عندما يحل ليدز يونايتد ضيفاً الجولة المقبلة من البريميرليج على ملعب "ستامفورد بريدج" لمقابلة تشيلسي، ستتجدد أجواء الحرب الباردة بين المدربين مارسيلو بييلسا وفرانك لامبارد بعد أحداث موسم 2018-2019 الساخنة.
في ذلك التوقيت كان ليدز يتصدر ترتيب التشامبيونشيب بقيادة بييلسا الذي كان تعيينه له مفعول السحر وأعاد للعملاق النائم رونقه، بينما في المقابل كان لامبارد يتحسس خطاه بعامه الأول كمدرب مع ديربي كاونتي.
بيناير 2019 فاز ليدز على ديربي بهدفين نظيفين، ليكمل الثنائية عليه بعد سابق فوزه ذهاباً 1-4، ولكن الأحداث التي سبقت اللقاء كانت هي العنوان الأبرز، وذلك بعد أن قبض مسؤولي ديربي على "جاسوس" في مقر تدريبات النادي وهو يرتدي زي مموه ويتابع التمرينات عبر نظارة معظمة.
خرج ديربي كاونتي ولامبارد وطالبا بتفسير واعتذار علني عن الأمر، ليأتي الرد من بييلسا شخصياً الذي أعلن أنه هو وليس ناديه من أرسل الجاسوس، وذلك في مؤتمر صحفي مطول شرح فيه كيف يتجسس ويراقب خصومه، وكيف يستفيد من ذلك في التحضير تكتيكياً للقاءاته.
بييلسا اعترف بأن الواقعة ليست الأولى وأنه دوماً يستخدمها لمراقبة الخصوم، مؤكداً أنه لم يخرق أي قوانين وأن الأمر طبيعي في أمريكا الجنوبية، مشيراً إلى أنه قد يكون فعلاً غير صحيحاً ولكن لم يتم بغرض الأذية أو يحمل أي نوايا شريرة، على حد تعبيره.
لامبارد بعد الخسارة في المباراة لم يكن سعيداً وقال بالحرف الواحد إنه يفضل أن يعتزل التدريب على أن يجعل شخصاً ما يجثو على ركبتيه ويديه ويراقب غيره، وطالب بعقاب خصمه، كما عاد وسخر من ترشيح ليدز لجائزة اللعب النظيف بنهاية الموسم.
Goal Ar / Gettyالاتحاد الإنجليزي وجد نفسه في موقف حرج لأن قانونياً لم يخرق بييلسا أو ليدز أي قوانين بإرسال شخص لمراقبة تدريبات خصمه، ولذا اكتفى بغرامة قدرها 200 ألف جنيه استرليني، والتي أصر المدير الفني الأرجنتيني على دفعها وليس ناديه لأنه هو المسؤول عن أفعاله.
الواقعة وقتها أثارت عاصفة كبيرة في الإعلام الإنجليزي، وفتحت الباب للكشف عن المزيد من الحالات في عديد الدول حول العالم بحسب تصريحات مدربين بحجم بيب جوارديولا، ماوريتسيو ساري، ويورجن كلوب.
لامبارد كان صاحب الضحكة الأخيرة، على الأقل كروياً، بعد أن نجح ديربي كاونتي في إقصاء ليدز من الملحق رغم الخسارة ذهاباً بهدف نظيف، ولكنه فاز إياباً 4-2، واحتفل على طريقته الخاصة بالسخرية من جماهير ليدز ومدربه.
Gettyالآن تتجدد المواجهة بين المدربين ولكن في ظروف مختلفة، البريميرليج وليس التشامبيونشيب وصراع الصعود، وفي غياب الجماهير ستكون الأضواء كلها مسلطة على الصراع التكتيكي بين بييلسا ولامبارد، فهل بدأ الذئب الأرجنتيني بالفعل حربه الباردة منذ الآن، أم أن لامبارد تعلم الدرس وحصن مقر تدريبات فريقه "كوبهام" هذه المرة؟