Xavi Arteta GFXGettyImage

بين تشافي وأرتيتا .. الحظ يخدم برشلونة أكثر من آرسنال!

كل تجربة ناجحة تحتاج لدفعة من الحظ ولتعاون من الأطراف الخارجية لتحقيق الإنجازات.

تجربة بيب جوارديولا مع برشلونة حالفها التوفيق في تفاصيل صغيرة بنصف نهائي دوري أبطال أوروبا لتفتح الباب لسداسية تاريخية، مع ريال مدريد زيدان وقفت التفاصيل الصغيرة أيضًا مع الملكي لتحقيق التشامبيونزليج 3 مرات على التوالي.

وأحيانًا تجارب عظيمة لا تحقق الكثير لاصطدامها بظروف خارجية لم تقف في صالحهم، تمامًا كما عانى كلوب مع ليفربول بسبب وجود مانشستر سيتي جوارديولا.

التفاصيل الخارجية تساهم كثيرًا في استمرار الانتصارات الصغيرة لتمنح الثقة والإيمان بالنجاح على المدى الطويل، وهذا ما تحصل عليه تشافي هيرنانديز في برشلونة وخسره ميكيل أرتيتا رفقة آرسنال.

كيف خدم الحظ تشافي وأدار وجهه لأرتيتا؟

خطوات البناء

بالنظر إلى الموسم الحالي نجد هناك العديد من الفرق التي تقدم نتائج إيجابية؛ ريال مدريد ينافس على الدوري الإسباني وقريب من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ومانشستر سيتي وليفربول في سباق على الدوري الإسباني بجانب تقديمهما مستويات طيبة أوربيًا.

لكن بين كل الفرق يبقى برشلونة مع تشافي وآرسنال رفقة أرتيتا الأبرز لكونهما عادا من سقوط مدوٍ واتخذوا خطوات إيجابية نحو المقدمة بعد أن توقع الكثيرون موسمًا للنسيان.

برشلونة خرج من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا وسقط للدوري الأوروبي، كما كان يعاني في المركز التاسع وبعيدًا عن الصدارة بفوارق شاسعة ليصبح الحلم فقط الوصول للمركز الرابع.

أما آرسنال، فيعاني منذ فترة ولم يقدم سوق انتقالات قوية بالنسبة للبعض وبالتالي لم يتوقع أحد أن يكون بين الكبار الأربعة في ظل وجود فرق قوية مثل توتنهام ومانشستر يونايتد وتشيلسي بجانب البداية القوية لوست هام هذا بالطبع ناهيك عن ليفربول ومانشستر سيتي.

ولكن العودة التي قدمها المدربيّن على مستوى الأداء قبل النتيجة، جعل تشافي وأرتيتا نموذجان مبهران في الموسم الحالي ويُنظر لهما نظرة خاصة، لكن تجربة الأول تختلف بصورة كبيرة عن الثاني.

الحظ يخدم تشافي

Xavi statsPressbox/Getty

برشلونة بدأ مع تشافي بشكل متذبذب، فلم يحقق انتصارات كبيرة وظهر بتحسن طفيف عن فترة رونالد كومان، بل حتى لم يحقق الفوز الأهم على بنفيكا ليتأهل لدوري الأبطال ووجد نفسه في اليوربا ليج للمرة الأولى عبر تاريخه.

لكن التحسن استمر، ومع بداية العام ودّع الفريق السوبر الإسباني أمام ريال مدريد لكن بعد أن قدم مباراة جيدة، ثم خرج من كأس الملك ضد أتلتيك بيلباو ولكن أيضًا بعد تقديم عرضًا مقبولًا.

وجاءت لحظة الحقيقة في الدوري الإسباني في مواجهة أتلتيكو مدريد، ليفوز برشلونة برباعية ويذهب للدوري الأوروبي ويتأهل على حساب نابولي منتصرًا برباعية أيضًا في إيطاليا وبدأت النتائج تبتسم في وجه تشافي.

ووصل الأمر لقمته في الكلاسيكو على ملعب "سانتياجو برنابيو" ليكتسح برشلونة غريمه برباعية مع الرأفة.

برشلونة استغل التراجع الواضح في مستويات ريال مدريد وأتلتيكو وحتى إشبيلية ليقتنص الانتصار وبصورة جيدة، ومع كل فوز يحصل على المزيد من الثقة ويؤمن اللاعبون والجمهور والإدارة بكرة تشافي هيرنانديز أكثر فأكثر.

أيضًا المشاركة الأوروبية في اليوربا ليج كان لها محاسن، فالفريق لم يواجه فرقًا قوية في الأبطال قادرة على هزمه بنتيجة كبيرة قد تعيد الإحباط إلى كامب نو، لكن المنافسة مع فرق أقل نسبيًا وفي بطولة أوروبية وتحقيق الفوز بصورة متواصلة ليصبح البلوجرانا المرشح الأول لحصد اللقب ساهم بشكل كبير في صقل شخصية اللاعبين.

على النقيض من ذلك ... أرتيتا

Arteta statsPressbox/Getty

أما آرسنال فوضعه مختلف، فرغم استغلال ميكيل أرتيتا لتراجع مستوى مانشستر يونايتد ونتائج وست هام في الآونة الأخيرة ليقفز إلى المركز الرابع لكن التجربة واجهت الكثير من الصعوبات.

فمثلًا بعد تحسن النتائج والانتصار في مباريات متتالية اصطدم آرسنال بفريق ليفربول ليخسر بهدفين دون رد مما أعاد بعض الإحباط، ثم بعد التحسن قليلًا، جاءت الإصابات لتضرب الفريق ويسقط بعدها في خسارتين متتاليتين أمام كريستال بالاس وبرايتون.

هذه الضربات المتتالية تقتل الأمل تدريجيًا عند اللاعبين وتعيد التفكير في وضع النادي وسط البقية، وهو ما قد يجعل الجمهور والإدارة تتعامل مع الفريق على أنّه عاجز على المنافسة مع كبار الدوري.

ربما لأن الدوري الإنجليزي حاليًا أقوى من الدوري الإسباني، ووجود مشاريع مستمرة منذ فترة في مانشستر سيتي وكذلك ليفربول يجعل مساحة العودة لفريق مثل آرسنال صعبة وتحتاج وقتًا أطول وبناء الشخصية سيحتاج الانتصار على الأقل مرة واحدة ضد منافس من الكبار.

لكن في الليجا، ومع تراجع الكبار، وجد برشلونة فرصة لاستعادة الثقة وبناء الشخصية، وحتى غياب المشاركة الأوروبية لآرسنال أفقد مواهبه القدرة على تعويض ما يعجزون عنه في البريمييرليج في البطولة القارية.

تشافي وأرتيتا لهما كل التقدير والاحترام على ما صنعوه الموسم الحالي، لكن المنافس المتراجع منح ابن كتالونيا أمانًا أكبر من ابن الباسك، ويبدو أن أكاديمية لا ماسيا سوف تضحك أكثر لابنها البار من ابنها العاق.

اقرأ أيضًا:

الاتحاد الأوروبي يحرم أتلتيكو مدريد من جماهيره بسبب النازية

توخيل: الخمسة تغييرات منحت ريال مدريد الأفضلية في الذهاب!

إعلان