عاد الأمل لجمهور برشلونة بشأن بقاء أسطورتهم الحية ليونيل ميسي في كامب نو على الأقل لنهاية الموسم المقبل وحتى نهاية عقده وقتها، وذلك بعد تلميحات والده باقتراب اتخاذ هذا القرار تقديرًا لمسيرة نجله الطويلة في إقليم كتالونيا.
من الأساس، أراد ميسي مغادرة برشلونة بسبب الخلافات الكبيرة بينه وبين إدارة جوسيب ماريا بارتوميو، والتي تفجرت بعد الهزيمة القاسية من بايرن ميونخ بثمانية أهداف لهدفين في دوري أبطال أوروبا.
ثورة ضخمة قررت إدارة البرسا عقدها بعد ذلك، أول قرارتها كان إقالة كيكي سيتيين والتعاقد مع رونالد كومان، وبعد أول محادثة بين الهولندي وميسي، أبلغ الليو إدارة برشلونة رغبته في الرحيل هذا الصيف.
على مدار آخر أسبوع لم تتوقف الأنباء حول وجهة ميسي المقبل وتصميمه على الرحيل، والآن الخيار الأقرب هو الاستمرار لنهاية عقده والرحيل مجانًا، لكن أليس سيناريو البقاء مرغمًا شبيه بسيناريو أسطورة أرجنتينية أخرى؟
عام 1989، قاد الأسطورة دييجو آرماندو مارادونا ناديه نابولي لتحقيق البطولة الأوروبية الوحيدة في تاريخه، كأس الاتحاد الأوروبي، بالتغلب على شتوتجارت في النهائي، ومن ثم أبلغ الإدارة برغبته في الرحيل وإنهاء رحلته بالجنوب الإيطالي وهو على القمة.
كورادو فيرلانيو، رئيس نابولي حينها، لم تكن علاقته بمارادونا من أفضل ما يكون، بل على النقيض، الصيف كله كان عبارة عن سلسلة من التهكم بين اللاعب ورئيس ناديه الذي صمم على الإبقاء عليه حتى نهاية عقده.
مارادونا قال آنذاك أنه لا يمتلك التركيز الكافي للعب في السيري آ لذلك أراد التغيير، إلا أنه وفي الواقع وبعد استمراره رغمًا عن أنفه، تمكن في الموسم التالي من جلب لقب السكوتيدو إلى خزائن نابولي للمرة الثانية له وللنادي عبر التاريخ.
ليبقى السؤال، هل يُعيد التاريخ نفسه؟ سيناريو فيرلانيو مارادونا مشابه إلى حد كبير بارتوميو ميسي، فهل يشهد الموسم المقبل انفجارًا استثنائيًا للبرغوث مع البرسا ويقودهم من خلاله إلى إنجاز فذّ قبل المغادرة؟
سيكون حينها سيناريو سعيد للغاية لجميع الأطراف، ويبقى حلم التتويج بدوري أبطال أوروبا هو الأكثر مراودة لجمهور البرسا والليو نفسه، فإذا كان مارادونا قد جلب المجد المحلي بعد إرغامه على البقاء، قد يتمكن ميسي من إعادة ذات الأذنين إلى البرسا ثم الرحيل كملك بأتم معاني الكلمة.




