التحكيم هو الموضوع الأكثر إثارة للجدل في كرة القدم على مدار تاريخ اللعبة، لكن الأمر ازداد كثيرًا بعد ظهور تقنية الفيديو والمحليين التحكيميين وتعليقهم على الحالات بعد نهاية كل مباراة، وفي الدوري السعودي تحديدًا أصبح هذا الأمر رسميًا بمراجعة من دائرة التحكيم.
دائرة التحكيم اعترفت مؤخرًا باستفادة الاتحاد من أخطاء الحكم خلال مواجهة النصر، ثم عادت وأكدت تعرضه للظلم أمام الهلال، وهو ما منح الكثير من المتربصين الفرصة لمهاجمة الفريقين واتهامهما بشتى أنواع الاتهامات الخاصة بالحكام والاستفادة منهم.
اقرأ أيضًا | نجاح سعودي وفشل قطري ..سببان لحدوث ذلك في دوري أبطال آسيا
هناك في إفريقيا أخطأ حكم مباراة الأهلي والرجاء في ربع نهائي دوري الأبطال خطأ كارثيًا باحتساب ركلة جزاء غير صحيحة للنادي المصري، لتقوم الدنيا بعدها ولا تقعد ويبدأ الجميع في كيل الاتهامات للفريق الأحمر والتشكيك في بطولاته وسطوته على القارة السمراء.
أنا مع تحليل قرارات الحكام، ومع الحديث عن أخطائهم وعقابهم ومنع من يكرر أخطاءه منهم، وإن كنت لست مع سياسة دائرة التحكيم في الاتحاد السعودي لأنها تتأخر كثيرًا في تحليل الحالات الجدلية مما يجعلها تُعيدها للسطح مع عدم استفادة أي طرف من ذلك.
لكن ما أراه مستفزًا هو تحميل الأندية المستفيدة مسؤولية تلك الأخطاء، وكأنها مسؤولة عن الحكام أو قراراتهم، وهو ما يُمثل اتهام صريح لها بالفساد والرشوة رغم أن الأمر لا يعنيها أبدًا! الحكم في النهاية موظف وصل الملعب لإتمام مهمة محددة وحين ينجح لنفسه وحين يفشل لها أيضًا، مع علاقة النادي المستفيد أو المتضرر بخطئه؟
نعم النادي المتضرر من حقه تمامًا الحديث عن تعرضه للظلم ومعاناته من خطأ الحكم، محق تمامًا في تعليق نتائجه السلبية على أخطاء الحكام وتبرير فشله بها، وإن كنت ضد ذلك المبدأ لكنه يبقى حق أصيل للنادي لا يستطيع أحد معارضته.
لكن لماذا نحرم النادي المنتصر أو البطل من إنجازه وجهده لمجرد أن هناك خطأً تحكيميًا جاء في صالحه خلال إحدى المباريات؟ خاصة أننا لو بحثنا في بطولات الدوري تحديدًا سنرى كل الفرق تستفيد وتظلم خلال مشوار البطولة، وبالتالي الجميع يعيش هذا الظرف ويتعايش معه .. لكن البعض يتخطاه ويقف من جديد والبعض يراه الحجة الرائعة لتحسين صورته أمام جمهوره.
أخطأ الحكم لصالح الهلال أو الاتحاد أو الأهلي أو غيرهم من الأندية، حاسبوه وعاقبوه كيفما شئتم .. لكن لماذا تعاقبون النادي المستفيد؟ ما ذنبه؟ هل كان باستطاعته منع تلك الاستفادة مثلًا؟ قد يمتلك تلك القدرة أحيانًا ولكن لا يمكن التعميم هنا.
الفريق المستفيد من خطأ الحكم لا يختلف عن المستفيد من خطأ المنافس أو المدرب أو الرئيس .. في النهاية كرة القدم لعبة بشرية تقديرية تعتمد كثيرًا على الآراء ووجهات النظر، والحكم أحد أطراف اللعبة وله رأيه وتقديره، وحين يُخطئ يُعاقب مثل أي طرف آخر .. لكن يُعاقب لوحده دون تضامن أي طرف آخر معه، حتى إعلاميًا وجماهيريًا.
