يبدو أن لعبة الانتماء تخفي على الجماهير ما يحدث خلف الغرف المغلقة، عفوًا، نحن تجاوزنا هذه المرحلة، لقد بات كل ما يحدث في الغرف المغلقة مكشوف للعلن، ولكن الجماهير تصدق ما تحب وتترك الجزء الآخر من الحقيقة.
كشفت مصادر إسبانية على رأسها صحيفة سبورت أن الاتفاق بين سيرخيو راموس وريال مدريد على تجديد العقد بات مسألة وقت لا أكثر، وقريبًا سيعلن ريال مدريد رسميًا عن الاحتفاظ بالقائد ويحتفل الجميع بلا تفكير في الكواليس.
حاليًا يجري التفاوض مع القائد سيرخيو راموس بشكل شخصي من قبل الرئيس فلورنتينو بيريز الذي لا يريد إدخال أي وسيط بينه وبين المدافع الإسباني، وما قالته سبورت أكدته كادينا سير التي قالت إن ريال مدريد سيتوصل إلى الاتفاق مع راموس بشأن التجديد بنهاية العام الجاري على أن يتم الإعلان الرسمي قبل 2021.
ولكن لحظة، علينا أن نعود للخلف قليلًا ، حيث كانت الأيام الماضية قد شهدت الكثير من الشد والجذب بين الجانبين، حيث أكدت تقارير عديدة أن المفاوضات بين ريال مدريد وراموس متعثرة .
التعثر لم يكن مجرد تفاوض على شروط من هذا الجانب أو ذاك، بل ظهر اسم باريس سان جيرمان ليجبر ريال مدريد على الخضوع والموافقة على شروط راموس فورًا وإلا يرحل القائد إلى نادي العاصمة الفرنسية.
المفاجأة كانت عبر صحيفة لو باريزيان حين أعلن من خلالها باريس سان جيرمان أنه لم يتواصل قط مع سيرخيو راموس وأن إلصاق اسم النادي الفرنسي بقائد ريال مدريد ما هو إلا محاولة من شقيقه ــ وكيل أعماله في نفس الوقت ــ لكي يضغط على النادي الملكي.
ما حدث لا يمكن أن يسمى سوى ابتزاز من قبل راموس لريال مدريد، وهو يأتي بعد تمسكه بالحفاظ على راتبه رغم عدم قدرة النادي على ذلك في الوقت الحالي ورغم أن ذلك يتعارض تمامًا مع سياسة النادي مع من تجاوزوا الثلاثين.
راموس في النهاية سيحصل على كل شيء أراده من مدة العقد إلى الراتب ونسبة المشاركات في المباريات وكل شيء، حدث ذلك من خلال عملية ابتزاز، وبالمناسبة هي ليست الأولى من نوعها بالنسبة لسيرخيو راموس مع ريال مدريد.
في 2015 قبل أن يقوم بتجديد عقده للمرة قبل الأخيرة أراد راموس زيادة راتبه والحصول على المزيد من الامتيازات، وقتها رفض ريال مدريد بعض هذه الامتيازات تمامًا كما حدث مع الكثير من اللاعبين المهمين في الفترة نفسها.
وقتها ارتبط اسم راموس بمانشستر يونايتد وكاد القائد ينتقل إلى الشياطين الحمر ولكن المفاجأة أن مانشستر يونايتد أعلن بعدها أنه لم يتفاوض مع سيرخيو من الأساس وكان الأمر شبيهًا بما حدث مع باريس سان جيرمان اليوم، إقحام لاسم الشياطين فقط لتهديد إدارة ريال مدريد.
بعد 2015 لم يتذكر أحد ما حدث من راموس لأنه قام بالتجديد، وبعد 2020 لن يتذكر أحد أيضًا، ولكن لأننا عشنا كل ذلك حاضرًا وجب أن نوثقه، ونوضح فقط أنه مهما بلغ عشق راموس لريال مدريد فإن أسطورة التضحية من أجل الكيان باتت سخيفة ومملة، ولكنها لن تصبح كذلك بالنسبة للجمهور الذي كما قلنا في البداية يصدق ما يحب ويترك الجزء الذي لا يحبه من الحقيقة.
تقييم راموس .. رأس العاشرة الذي يتسبب في خسائر ريال مدريد!
في النهاية، وددنا أن نذكرك أن الأمر لا يتوقف على راموس ولا ريال مدريد ولا أوروبا كلها حتى، بل باتت ظاهرة عالمية لأن الجمهور في العالم كله يشتري سلعة الاحتيال بصدر رحب، لذلك يتفنن اللاعبون في بيعها بقبلة على القميص أو صرخة بعد هدف قاتل أو تصريح عاطفي.