التوقف الدولي المقبل بدأ صاخبًا على عكس عادته؛ ليفربول سيمنع محمد صلاح من الانضمام إلى منتخب مصر الذي يحمل شارة قيادته وسيسري القرار على باقي زملائه الذين تتضمن "القائمة الحمراء" أسماء بلدانهم.
الخبر هو الأبرز اليوم سواء في الصحف المصرية أو الإنجليزية لكن تأثيره سيمتد طويلًا؛ فربما ستشهد الخريطة الدولية إجراءات جديدة يُجبر اللاعبون عليها.
من أين بدأت الأزمة؟
أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم، اليوم الإثنين، أن ليفربول أرسل إليه خطابًا يعتذر فيه عن عدم سفر محمد صلاح للانضمام إلى معسكر منتخب مصر.
خطاب ليفربول بحسب الاتحاد المصري كان بسبب إلزامية وجود صلاح في عزل صحي مدته 10 أيام عقب العودة من التوقف الدولي.
النادي الإنجليزي لا يرغب في دخول صلاح أو أي من زملائه في عزل صحي لمدة 10 أيام عقب عودتهم من المهمة الدولية.
وتضع بريطانيا اسم مصر في قائمة تضم ما يقرب من 80 دولة تسمى بـ "القائمة الحمراء" بسبب جائحة كورونا.
العودة من مصر تستلزم من العائدين العزل الصحي لمدة 10 أيام في فندق مع إجراء مسحتي فيروس كورونا.
هل يملك ليفربول حق منع صلاح عن المشاركة مع منتخب مصر؟
ترفض لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" منع الأندية للاعبيها من المشاركة مع منتخبات بلدانهم.
لكن منذ جائحة كورونا، تحديدًا في شهر تفشي الأزمة في أوروبا، مارس 2020، منح فيفا الأندية الحق في رفض انضمام لاعبيها للمشاركة مع منتخبات بلدانهم لو رأت ضرورة لذلك أو كانت صحتهم مهددة.
مدرب ليفربول، يورجن كلوب، قال الموسم الماضي إن الأندية هي من تدفع رواتب لاعبيها وعليها حمايتهم وحماية مصالحها.
بحسب بيان الاتحاد المصري فإن الاتصالات جارية مع فيفا لبحث الخروج من الأزمة وإيجاد استثناء للرياضيين كونهم يخضعون لفحوصات مستمرة.
هل يمكن أن يظهر صلاح مع الفراعنة رغم رفض ناديه؟
ليفربول وفقًا لما أوضح لمراسل جول لا يمانع من لعب صلاح مباراة مصر الثانية في الجابون؛ فالجابون ضمن قائمة أخرى للدول في بريطانيا.
طالع تعليق ليفربول الخاص لمراسل جول من هنا.
لكن وفقًا لموقع الحكومة البريطانية فإن صلاح بإمكانه ألا يوضع في عزل صحي لو سافر إلى الجابون في حالة كان تلقى اللقاح المضاد لكورونا أما إن لم يكن فسيخضع لعزل مدته 10 أيام سواء في منزله أو أي مكان.
وكان صلاح قد عانى من أزمة سابقة وقت إصابته بفيروس كورونا عند وصوله للانضمام إلى معسكر منتخب مصر وحضوره حفل زفاف شقيقه.
مصر وليفربول مفترق طرق
ستبدأ مصر مشوارها في ثاني جولات التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2022 باستضافة أنجولا يوم 2 سبتمبر ثم الحلول ضيفة على الجابون في الخامس من الشهر نفسه ضمن منافسات المجموعة السادسة من التصفيات.
وسينطلق معسكر منتخب مصر يوم 28 أغسطس وهو نفس اليوم الذي سيلاقي فيه ليفربول فريق تشيلسي في الدوري الإنجليزي قبل التوقف.
EFA Twitterوسيستأنف ليفربول مبارياته في البطولة عقب التوقف الدولي يوم 12 سبتمبر باللعب مع ليدز يونايتد ثم مواجهة كريستال بالاس يوم 18.
لو عاد صلاح في نفس يوم مباراة الجابون إلى إنجلترا فمشاركته في تدريبات فريقه قبل مواجهة كريستال بالاس ستكون قبل اللقاء بيومين فقط مع حتمية غيابه عن مواجهة ليدز.
هل مصر فقط المتضررة؟
ربما لن يكون المنتخب المصري الأكثر تضررًا فالطامة الكبرى ستكون لمنتخب البرازيل الذي سيمنع ليفربول لاعبيه "أليسون بيكر وفابينيو وفيرمينو" من الانضمام إليه.
البرازيل التي تحاول التعافي من خسارة كوبا أمريكا قبل شهرين على أرضها من الأرجنتين ستستضيف في التوقف المقبل الأرجنتين مجددًا ضمن التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم.
البرازيل تتصدر التصفيات بستة انتصارات من ست مباريات وخلفها الأرجنتين بـ 12 نقطة في المركز الثاني.
البرازيل ستحل ضيفة أيضًا على تشيلي وتستضيف بيرو في هذا التوقف ما يعني أنها قد تفقد بسهولة صدارة الترتيب إن لم توفق في مبارياتها.
أزمة البرازيل ستكون كارثية لو قرر مانشستر سيتي، بطل الدوري الإنجليزي، منع حارسه إيدرسون من الانضمام إلى منتخب البرازيل؛ وقتها سيكون السليساو دون حارسيه الأساسيين.
المهاجم ريتشارليسون الذي يلعب في إيفرتون الإنجليزي كذلك من ضمن المهددين بعدم السفر.
GETTYهل هناك بصيص من الأمل؟
بالنسبة لصلاح وحتى البرازيل ورغم البيانات والخطابات إلا أن هناك أمل في لحاق صلاح بمباراتي أنجولا والجابون لو تغير وضع مصر وخرجت من القائمة الحمراء. سيعلن عن التغيير الجديد في القائمة يوم 25 أو 26 أغسطس الحالي؛ التغير مرهون بتغير أوضاع كورونا في مصر.
ولو تغير وضع مصر ربما سيسمح لفربول لصلاح بالسفر والمشاركة مع الفراعنة في التصفيات.
الأمر نفسه ينطبق على البرازيل الموجودة في القائمة منذ فترة طويلة.
اللقاح هو الحل؟
ربما يعيد منع اللاعبين من المشاركة مع منتخبات بلدانهم الحديث عن أهمية تلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا.
بعض اللاعبين يرفضون تلقي اللقاح وحتى الآن هم غير مجبرين على تلقيه في المنافسات المحلية.
لكن لاعبو المنتخبات الأولمبية التي شاركت في طوكيو 2020 على سبيل المثال تلقت اللقاح مثل جميع الرياضيين المشاركين في الأولمبياد وكان ذلك شرطًا من شروط المشاركة.
البعض يرجع الأمر للحرية الشخصية وأن كل شخص غير مجبر على تلقي اللقاح بما في ذلك لاعبي كرة القدم.
لكن ربما يعيدنا ذلك أيضًا للتفكير؛ هل كان يتخيل أحدًا أن عدم ارتدائه للكمامة في مصر أو عدم التزامه سيساهم في منع صلاح من اللعب لمنتخب الفراعنة؟ الإجابة قطعًا لا لكنها تبدو حقيقة.
زيادة أعداد الإصابة بفيروس كورونا في مصر وبعض الإجراءات أدخلت مصر ضمن القائمة الحمراء التي تضعها بريطانيا، أمر ربما يتبعه عدد من "كلمات" لو وليس كلمة واحدة فمنذ الجائحة والعالم كله يعيش ظاهرة "تأثير الفراشة" فكما تضرب فراشة بجناحها في الصين كما يقولون تبدأ الأعاصير في أمريكا والكاريبي كذلك الوضع في ظل الأزمة الحالية لفيروس كورونا؛ كلنا في حلقة واحدة والتأثير يطال الجميع.
قد يفتح منع ليفربول للاعبيه الحديث عن إلزامية لقاح كورونا، البعض الآخر سيراه توحشًا للأندية وزيادة لتأثيرها الذي يطال حتى المنتخبات.
الكلٌ سيرى ما يحدث كما يحلو له ووفق رؤيته، لكن الحقيقة المؤكدة ستكون تأثير تلك القرارات على المنتخبات وما تتبعه من أزمات.
اقرأ أيضًا:
ليفربول يرفض انضمام صلاح للمنتخب المصري!
من مهاجمة صرف الأموال إلى التباهي بالإنفاق .. هل أصبح جوارديولا منافقًا؟
رونالدو وزيدان وبرشلونة كاملًا وأبرز من تلقوا صافرات الاستهجان من جماهيرهم
