من ذلك الذي لا يتمنى أن يستيقظ ذات يوم ليجد بين يديه عصا سحرية قادرة على تحويل حياته من جحيم إلى جنة؟
من ذلك الذي لا يتمنى لو وجد فجأة في الطريق حقيبة ممتلئة بالنقود، تحوله من فقير إلى غني، من محتاج إلى ممتلك، ويتبدل حاله بين عشية وضحاها.
لا يهم إن كان ما وصل إليه نتيجة مباشر لتبديد أمواله أو سوء التعامل معها، ولكن الحلول السحرية هي الأكثر جاذبية بين الجميع.
هكذا يتعامل جمهور كرة القدم مع الأزمات، دعونا نحلم بحل سحري يبدل حال فريقي المفضل ويجعله لا يعاني في سوق الانتقالات.
لو اقتربنا أكثر من هذا المثال، نجد جمهور برشلونة واقفًا يرفع راية طلب الأموال ويحلم لو هبطت كنوز كسرى وقيصر من السماء لتجعل النادي الكتالوني يصرف الملايين في الصيف كما فعل في السابق.
هل بيع برشلونة إلى مستثمر أجنبي وتحويله إلى نادٍ مملوك هو الخيار الأفضل؟
هل يمكن أن يصبح برشلونة فريقًا مملوكًا؟
في البداية هل هذا الأمر مجرد حلم؟ هل هو خيال في عقل المشجعين فقط؟
الحقيقة أنّ الأمر ليس مستحيلًا لكنّه معقد نوعًا ما، فجميع أندية الدوري الإسباني مملوكة لمستثمر أجنبي عدا برشلونة، ريال مدريد، أوساسونا وأتلتيك بيلباو.
كل ما يحتاجه برشلونة ليصبح فريقًا مملوكًا هو موافقة الأعضاء أولًا، وهو أمر معقد للغاية، فكيف يقتنع أغلب الأعضاء بالتخلي عن سلطتهم في قرارات النادي ومنحها لمستثمر أجنبي؟ لربما يحدث ذلك في حال انهار الوضع الاقتصادي للمرحلة التي أصبح فيها الفريق على حافة الإفلاس.
ولو افترضنا أن وافق الأعضاء، فهذا يعني أنّ المالك الجديد عليه أن يشتري النادي بديونه المهولة أيضًا، والأسوأ أنّ قيمة برشلونة تتجاوز 3 مليار يورو، أي أنّه يحتاج لدفع مبلغ قد يصل إلى 4 مليار يورو بجانب الديون، وهو رقم ضخم للغاية قد لا يغري أي مستثمر.
ماذا لو حدث بالفعل؟
لو حدث بالفعل وأصبح برشلونة مملوكًا، فهناك عدة عقبات:
أولًا لا نعرف كيف سيتصرف المالك الجديد، هل يسعى لضخ الكثير من الأموال وبناء مشروع رياضي قوي مثلما فعل ملاك مانشستر سيتي؟ هل يهتم فقط بالحصول على أكبر عوائد مالية من برشلونة، فيحاول اكتشاف المواهب وشرائها بأرقام بسيطة وبيعها بعد ذلك؟ هل يبني مشروعًا بجوانب اقتصادية محدودة مثل ليفربول؟
لا نعرف بالتحديد ما الذي قد يفعله، فكل مالك قادر على إدارة النادي بالشكل الذي يراه مناسبًا، ولا يحق لأحد أن يقول له نرفض ذلك وندعم ذلك، ولنا في فالنسيا مثلًا خير دليل، فلا أحد راض عن بيتر ليم، ومع ذلك لا يزال موجودًا.
ثانيًا هل القوانين في الدوري الإسباني تسمح للمالك الجديد بالصرف ببذخ كما يحدث في الدوري الإنجليزي؟
الحقيقة هي لا، وخير دليل هي عجز تركي آل الشيخ عن ضخ الأموال بأريحية في ألميريا وزيادة المداخيل المالية بسبب لوائح الليجا وكذلك القوانين الخاصة بإسبانيا فيما يتعلق بالضرائب وغيرها.
وماذا بعد؟
باختصار، لا توجد قوة سحرية قادرة على حل أزمات برشلونة المالية، ولو وجدت فلن تكون بيد مالك أو مستثمر أجنبي، كان شرق أوسطيًا أو أمريكيًا أو صينيًا.
مالك للنادي يعني مخاطرة غير محسوبة العواقب، ولا توجد عوامل جذب كبيرة للشراء في إسبانيا حتى لو كان اسم برشلونة كبيرًا، فحتى ديون النادي تثير القلق.
الأهم أنّ الموقف أكثر تعقيدًا من أن ينتهي في عام أو أقل، والحل خطة طويلة الأمد حتى يصل برشلونة إلى مرحلة الأمان المالي.


