جف أخيرًا حبر أخبار الانتقالات بعد أن أغلقت في منتصف الليل أمس فترة الانتقالات الصيفية في أوروبا بعد صيف مليء بالصفقات الضخمة والمحادثات المطولة والمنعطفات المفاجئة.
فيما يلي يستعرض موقع جول الفائزين والخاسرين في الأشهر القليلة المحمومة من كل موسم.
فائز: أنطونيو كونتي
تضافرت جهود أنطونيو كونتي وبيبي ماروتا في إحداث تأثير فعلي مع الإنتر لينافسوا ناديهم القديم يوفنتوس على زعامة إيطاليا. استعاد إنتر قيمته بفضل عمل الثنائي الكبير في سوق الانتقالات هذا الصيف.
بدأ إنتر بداية مثالية في الموسم الحالي لبطولة السيري آ، حيث هزم ليتشي على أرضه قبل أن ينتزع فوزًا صعبًا على كالياري يوم الأحد، وقد لعبت الصفقات الصيفية دورًا محوريًا في هذه الإنطلاقة البراقة.
أراد كونتي إضافة لاعب وسط آخر حتى يتمكن من استخدام طريقته المفضلة 3/5/2، لذلك كان الخيار ضم دييجو جودين. أراد تجديد شباب خط الوسط، فحصل على نيكولو باريلا وستيفانو سينسي من كالياري وساسولو على التوالي.
واستهدف كونتي ضم مهاجم رقم 9 لقيادة الخط الأمامي، فتم التعاقد روميلو لوكاكو من مانشستر يونايتد. ويعتقد كونتي بالفعل أنه قادر على إعادة رونق الهداف البلجيكي وإثبات نجاعته الهجومية الكبيرة علمًا أنه كان يود ضمه سابقًا لتشيلسي.
Getty/Goalواختتم الإنتر سوقه بجلب أليكسيس سانشيز على سبيل الإعارة بحيث لا يُخاطر بضمه بشكل نهائي، ويجب القول مرة أخرى إن كونتي يعرف جيدًا كيف سيستخدم سانشيز فقد كان هو الآخر محط اهتمام له في يوفنتوس قبل ذلك.
لأول مرة منذ عدة سنوات يمتلك إنتر فريقًا ومدربًا قادران على مجابهة يوفنتوس في الكالتشيو.
لقد غيّر كونتي بالفعل الأجواء المحيطة بالنادي، ولم يتحسن الشعور بالتكاتف إلا بعد أن تمت صفقة إعارة اللاعب غير المرغوب فيه ماورو إيكاردي لباريس سان جيرمان في اليوم الأخير، وهي صفقة جيدة للإنتر لأنها لخارج إيطاليا ولن تقوي شوكة أحد المنافسين.
فائز: أتلتيكو مدريد
خسر أتلتيكو مدريد خلال الصيف خدمات عدد كبير من لاعبيه وهم دييجو جودين وأنطوان جريزمان ورودري ولوكاس هرنانديز وخوانفران وفيليبي لويس.
بنظرة أولية فخسارة هذه المجموعة التي تمتزج بالخبرة والشباب والموهبة، تبدو خسارة فادحة، لكن في الحقيقة فأتلتيكو مدريد عوضهم بالشكل المناسب، بل ونجح على المستوى الاقتصادي والفني في الوقت نفسه.
النتائج هي التي تثبت ذلك، فأتلتيكو مدريد يعتلي صدارة الدوري الإسباني، بعد فوزه بثلاثة مباريات متفوقًا على ريال مدريد وبرشلونة في الترتيب.
Getty Imagesانتقد البعض في البداية دفع أتلتيكو مبلغ 22 مليون يورو (20 مليون جنيه إسترليني / 24 مليون دولار) لضم كيران تريبير من توتنهام، لكن اللاعب الإنجليزي الذي تعرض لسوء الحظ والذي كان قادرًا على العودة من موسم قاسٍ في الدوري الإنجليزي الممتاز، تأقلم بسرعة في واندا متروبوليتانو.
فيما لعب ماريو هيرموسو بسلاسة إلى جانب خوسيه خيمينيز في خط الدفاع، في حين أن نادي ريال مدريد قد يندم على بيع ماركوس يورينتي لمنافسيه في المدينة.
تبقى الصفقة الأبرز بكل تأكيد هي صفقة النجم البرتغالي الشاب جواو فيليكس، وقد يعتقد البعض أن مبلغ 126 مليون يورو الذي دفعه الأتليتي لضمه مبالغ فيه، لكن سيكون أحق بكل يورو دفعه الأتليتي لضمه إذا تمكن من الحفاظ على مستواه المتلألئ في بداية الموسم ومساعدة الروخي بيلانكوس على الفوز بلقب الليجا الأول منذ 2014.
خاسرون: زيدان، بوجبا
وافق زيدان على العودة لإنقاذ ريال مدريد في نهاية الموسم الماضي عندما حصل على تأكيدات بأنه سيكون له رأي كبير في عملية الإنقاذ.
في الأساس كان هذا يعني قيام رئيس النادي فلورنتينو بيريز بجلب اللاعبين الذين أرادهم الفرنسي، وهو ما حدث في بعض الصفقات وعلى رأسها صفقة إيدين هازارد الذي كان مطلبًا لزيدان منذ فترة طويلة، لكنها لم تحدث في اتجاهات أخرى وخاصة مع مواطنه بول بوجبا.
لا يزال زيدان يعتقد أنه بحاجة للاعب شاب وحيوي في وسط الملعب، وكان بوجبا هو هدفه الأول، والتقت رغبة الاثنان بإعلان بوجبا رغبته في الرحيل عن مانشستر يونايتد.. لكن انتهى كل شيء وبقت الأمور كما هي عليه.
Getty/Goalفشلت الصفقة لأكثر من سبب، أولاً لشروط مانشستر يونايتد المالية الكبيرة، وأيضًا بسبب عدم قدرة الريال على التخلص من اللاعبين الذين يعتقد أنهم عبء على الفريق مثل جاريث بيل وخاميس رودريجيز.
الآن وعلى الرغم من حصوله على نفوذ أكبر في إستراتيجية انتقال النادي، فويدان يعيش حالة من الفوضى كان سببًا فيها لعدم استخدامه حتى هذه اللحظة اللاعبين الذين طلبهم أو قيامه بثورة حقيقية كانت منتظرة، ولأول مرة في مسيرته التدريبية هناك شكوك بين أنصار الريال حول ما إذا كان هو الرجل المناسب لإعادة بناء الريال.
خاسر: يوفنتوس
يستحق يوفنتوس الإشادة لتفوقه على برشلونة وباريس سان جيرمان في صفقة ماتياس دي ليخت، أحد أبرز المدافعين الواعدين في كرة القدم في الوقت الراهن.
لكن بشكل عام كانت بعض قرارت يوفنتوس في السوق غريبة وغير مفهومة، مثل جلب الظهير الاحتياطي في مانشستر سيتي دانيلو، والتفريط في خدمات المهاجم الواعد مويس كين لإيفرتون.
Getty Imagesآراد يوفنتوس ضم مهاجم صريح آخر، فتفاوض مع لوكاكو وإيكاردي وعمل على بيع باولو ديبالا، لكن كل تلك الخطط انتهت بالفشل.
وبالتالي سيكون على ساري التعامل مع هجوم عجوز يضم جونزالو هيجواين (31 عامًا) وماريو ماندزوكيتش (33 عامًا) وكريستيانو رونالدو (34 عامًا) هذا الموسم، بينما من المحتمل أن يقضي ديبالا معظم وقته على مقاعد البدلاء.
خاسر: جوسيب ماريا بارتوميو
خلال محاولات برشلونة لإعادة ضم نيمار من باريس سان جيرمان، كشفت ليكيب أن برشلونة لم يكن يُريد هو أن تنجح الصفقة.
فوفقًا للصحيفة الفرنسية كانت المحاولات مجرد محاولة لإرضاء قائد النادي ليونيل ميسي، الذي كان حريصًا على عودة صديقه الحميم إلى كامب نو.
Gettyحتى لو كان هذا صحيحًا، فإن عدم قدرة برشلونة على إبرام الصفقة جعل الرئيس جوسيب ماريا بارتومو يبدو ساذجًا. ورجل في موقف بارتوميو لا يجب أن ساذجًا، وإلا فسيخسر منصبه. بعد أن عرض سمعة برشلونة للإحراج في عملية تفاوضية غريبة.
برشلونة تعرض للإحراج لأن اللاعبين الذين عرضهم على باريس سان جيرمان رفضوا فكرة إدخالهم في صفقة نيمار مثل راكيتيتش وأوسمان ديمبيلي، وبالتالي خلق أزمة بينه وبين هؤلاء اللاعبين الذين بكل تأكيد يشعرون بالإحباط من تعامل النادي معهم.