسيو مثلاً، مثالي لأقصى درجة ولا يتقبل أقل الهفوات ومستعد للذهاب للحرب من أجل الدفاع عن نفسه كما حدث في مشكلته مع فرانك لامبارد قبل أعوام.

عند سؤال بيب جوارديولا عن تعليقه على إقالة بييلسا، الرجل الذي باعترافه صنعه كمدرب وتعلم منه المهنة، رد قائلاً: "لم يكونوا جيدين، ولكن على مدار أربعة أعوام صنع إرثاً في ليدز، أشعر بالأسف له وحزين لرحيله".

Guardiola on Bielsa embed onlyGoal Ar/Getty

كلمات مدربين عظماء في زمننا الحالي مثل جوارديولا وآخرين بحق بييلسا هي من أبقت أسطورة الرجل، وليس ما يقدمه فنياً، لا أحد ينكر أن الأرجنتيني مدرب قدير، ولكن لا ينتمي لزمننا، زمن شعاره البطولات والكرة التي تجلب الانتصارات، وليس تقديم كرة جذابة، تلك حتى فشل في تقديمها ليدز هذا الموسم، ومشاهدة مباريات الفريق مؤخراً كانت أشبه بمشاهدة فريق من الهواة يلعب في درجات الكبار.

قد يكون وصف بييلسا بالنصاب مبالغاً فيه، ولكن الرجل أصبح يعيش فقط على تلك اللحظات الثورية التي تنجح أحياناً كما حدث في ليدز وتفشل أحياناً أخرى كحال ليل ولاتسيو، ومقارنته بآخرين ناجحين مثل "تلميذه" بيب جوارديولا أو حتى مدربين من نفس مدرسته "المثالية" مثل أرسين فينجر تعد ظالمة.

تنقل "جارديان" مقطعاً من المحادثة التي دارت بين جوارديولا وبييلسا في ذلك اللقاء الأول في ضواحي الأرجنتين، مدرب ليدز السابق سأل الكتالوني: "لماذا أنت، الشخص الذي يعرف كم القمامة وعدم الصدق في عالم الكرة تريد الرجوع لذلك العالم، هل تحب الدم؟"، بيب وقتها أجاب: "نعم، أحتاج تلك الدماء"، إجابة تلخص الفارق بين الرجلين والسبب الذي يجعل أحدهم أسطورة في مجاله والآخر نصاباً، أو لنقل حالماً يعيش في أحلامه وعالمه الخاص.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0