تُوج النادي الأهلي المصري بلقب الدوري للموسم الخامس على التوالي عام 1998، لكن الأداء لم يكن على قدر الطموحات، وقد وصف رئيس النادي "صالح سليم" الفريق آنذاك في حوار صحفي بأنهم "أعور وسط عميان"، في إشارة إلى أنه أفضل السيئين في البطولة.
وصلنا الجولة الـ14 من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين السعودي، نصف البطولة انقضت تقريبًا، والنتيجة الواضحة للكبار .. لم ينجح أحد، والاتحاد أعور وسط عميان.
لم يُقدم أي من الهلال والنصر والاتحاد والأهلي والشباب المستوى المطلوب خلال الأسابيع المنقضية من الدوري السعودي، بعضهم قدم أداءً جيدًا لفترة لكن العامل المشترك بين الجميع هو تذبذب المستوى وعدم الاستمرارية في تقديم الأداء المطلوب، ولذا نجدهم يتبادلون مراكزهم في جدول الترتيب مثل الكراسي الموسيقية.
بدأ الهلال جيدًا وتوقع الجميع تقدمه للصدارة بعد تتويجه بطلًا لدوري أبطال آسيا، لكنه خيب آمال جمهوره بالمزيد من التعادلات وخسارتين موجعتين أمام النصر والفتح، فيما عانى جاره الأصفر من أزمات كبيرة منذ بداية الموسم، سواء داخل أو خارج الملعب، والنتيجة خروجه مبكرًا من حسابات الصراع على اللقب قبل أن يمنحه الآخرون فرصة العودة.
اقرأ أيضًا | حجازي والأحمدي .. مفتاح نجاح حمدالله مع الاتحاد
الأهلي رفع الراية البيضاء مبكرًا للغاية، صراحة الفريق كان يحملها بيديه قبل انطلاق الموسم نظرًا لمشاكله الكثيرة، إداريًا وماليًا وفنيًا، ولم يخرج الفريق عن التوقعات وحقق نتائج مخيبة ويتواجد حاليًا أقرب لمراكز الهبوط منه لمراكز المقدمة.
Goal ARالشباب بدأ بداية سيئة للغاية، لم يجمع من مبارياته الستة الأولى سوى 6 نقاط، وقد تحسنت نتائجه مؤخرًا واستفاد من تعثر الآخرين ليتقدم في جدول الترتيب ويتواجد ثالثًا حاليًا.
الأندية الأربعة لديها مشاكل فنية كبيرة، سواء دفاعية أو هجومية، فردية أو جماعية، بدنية أو تكتيكية، وقد أدت تلك المشاكل لأداء متواضع جدًا، بل حتى النتائج الإيجابية جاءت بمستوى دون المطلوب وتحققت بصعوبة بالغة.
الاتحاد ليس بعيدًا عن تلك الصورة، صحيح أنه يتصدر جدول الترتيب بجمعه 26 نقطة من 12 مباراة، لكن لا يُمكن وصفه حتى من عشاقه بأنه النادي القوي الذي يُقدم أداءً مقنعنًا ثابتًا طوال الموسم، بل الوصف الأفضل له بأنه أفضل السيئين، أو كما قال الرئيس الأسطوري للأهلي "أعور وسط عميان".
al ittihad twitterالعميد لديه مشاكل فنية واضحة خاصة في بناء اللعب والتدرج في نقل الكرة من الدفاع للهجوم، يُعاني أمام الصغار الذين يتكتلون أمام مرماهم، وقد حسم العديد من مبارياته بتفاصيل صغيرة لعب دورًا فيها الأداء الفردي لبعض النجوم أمثال مارسيلو جروهي ورومارينيو وأحمد حجازي.
هذا الأمر إيجابيته الوحيدة هو زيادة حدة المنافسة بين الفرق جميعًا، ونرى أن الفارق حاليًا بين الأول والسادس مجرد 6 نقاط، قد يرتفع إلى 9 حال هزم الاتحاد الاتفاق اليوم، ولذا مازالت الفرصة للجميع للعودة إلى دائرة المنافسة في النصف الثاني من الدوري السعودي.
الاتحاد يمتلك ميزة التقدم بالرصيد النقطي، لكن تذبذب عروضه ونتائجه قد يُطيح به من الصدارة، خاصة لو تحسنت نتائج الهلال والنصر والشباب ... المنافسة مفتوحة للجميع، وانتقالات يناير ستلعب دورًا مهمًا في تحديد هوية المتنافسين في الأمتار الأخيرة من المسابقة.
تلك كانت الإيجابية، لكن السلبية هي انخفاض مستوى البطولة بشكل عام، لأن تراجع أداء الكبار وإن كان مشجعًا للصغار لتحقيق نتائج قوية لكنه يُضعف بشكل عام جودة البطولة وجماهيريتها بين المشجعين خارج السعودية .. الجميع يُحب أن يرى تنافسًا قويًا بين هلال رائع ونصر قوي وشباب متين وأهلي مقنع واتحاد ممتع.
الفصل الأول من الدوري السعودي انتهى والنتيجة كما قلنا لم ينجح أحد، لكن الآمال معقودة على الفصل الثاني خاصة أن العديد من الأندية بدأت تُصحح أوضاعها وتحل مشاكلها بالفعل، وكل الأمنيات برؤية نصف ثاني أفضل في الجودة والتنافسية من الجميع.
