Bernd Schuster Barcelona 87-88Getty Images

بيرند شوستر.. أن تخسر كأس العالم بسبب خطيبتك!

الجميع يعرف بيرند شوستر اليوم، وذلك بسبب الفترة التي تولى فيها تدريب ريال مدريد وحقق معه لقب الدوري الإسباني مرتين، قبل أن يرحل ويخسر الفريق الملكي أمام برشلونة بسداسية، ثم يبدأ عصر فلورنتينو بيريز في حقبته الثانية، تلك التي تتابع فيها بيليجريني ومورينيو وأنشيلوتي حتى وصلنا إلى زين الدين زيدان.

ما لا يعرفه الكثيرون، هي قصص شوستر حين كان لاعبًا، تلك التي تاهت وسط الحديث عن نجوم حظوا بشهرة أكبر في هذه الحقبة التي قدمت العديد من أساطير اللعبة، سواء في أوروبا أو حول العالم بشكل عام.

بدأ شوستر مسيرتهُ  الكروية في الدوري الألماني من بوابة كولن في سن الثامنة عشر، وكان ذلك في عام 1978 بعد عدد من العروض الواعدة مع منتخب ألمانيا الغربية تحت 18 عامًا، ذلك الذي قاده نحو بدء مسيرته الاحترافية مبكرًا.

ولم يستمر شوستر طويلًا مع كولن، حيث أنه رحل عنه بعد عامين فقط، وفي عام 1980 قام بالتوقيع مع برشلونة، حيث أصبح أحد أهم لاعبي الفريق الكتالوني وقتها. وخلال مسيرتهُ الكروية ، لعب أيضاً لأندية ريال مدريد وأتليتكو مدريد وباير ليفركوزن.

القصة الأكثر جدلًا والتي أثرت على مسيرته بشكل كبير حدثت قبل مونديال 1986، ذلك الذي توجت به الأرجنتين وشكل دييجو أرماندو مارادونا صورته الذهنية الأبرز من خلال هدف اليد والهدف الذي راوغ فيه الجميع أمام إنجلترا.

وقتها كان بيرند شوستر أحد أهم لاعبي ألمانيا على الإطلاق وأحد أبرز اللاعبين على مستوى العالم. كانت ألقابه إما الملاك الأشقر أو الثعلب، وكان مراوغًا وذكيًا واستطاع خطف الأضواء حتى بات أحد أهم لاعبي منتخب المانشافت.

شوستر الذي لعب بقميص قطبي إسبانيا كان في أبرز محطات تألقه مع برشلونة في ذلك التوقيت الذي سبق مونديال 1986، ذلك الوقت الذي كان فيه فرانز بيكنباور هو المدير الفني للمنتخب، حيث كان يعول بشكل كبير على جهود لاعبيه المحترفين خارج ألمانيا، وأبرزهم شوستر الذي كان أهم لبنة في بناء وسط ملعبه.

Bernd Schuster BarcelonaGetty

المفاجأة الحزينة لبيكنباور كانت حين تم إبلاغه بالقرار الصادم من شوستر والذي قام باستدعائه من أجل الانضمام إلى المنتخب قبل معسكر كأس العالم، فرفض بيرند دون إبداء أية أسباب، شيء غريب بالطبع أن يرفض لاعب بقيمة شوستر وقتها الانضمام إلى المنتخب الوطني وفي وقت حساس يسبق حدث بحجم كأس العالم.

وقع القرار على بيكنباور كالصاعقة؛ فكيف يرفض شوستر المشاركة مع المنتخب في كأس العالم، وكيف يرفض أي لاعب مهما كان حجمه وقيمته شرفًا كهذا، كأس العالم منذ بداية اللعبة وحتى الآن يعد هو الشيء الذي يحلم به جميع اللاعبين.

بيكنباور استشعر ما في الأمر من خطورة، ليسافر إلى إسبانيا خصيصًا من أجل الاجتماع مع لاعب برشلونة وقتها والاستفسار منه عن الأسباب التي دفعته لاتخاذ ذلك القرار الغريب والمفاجئ.

تخيل الموقف الآن، اجتماع مغلق بين مدرب منتخب ألمانيا وأحد أبرز اللاعبين من أجل استفسار عن سبب خفي لقرار غريب، وأجواء سرية تنتظر أن يكون السبب كارثيًا، وأن يغادر كلاهما الاجتماع بالدموع نظرًا لحجم الفاجعة التي سيبلغ بها اللاعب مدربه.

ولكن ما حدث كان عكس ذلك تمامًا، حيث رفض شوستر الكشف عن السبب الحقيقي في بادئ الأمر، ثم قام بالبوح به أخيرًا بعد ضغط من بيكنباور الذي لم يكن يريد دفع ثمن تذكرة السفر إلى إسبانيا دون معرفة ما جاء ليعرفه.

شوستر أعطى مدربه صفعة كلاميه، وكأنه سكب عليه وعاء ماء مثلج، ليقول له: "خطيبتي إسبانية، وهناك احتمال أن يلتقي منتخبي إسبانيا وألمانيا في أحد الأدوار الإقصائية من المونديال، لذلك هي ترفض ذهابي للمشاركة مع ألمانيا في البطولة".

بالطبع لا تحتاج عزيزي القارئ إلى معرفة كيف وقعت هذه الكلمات على أذن بيكنباور، الأمر الذي جعله يتخذ قرارًا أجمع عليه جميع الألمان، وذلك الذي قضى باستبعاد نهائي لبيرند شوستر من منتخب المانشافت، ليتحول بعدها نجم برشلونة إلى أحد أكثر اللاعبين الذين تكرههم الجماهير الألمانية.

رونالدو وجيجز وبيكهام وأشهر الخيانات الزوجية في عالم كرة القدم

صحيح أن المنتخب الألماني لم يحقق شيئًا في كأس العالم 1986، إلا أن ما فات شوستر بسبب الاسبتعاد النهائي حدث بعدها بـ 4 سنوات، حيث توج المنتخب الألماني بكأس العالم 1990 في إيطاليا بعد هزيمة بطل نسخة 1986 في المباراة النهائية، لتحقق ألمانيا النجمة الثالثة، ويحتفظ شوستر بخطيبته، منفذًا قرارها الذي كلفه الحرمان من قميص منتخب بلاده للأبد، ومن التتويج بكأس العالم.

إعلان