"حلاوة روح" هذه هي باختصار الحالة التي يمر بها نادي الهلال السعودي حاليًا، يلعب بروحه وخبرات لاعبيه وسمعته فقط، لكن المجهود على أرض الواقع والناتج لا يرتقي لما هو منتظر من هذا الفريق..
في الميركاتو الصيفي 2021، تحمس جميع الهلاليين، لمشاهدة مباريات الفريق في الدوري، الجميع يتشوق لرؤية ماتيوس بيريرا وموسى ماريجا في الملعب، رفقة بافيتمبي جوميس وأندريه كاريلو وسالم الدوسري، بجانب مشاهدة فكر المدرب الجديد البرتغالي ليوناردو جارديم، لكن الصدمة كانت الحالة الهزيلة التي يظهر بها الفريق مباراة تلو الأخرى.
12 نقطة حصدها الأزرق من ست مباريات، ليقبع في المركز السادس بجدول الترتيب، بفارق أربع نقاط عن الصدارة، وله مباراة مؤجلة، إذ حقق الفوز في ثلاث مباريات، وتعادل في ثلاثة لقاءات أخرى أمام الباطن والشباب والحزم.
كثرة الإصابات السبب؟
Goal ARمن يريد الدفاع عن المستوى الذي يقدمه الأزرق بهذا الموسم، وتراجع النتائج، ستجده يواجهك بعبارة "كثرة الإصابات، هناك سالم الدوسري وأندريه كاريلو ومحمد البريك وماتيوس بيريرا مصابون"، وإن كان الأداء سيئًا حتى مع وجود هؤلاء اللاعبين، إلا أنه السؤال الأهم: منذ متى والهلال يتأثر لهذه الدرجة بالغيابات؟، الإجابة عند فهد بن نافل؛ رئيس النادي..
منذ رئاسة فهد بن نافل للقلعة الزرقاء وهو لا يعير اهتمامًا كبيرًا بسوق الانتقالات، جاء والفريق جاهز تمامًا من ناحية الصفقات، أضاف هو لها القليل على استحياء، لكنه لم يفكر إطلاقًا في إضافة عناصر حقيقية يحتاجها الفريق، من كان يتعاقد معهم، تشعر وأنها مجرد تسجيل حضور في الميركاتو فقط لا غير.
يظهر هذا جليًا على مركزي الجناح الأيمن والأيسر، سالم الدوسري وكاريلو هم الثنائي الأساسي لهذين المركزين، تم بالفعل التعاقد مع ماتيوس بيريرا كجناح أيسر، لكن يعتمد عليه جارديم في مركز لاعب الوسط المهاجم في كل المباريات، بالإضافة إلى مركز الظهير الأيسر، الذي يشغله ياسر الشهراني وحيدًا، وعندما يغيب، تجد عملية ترقيع للمركز بلاعب من مركز آخر، وتتأثر الجبهة اليسرى للهلال بصورة كبيرة وقتها.
تحديدًا أزمة الشهراني في الفريق بالمواسم الأخيرة ولا علاج لها، وبن نافل وكل مدرب يُقبل على قيادة الفريق، لا يدرك أنه لا بديل له!!
أما بديل الدوسري، الأرجنتيني لوسيانو فييتو، فلا داعٍ للحديث عن دوره بالملعب، يكفي أن نقول أنه هادم لأي هجمة يتم تنظيمها، بسوء إنهائه للهجمات بغرابة شديدة.
جارديم لم يتأقلم بعد!
al hilal twitterتم الإعلان عن التعاقد مع ليوناردو جارديم لقيادة الهلال فنيًا في أوائل يونيو 2020، مدرب قضى فترة الإعداد لبداية الموسم الجاري مع الفريق في معسكر خارجي، مدرب اختار كافة الصفقات الجديدة، تعرف على لاعبيه فترة كافية قبل بداية الموسم، ومرت ست جولات من الدوري، ومع ذلك يصر بغرابة شديدة على طريقة لا تأتي بثمارها..
4-4-2 طريقة غير مثمرة تمامًا مع التشكيل الحالي للزعيم، الدفع بجوميس وماريجا وبيريرا وفييتو سويًا جريمة في حق الفريق، تجد نجوم كبار اسمًا في مراكزهم، ومع ذلك الحصيلة الجماعية صفرية.
حقًا تشعر وكأن الهلال يعافر هذه الفترة بروحه فقط بلا جسد، أسماء كبيرة في الملعب وخبرات، لكن كلٌ غارق في واديه الخاص لسوء توظيف اللاعبين، ولسوء إدارة الميركاتو الصيفي..
تعاقد الهلال مع الأسماء الكبيرة المتاحة في السوق دون النظر لاحتياجات الفريق الحقيقية وللعناصر التي يمكنها أن تُكمل المجموعة الحالية!
جوميس عالة:
goalالأسد الفرنسي لا يختلف أحد على قيمته الكبيرة، لكن إذا كنت مصرًا على بقائه رغم وصوله لسن الـ36، فعلى الأقل لا يكون أساسيًا..
جوميس حاليًا يحتاج لإيصال الكرة إليه داخل منطقة الجزاء، لا يبذل مجهودًا كبيرًا طوال المباراة، ينتظر مجهودات زملائه ويضع هو لمسته الأخيرة، هذا بالطبع يسبب إرهاقًا كبيرًا على المجموعة التي تلعب تحته.
في مثل هذا العمر، كان من المفترض أن يستغنى عنه الهلال باحتفالية لتكريمه على ما قدمه في المواسم الماضية، لكن المفاجأة كانت تجديد عقده، والمفاجأة الأكبر أنه أساسيًا بدلًا من أن يتم الدفع به لبضع دقائق في الشوط الثاني للمباريات، والاعتماد على بقية العناصر الشابة في مركزه، خاصةً وأن هناك بديل مميز هو صالح الشهري.
حالة غريبة يمر بها الهلال هذا الموسم، لكنها بالطبع نتاج العك الفني الذي يشهده الهلال في عهد بن نافل، قرارات غير محسوبة، وأخرى متأخرة، فكانت النتيجة أن الزعيم أصبح عبارة عن كوكبة من النجوم وفراغ فني كبير!


