لم يعد هناك مجالًا للحديث عن الخماسي الكبير في كرة القدم السعودية، سقط الأهلي والشباب ويُحاول الاتحاد جاهدًا التمسك بفرصه والتواجد مع الهلال والنصر .. أمر أصبح واضحًا جدًا في السنوات الأخيرة والأهم أنه لم يعد مقبولًا أبدًا.
أنفق النصر قبل عامين ملايين الريالات وضم عديد المواهب من مختلف الأندية السعودية، مثل علي الحسن وعبد المجيد الصليهم وعبد الفتاح عسيري وخالد الغنام وسامي النجعي، واستطاع الهلال خلال شهر واحد ضم 2 من نجوم المنتخب السعودي، محمد العويس وسعود عبد الحميد، والثالث، عبد الإله المالكي، بات قريبًا جدًا.
اقرأ أيضًا | أحدهم لم يُخيب التوقعات، وتراجع كبير لآخر .. أجانب حان رحيلهم في الدوري السعودي
الأكثر خطورة من ذلك هو عدم قدرة الأندية الأخرى حماية لاعبيها من أطماع الأزرق والأصفر، إذ بات موعد انتهاء عقد أي نجم في أي فريق في الدوري السعودي بمثابة موعد انتقاله لأحد قطبي الرياض، ونرى الآن كيف فقد الاتحاد نجمين من هيكله الأساسي لعدم قدرته تجديد عقديهما.
الهلال والنصر يتمتعان بشعبية كبيرة ولديهم عقود رعاية ممتازة ويُحققان أرباحًا مالية كثيرة، لكن كل هذا الإنفاق في سوق الانتقالات لم يكن ليحدث لولا وجود دعم خارجي مُقدر بالملايين، وتحديدًا لولا دعم الأميرين خالد بن فهد والوليد بن طلال للناديين.
.jpeg?format=pjpg&quality=60&auto=webp&width=380)
Hilal Twitter & Goal ARالناقد الرياضي طارق النوفل قال أمس "سيطرة الهلال والنصر على التعاقدات في السعودية طبيعي جدًا في ظل وجود الداعمين الكبار، هذه الكثافة في الدعم المالي مؤخرًا جعلت الخماسي الكبير يُصبح ثلاثي فقط، الهلال والنصر في مستوى واحد".
أضاف "المشكلة في الأهلي والشباب، ومغادرة الفريقين المشهد وجعلهما فرق تُصدر لاعبيها للأندية الثلاثة وربما مستقبلًا للهلال والنصر فقط سيقلل من التنافسية في الدوري السعودي وسيجعله يتحول إلى أهلي وزمالك مثلما الوضع في مصر".
حديث النوفل صحيح تمامًا، الدوري السعودي في طريقه بالفعل ليتحول إلى ثنائي الاستقطاب، أي وجود فريقين فقط لديهم كل الإمكانيات المالية والإعلامية للمنافسة، فيما ستنحصر آمال البقية في المركز الثالث، ومحاولة خطف بطولة ما من العملاقين كل عدة سنوات .. كما يحدث في مصر وإسبانيا وألمانيا وفرنسا.
جمال كرة القدم السعودية كانت في وجود 5 أندية تتنافس بشراسة وتتمتع بجماهيرية كبيرة، ازدحام جدول المباريات بمواجهات الديربي والكلاسيكو جذب العديد من الجماهير غير السعودية للبطولة، متعة الدوري كانت في الإثارة المتواصلة حتى اللحظات الأخيرة ووجود فرص لـ3-4 أندية على الأقل للفوز باللقب موسميًا.
ما يحدث حاليًا هو انتهاء تلك الحقبة تمامًا وبداية عهد "الهلال والنصر" والذي سيضر بالدوري السعودي والمنتخب كذلك، ولذا لا يبدو أن أنصاف الحلول مثل سقف رواتب اللاعبين المحليين ونظام الكفاءة المالية أصبحت كافية لتفادي هذا الانحدار المخيف حول ذلك المصير.
وزارة الرياضة السعودية بدأت خطوات جادة في هذا الطريق، انسحبت من دعم الأندية ماليًا بعدما كانت تتحمل الكثير من النفقات، وفرضت قانون الكفاءة المالية، وقد حد ذلك كثيرًا من "الفساد المالي" في الأندية وحماها من الديون والإفلاس، لكن الوقت قد حان لقرار أكثر قسوة وحدة يمنع هذه الفجوة المالية الكبيرة بين فريقي العاصمة وبقية الأندية خاصة ثنائي جدة، وهذا الحل ليس إلا تطبيق قانون اللعب المالي النظيف واتباع أوروبا في منع ملاك الأندية والمستثمرين، وهم يُوازون الداعمين والأعضاء الذهبيين في السعودية، من الإنفاق المباشر على الأندية.
الاتحاد الأوروبي لكرة القدم منح الملاك والمستثمرين الذين يشترون الأندية فرصة لعدة سنوات للإنفاق مع تقليل المبلغ تدريجيًا حتى يصل إلى الصفر، وذلك لفرض العدالة المالية والرياضية بين جميع الأندية، بحيث يُنفق الجميع من أرباحه الخاصة.
هذا القانون يجب أن يُفرض في السعودية، ويُمنع تمامًا الدعم المالي المباشر من الخارج، سواء كان من الأعضاء الذهبيين أو الأصدقاء أو أي طرف خارجي .. هذا هو الحل الوحيد لتقليص تلك الفجوة المالية بين الأندية وأيضًا لحث الجميع على العمل والسعي بجدية لإيجاد مداخيل جديدة وتحقيق أرباح إضافية، كما سيدفع الأندية للاهتمام بالفئات السنية ومنح الشباب الفرص الحقيقية للظهور واللعب.
اقرأ أيضًا |
القرني ينحاز للهلال .. حارس الشباب يستفز الأهلاويين بعد رحيل العويس
فيديو | بعد رحيل العويس .. المسيليم لجمهور الأهلي: كبروا عقولكم
اكتفى بدور المتفرج .. الدوري السعودي ترك أوروبا تدافع عن حقوقه!