Cristiano Ronaldo CR7 FreekickGetty

انهيار أسطورة .. لماذا لم يعد رونالدو قادرًا على التسجيل من ركلات حرة؟!

بين عامي 2009 و2018 سجل كريستيانو رونالدو 33 هدفًا مع ريال مدريد من 444 محاولة من ركلات حرة بنسبة نجاح تصل إلى 7.4%

بين عامي 2018 و2021 رونالدو سجل هدفًا واحدًا فقط مع يوفنتوس من ركلة حرة بعد 74 محاولة بنسبة نجاح تصل إلى 1.3% فقط!

كريستيانو رونالدو لم يسجل أي هدف من ركلة حرة في تاريخه ببطولة اليورو!

مع انتهاء موسم 2014-2015 امتلك كريستيانو رونالدو 44 هدفًا من ركلة حرة مقابل 19 هدفًا لليونيل ميسي، وفي 2021 أصبح لميسي 57 هدفًا من ركلة حرة مقابل 56 فقط لرونالدو!

ماذا حدث؟

بينما كان منتخب البرتغال متأخرًا في النتيجة بهدف دون مقابل أمام بلجيكا، تحصل كريستيانو رونالدو على ركلة حرة من مكان مثالي على حدود منطقة الجزاء ولكنّها عبرت بسهولة إلى يد الحارس تيبو كورتوا.

هذا الموقف – ومع خسارة البرتغال – دفع أسطورة آرسنال إيان رايت للسخرية من صاروخ ماديرا في أحد البرامج حينما قال إنّه رونالدو لم يسجل سوى مرة من آخر 50 مناسبة، وهذا لم يجعل وقفته على الكرة أثناء تسديد الركلات الحرة مخيف على الإطلاق.

رونالدو لم يعد يسجل من ركلات حرة كما اعتاد، بل ويمتلك أسوأ نسبة تحويلها لأهداف للاعب في آخر 6 سنوات والتي لم تتجاوز 5%!

لماذا لم يعد رونالدو قادرًا على التسجيل من ركلات حرة؟

هذا الأمر أصبح محيرًا للغاية بالنسبة لمتابعي كرة القدم، فربما يعد هبوط رونالدو فيما يتعلق بالأهداف من ركلات حرة الأغرب على الإطلاق خاصة وأنّ نجم يوفنتوس لم يتراجع في المطلق بهذا الشكل.

فاللاعب لا يزال أحد أهم النجوم في العالم حاليًا بل وهو هداف نسخة يورو 2020 وهداف الدوري الإيطالي الموسم المنصرم، وحتى أهدافه الخرافية من ضربات الرأس لا تزال حاضرة، صحيح عدد الأهداف تراجع عن الماضي لكن نسبة التراجع لا تتساوى أبدًا مع ما حدث في الضربات الحرة.

التفسيرات تختلف، فرغم أنّ رونالدو لم يغير من الروتين المعتاد في تسديد الركلات، حيث يقف فاتحًا قدميه على شكل حرف الـ V المقلوب، ويتنفس بقوة ثم يحرك قدمه بالشكل ذاته ويمنح الكرة القوة الكافية لتدور بالشكل المناسب وتسقط في المرمى، لكن النتائج ساءت بشكل واضح.

هل الإصابة السبب؟

حيرة جمهور كرة القدم في تراجع رونالدو تهديفيًا من ركلات حرة دفعت البعض لنشر قصة مختلقة عن تعرض اللاعب لإصابة في الركبة لا علاج لها عام 2014 جعلته غير قادر على اللعب بسلاسة كما كان في السابق.

التغريدات المجمعة على تويتر أكدت أنّه اضطر لتغيير طريقة لعبه في آخر السنوات لأنّه لم يعد قادرًا على الركض وبذل المجهود البدني خوفًا من تجدد إصابته، وبالطبع هذه أحد أسباب عجزه عن تحسين مستواه فيما يتعلق بالتسجيل من ركلات حرة.

لكن هذا الأمر لا أساس له من الصحة، فلم يعلن أي مصدر ذا مصداقية إصابة رونالدو بأي شيء في الركبة طوال هذه السنوات، كما أنّ أرقام رونالدو منذ 2014 لا تشير أبدًا إلى لاعب يمتلك إصابة مزمنة في الركبة، ليس فقط أرقام التسجيل ولكن حتى دقائق اللعب وعدد الإصابات المختلفة التي تعرض لها منذ حينها.

لا يمكن للاعب يعاني من أزمة في الركبة أن يرتقي في مباراة سامبدوريا ويسجل هدفًا بهذه الرأسية الصعبة جدًا ويهبط على قدمه ثم يركض محتفلًا دون حتى علامة انزعاج.

لماذا سجل أمام إسبانيا في كأس العالم؟

ورغم سجل رونالدو السيئ للغاية، لكن اللاعب كان قادرًا على تسجيل هدف خيالي أمام إسبانيا في افتتاح البرتغال لكأس العالم 2018، وهو الهدف الذي جاء في ظروف صعبة للغاية وفي الدقائق الأخيرة ومنح بلاده نقطة ثمينة.

رونالدو عدّل شيئًا فشيء من أسلوبه في التسديد، ورأيناه بدلًا من الركض سريعًا نحو الكرة وتسديدها بقوة، ظهر وهو يتحرك بخفة قدمين مثل القطة ثم يسدد!

كريستيانو امتلك أسلوبًا مختلفًا وجديدًا في التسجيل وهذا ما ساعده على قلب الطاولة، فلماذا لا يحاول أن يغير من طريقته ويكسر الروتين؟

شاهد ما يفعله غريمه ميسي على سبيل المثال، صحيح هناك تكنيك شبه مكرر في كل ركلاته، لكنّه أحيانًا يفضل التسديد بقوة وأخرى يسقطها فوق الحائط بمهارة وفي أوقات أخرى يلعبها تحت الحائط بخبث، تغيير الأسلوب أفاد البرغوث، فلماذا لا يفكر فيه رونالدو؟

هل الأمر يستحق أصلًا؟

سؤال هام يحتاج لطرحه، هل الأمر يستدعي أن يفكر فيه كريستيانو رونالدو ويحاول تحسينه؟

لنواجه الحقيقة، رونالدو أصبح بعمر 36 عامًا وربما لن يلعب في أي بطولة كبرى مع البرتغال أو تكون نهايته الدولية في كأس العالم المقبل، وحتى مستقبله مع يوفنتوس لا يزال محل شك، وكل الدلائل تؤكد أمرًا واحدًا فقط أنّ فترة الاعتزال أقرب من أي وقت مضى.

ربما يشعر رونالدو بالكثير من التوتر والضغط بسبب هذا الأمر، ومع كل مرة يفشل فيها في التسجيل يؤثر ذلك على ثقته في قدرته على التهديف من ركلات حرة، وربما لو ارتاح لفترة وترك غيره يتكفل بالأمر مثل باولو ديبالا مثلًا أو برونو فيرنانديش في البرتغال لأصبحت الأمور أفضل.

ربما حان الوقت لتجاهل الأمر، وربما تسديد كرة بين الحين والآخر ومحاولة تسجيل هدف هناك وآخر هناك ووقتها قد تتحسن أرقامه مقارنة بعدد الفرص التي يلعبها، وربما هذا الأمر حتى يصبح وسيلته للعودة إلى القمة!

اقرأ أيضًا:- 

ميسي ورونالدو - من الأكثر تسجيلاً من ضربات حرة؟

كيف تسدد الضربات الحرة المباشرة على طريقة كريستيانو رونالدو؟

جول بيديا | من كريستيانو رونالدو إلى ميسي لماذا يحصل أفضل لاعبي كرة القدم على لقب (جوت)؟

إعلان