Hansi FlickGetty

بعد نصف الموسم.. هل فقد بايرن ميونخ هيبته ولم يصر مرعبًا؟

انقضى نصف الموسم الكروي تقريبًا في ألمانيا، 13 جولة لُعبت من البوندسليجا مع الدور الثاني من كأس ألمانيا، إلى جانب نهاية دور المجموعات لبطولة دوري أبطال أوروبا، حقًا لعب بايرن ميونخ عددًا كبيرًا من المباريات ولكنه لم يكن نفسه البافاري الذي توِّج بالثلاثية التاريخية الموسم الماضي.

تحصل بايرن أخيرًا على صدارة البوندسليجا بعد الفوز على باير ليفركوزن بصعوبة شديدة بهدفين لهدف، وقبلها وجد صعوبة في عدد كبير من المباريات لفك شفرات الدفاع، وعانى بالطبع بوضوح من أزمة كبرى تتعلق بالهجمات المرتدة.

بدأت الأسئلة تتردد كثيرًا في الآونة الأخيرة، هل البايرن فقد هيبته؟ فالموسم الماضي لم يقو أي فريق منذ تثبيت هانزي فليك لأقدامه على مباغتة البافاري داخل وخارج أليانز آرينا، لكن شتان الفارق بين ما كان عليه النادي الأحمر الموسم الماضي وما هو عليه الآن.

في الواقع، عانى بايرن من بعض النقاط السلبية، لكن هل تعني نهاية "هيبة" فريق فليك أو تقلل منه على المدى الطويل؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا التقرير.

أحكام الكورونا .. ما هو تأثير إلغاء عطلة أعياد الميلاد على اللاعبين؟

الإصابات

Alphonso Davies Bayern 2020-21Getty Images

بات من الطبيعي عند الحديث عن بايرن ميونخ الحديث عن أزمة الإصابات المتكررة، البافاري غاب عنه نجوم كثر هذا الموسم بسبب الإصابة، وتحديدًا في خطوط الدفاع حيث لم يكن هنالك معوض فعلي لهم.

ما بين إصابات جيروم بواتينج والوافد الجديد تانجي نزونزي، مع الغياب المتكرر لليون جوريتسكا في منتصف الملعب وابتعاد بنيامين بافارد في فترة وكذلك لوكاس هيرنانديز، مع ألفونسو ديفيس، أثر ذلك سلبًا للغاية على البافاري.

وبالنظر إلى أن قائمة بايرن الحالية ليست واسعة، أي أن الخيارات فيها ليست كثيرة جدًا كبعض الأندية الأخرى، من المنطقي أن يحدث تراجع للمستوى في هذه الحالة.

عند إصابة ديفيس مثلًا، اضطر فليك إلى إعادة ألابا لفترة لمركز الظهير الأيسر أو الاعتماد على لوكاس هيرنانديز فيه، بالتبعية بات قلب الدفاع يُقاسي أزمة في الهجمات المرتدة باعتبار أن الثنائي هو الحامي الأول بسرعته لمثل هذا النوع من الهجمات.

أما على الصعيد الهجومي، أًصيب كالعادة كينجسلي كومان بمجرد أن اقترب من مستويات جيدة، مع عدم وجود بديل فعلي، ظهرت هنا أزمة واضحة جدًا على صعيد الأجنحة قللت من الخطورة البافارية المعتادة.

للتلخيص، يمكن القول أن وضع الإصابات في بايرن ميونخ كان جزءًا أساسيًا من تراجع المستوى، لكن يبقى من المؤكد أن حالة البافاري وهو كامل العدد مختلفة كليًا عمّا كانت عليه في النصف الأول من هذا الموسم.

صفقات متواضعة

leroy-sane(C)Getty Images

رغم الصخب الكبير الذي صاحب صفقة ليروي ساني، إلا أن لاعب مانشستر سيتي السابق يقدم مردودًا ضعيفًا للغاية، وبدأت الشكوك في أنه مناسب لبايرن تحوم بكثرة حوله.

لا يبدو ساني على وفاق مع فليك، فلم يعمل بدنيًا بالصورة التي يتمناها مساعد لوف السابق، كما لم يقدم الإضافة الفنية نظرًا لفرديته الزائدة عن الحد وقراراته التي لا تتناسب حتى اللحظة مع أسلوب بايرن.

صحيح أن إيفان بيريشيتش ليس لاعبًا أسطوريًا، إلا أنه كان كبديل يقدم ما يحتاجه بايرن بالصورة المثالية، هذا أمر فشل فيه حتى الآن دوجلاس كوستا، الذي يبدو أن قرار أخذه معارًا من يوفنتوس لم يكن القرار الصحيح لجميع الأطراف.

احتاج بايرن الصيف الماضي إلى إبرام صفقات لدعم الأطراف تحديدًا، وحتى الآن خيّب الثنائي ساني وكوستا الآمال بصورة ضخمة، بالتبعية، من المنطقي أن يظهر بطل ألمانيا بصورة باهتة عن التي كان عليها الموسم الماضي هجوميًا.

إن كانت الأرقام ليست سيئة إلى هذا الحد، فالأداء نفسه سيئ، يتضح ذلك في أغلب المباريات، بايرن وصل إلى درجة العجز أحيانًا أمام الفرق التي تحكم الدفاع المتكتل، والسبب هنا غياب الحلول بسبب ساني وكومان في المقام الأول.

الأمر نفسه ينطبق على الدفاع، لا يزال البافاري في حاجة إلى قلب دفاع بديل قوي في وقتٍ لا يتواجد فيه نزونزي للإصابات، ومع عدم تعويض رحيل تياجو ألكنتارا، أيضًا احتاج إلى لاعب قوي في منتصف الملعب، لم يكن هذا اللاعب أبدًا مارك روكا.

القصور في تنفيذ أفكار فليك

ONLY GERMANY Hansi Flick FC Bayern München 2020-21imago images / Poolfoto

في المقام الأول تتمحور أفكار فليك في قدرة فريقه على إحراز كم هائل من الأهداف بالاعتماد على الضغط العالي، مع ترك مساحات دفاعية والاعتماد هنا على سرعة الارتداد من قلبي دفاعه وتألق مانويل نوير، لكن الأساس دائمًا هو إحراز عدد وفير من الأهداف مع طبيعة أن تتلقى شباك نوير أهدافًا في المقابل بسبب ما قد يُسمى الانتحار الهجومي.

بمجرد أن بدأت أزمة الهجوم في البروز، من الطبيعي أن تتراجع النتائج وأن يكون مانويل نوير في كل مباراة هو البطل الأول، فالدفاعات مع فليك مفتوحة ولكن ما يغطيها هو الأداء الهجومي القوي، فماذا عندما يغيب؟

الواقع أن الصفقات المتواضعة وكثرة الإصابات كانا عاملين مهمين لتراجع المستوى مع طريقة فليك الانتحارية، إلا أنه وفي الوقت نفسه يمكن القول أن المدرب الألماني محظوظ أن ذلك حدث الآن لا في وقت متأخر من الموسم.

الآن الفرصة مواتية لفليك لإنقاذ الموقف سواءً بتغيير طريقته (وإن بدا ذلك أقرب إلى المستحيل) أو تغيير العناصر (الخيار المنطقي) مبكرًا قبل الدخول إلى معترك الأدوار المتقدمة في الأبطال وضغط المباريات المحلية، إلى جانب إمكانية دخول البايرن لسوق الانتقالات بصفقة أو اثنين يُنقذان دكة البدلاء نوعًا ما.

في كل الأحوال، لم يفقد بايرن ميونخ هيبته ولم يصر فريقًا عاديًا غير مرعب، بل إن ما مر به الفريق من تراجع لمستوى اللاعبين مع سوء تخطيط وصفقات متواضعة اجتمعت في وقت نالت فيه الإصابات من أليانز آرينا كثيرًا، كان سببًا في هبوط المستوى العام، لكن بمجرد اكتمال القائمة وتغيير العناصر أو طريقة اللعب، سيعود البافاري ليكون الخطر الأكبر على أوروبا.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0