Quique Setién Frank Rijkaard  Jurgen KloppGoal/Getty

بناء فريق بطل .. ريكارد وكلوب دون ضغوط وسيتيين في وجه النار

27 مايو هو يوم لا يُنسى بالنسبة لجمهور برشلونة ، يوم جعل الفريق الكتالوني يصنع لنفسه تاريخًا جديدًا بعد أنّ أصبح أول إسباني يحصد لقب الثلاثية على الإطلاق.

الإنجاز تعاظم بعد ذلك بالفوز بثلاث بطولات إضافية، ليصبح الفريق الوحيد حتى الآن المتوج بالألقاب الستة في عام واحد بنسبة نجاح بلغت 100%.

في 27 مايو 2009، طار ليونيل ميسي على عكس العادة ليسجل أول أهدافه في أول نهائي يلعبه بدوري أبطال أوروبا ويطلق رصاصة الرحمة على مانشستر يونايتد ويجلب ذات الأذنين الثالثة في تاريخ برشلونة.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

عظمة هذا الموسم أنّه بعد عامين دون أي لقب على الإطلاق، فبرشلونة بعد أن فاز بدوري أبطال أوروبا في 2006 خسر جميع الألقاب التالية له بما فيها السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية بجانب البطولات المحلية.

برشلونة وقتها كان بحاجة لإعادة بناء وتم ذلك بالفعل مع جوارديولا، وهو الأمر ذاته الذي يحدث في الوقت الراهن بعد غياب 4 سنوات كاملة عن التتويج بالأبطال. ولكن هل مهمة كيكي سيتيين تشبه بيب؟ هل الوضع الآن يشبه ما قبل جوارديولا؟ أم أنّ الأمر أكثر صعوبة وإرهاقًا؟

إعادة بناء الفريق البطل

Barcelona Real Madrid 2008 Merasim Kitasi

جوارديولا في 2008 اتخذ عدة قرارات جريئة لأجل بناء فريقه، أهمها التخلي عن ديكو ورونالدينيو رغم قيمة الثنائي، ولكن بسبب انهيار برشلونة وقتها، وفشله أمام الغريم ريال مدريد، تقبل الجمهور هذه القرارات.

معاناة الفريق على مدار موسمين والفشل في تحقيق أي بطولة جعل الطموحات تتراجع للغاية، خاصة وأنّه منذ 2000 حتى 2005 لم يفز النادي الكتالوني بأي لقب. التفكير وقتها بأنّ العادي ألا يحقق برشلونة البطولات وعامي 2005 و2006 مجرد استثناءات.

الموقف الآن مختلف تمامًا، فالنادي الكتالوني لم يخرج دون لقب في آخر 10 سنوات، سوى مرة واحدة في 2014، ولم يأت مدرب للفريق دون تحقيق لقب، حتى تاتا مارتينو فاز بالسوبر الإسباني.

"بعت ميدالية كأس العالم للأندية لشراء الكوكايين"

حينما بدأ جوارديولا مهمته، كان التطلعات بالفوز بلقب واحد حتى لو كأس الملك، ويُفضل لو الدوري الإسباني، أما الأبطال فكان طموحًا مبالغ فيه، أما مع سيتيين، فتحقيق لقب الليجا فقط لا يكفي.

العمل تحت هذا الضغط أمر مرهق للغاية لأي مدرب، والمتطلبات المرتفعة تقلل من جرأة اتخاذ القرار، ولذلك مهمة سيتيين أصعب بمراحل من بيب.

مهمة ريكارد كانت أسهل

Frank Rijkaard Lionel Messi BarcelonaGetty Images

ريكارد جاء إلى برشلونة بعد خمس سنوات عجاف لم يتذوق فيها النادي الكتالوني طعم الألقاب وبالتالي أصبح ما قدمه في موسم 2003-2004 والعودة التاريخية في ترتيب الليجا ليصبح الثاني بعد أن بدأ البطولة بصورة سيئة أمر إيجابي.

حينما قدّم موسمين جيدين في 2004-2005 و2005-2006 أصبح البعض يصنفه من الأعظم في تاريخ النادي، رغم أنّ عدد البطولات التي حققها ليست أكثر من لويس إنريكي على سبيل المثال.

ولكن لأنه جاء بعد فترات تخبط وسقوط للنادي الكتالوني وتحول الحلم إلى فقط التأهل إلى دوري أبطال أوروبا حتى أنّ ريفالدو قال إن الجمهور احتفل بهدفه في مرمى فالنسيا أكثر من أي احتفال آخر لأنه فقط ضمن وجود البلوجرانا في التشامبيونزليج، جعل من تحقيق لقب الأبطال إنجازًا أكبر من أي إنجاز.

هنا الضغوط لم تكن كبيرة على الإطلاق على ريكارد بل العكس تم الصبر عليه بعد موسم صفري في 2006-2007.

الأمر أيضًا يشبه يورجن كلوب مع ليفربول، فحينما جاء في موسم 2015-2016 ووصل إلى نهائي كأس الرابطة ثم نهائي الدوري الأوروبي دون أن يحقق اللقبين تفائل به الجميع خيرًا وحصل على الوقت الذي يحتاجه ليتوج الريدز بعدها بدوري أبطال أوروبا ثم الدوري الإنجليزي.

الآن مهمة كلوب أصعب، لأن الفريق أصبح بطلًا وعليه الاستمرار على هذا النسق.

إدارة تعمل ضد النادي

Josep BartomeuGetty

مشروع جوارديولا كان امتدادًا لما قام به خوان لابورتا في 2003 ودور واضح للعراب يوهان كرويف في التخطيط لشكل الفريق الرياضي، ولذلك وجد بيب عونًا كبيرًا من الإدارة، حتى أنّه حينما بدأ بصورة سيئة وبدأت الصحف في انتقاده، نشر كرويف مقالًا يقول إنّ هذا الفريق هو أفضل نسخة في تاريخ النادي الكتالوني.

نفس المدرب عانى في 2010 بتغيير الإدارة وقدوم ساندرو روسيل وإقالة كرويف من منصب الرئيس الشرفي، حتى أنّه رفض التمديد في 2012 وغادر.

الآن الموقف أسوأ مع جوسيب ماريا بارتوميو، فكيكي يعلم عن الصفقات من الصحف، والإدارة لا تمتلك أي مشروع رياضي سواء المؤمن بفلسفة برشلونة أو المعاكس لها، الأمر في قمة العشوائية.

أرتور رحل شابًا ليأتي ميراليم بيانيتش العجوز، ونيمار سيعود ولكن هذا يعني أنّ أنطوان جريزمان لا يمتلك مكانًا في النادي، لحظة، هل هناك خطة أصلًا تستوعب جريزمان وميسي حتى دون نيمار؟

التخبط الحالي يجعل مهمة سيتيين أصعب بمراحل من جوارديولا، فالرجل يسبح عكس التيار ومضطر للاعتماد على عناصر قد لا تناسبه، فقط لأنّه بلا قرار.

برشلونة تحتاج إلى ثورة على مستوى الإدارة قبل المدرب، ومشروع وخطة لإعادة إحياء الفريق وربما وقتها تتكرر الثلاثية للمرة الثالثة، وحينها سوف نحتفل بالذكرى فخورين بالماضي والحاضر ومتطلعين لغد مشرق!

 
إعلان