أجرى الفرنسي بافيتمبي جوميس؛ مهاجم الهلال السعودي، حوارًا مطولًا مع برنامج "كورة"، تحدث خلاله عما مر به الزعيم من صعوبات بالموسم المنقضي، ورأيه في مقارنته بالثنائي عمر السومة وعبد الرزاق حمد الله.
الأسد الفرنسي حصل مؤخرًا على لقب هداف الدوري السعودي 2020-21 برصيد 24 هدفًا، لأول مرة منذ انضمامه للزعيم، بجانب قيادته للفريق لحصد اللقب للمرة الـ17 في تاريخه.
وفي السطور التالية نستعرض ما جاء في حوار جوميس..
ما رأيك في الأجواء بالسعودية؟
بكل صراحة لم أشعر بمثل هذه الراحة التي شعرت بها في السعودية، على خلاف المدن السابقة التي استقريت بها، على الرغم من أنه في اليوم الذي صعدت به للطائرة للمجيء إلى السعودية كان لدي الكثير من التساؤلات والناس ظلت تتسائل عن اتخاذي هذا القرار، واليوم أنا لا أعرف متى سأغادر المملكة إلا أنها ستكون لحظة صعبة وقاسية، لأنني استمتعت جدًا كلاعب وبشكل أكثر خلال تفاصيل حياتي اليومية هنا، فقد نضجت كرجل وتعلمت أشياء كثيرة من السعوديين، وهذه الأشياء ستظل عالقة طوال حياتي، لأن شخصية اللاعب ستختفي يومًا ما، لكن جانبي الإنساني سيظل لفترة طويلة، وتعلمت من القيم ما يساعدني في حياتي وما يجعلني أورثها لأبنائي.
طالبت بعودة النصر للمنافسة في أحد مقاطع التواصل الاجتماعي، ما أهمية هذا بالنسبة لك؟
أنت تعرف كل منافسة قوية، هناك دائمًا عكسها، وبالنسبة للسعودية، لن أكون فخورًا بالفوز ضد فريق سهل، لهذا السبب لم يكن النصر في حالة جيدة خلال تلك الفترة، فالنصر فريق يمكنه القتال ضد الهلال، ويشبه الأسد، عندما يكون عليه أن يقاتل في الغابة، أنا دائمًا أكن كل الاحترام للنصر والشباب والاتحاد، لأن لديهم لاعبين كبار وتاريخ كبير، ولهذا السبب أنا اليوم سعيد جدًا، لأنني حققت الدوري ضد فريق صعب، كما قلت دائمًا إنني خسرت العديد من المعارك، لكنني فزت عدة مرات.
،فقد كنت حزينًا بسبب النصر عندما خسرت السوبر، شعرت بتوتر شديد وإحباط، ولكن عندما انتهيت هنأت بيتروس وقلت له: "أراك الأسبوع القادم، لأنه يجب عليك القتال لأنني دائمًا ما كان هدفي هو الفوز بالمعركة.
هناك أيضًا حساب النصر في تويتر، فلقد مازحوني، وهذا أمر جيد، هذه هي المنافسة الشريفة، فلا بد من حدوث تفاعل مع النادي لترك صورة جيدة، لأننا عندما نذهب للخارج، يقول الإنجليز أو الفرنسيون نعم، جوميس ذهب لهذا الدوري، لن يفوز ولن يسجل كل أسبوع، وفي بعض الأحيان يخسر، لأنه يلغب ضد فرق كبيرة، الأمر ليس سهلًا.
اقرأ أيضًا | الثامنة تقترب والنصر مهد له الطريق .. ردود فعل الجماهير على تولي جارديم تدريب الهلال
كيف تغلب الهلال على ظروفه وحقق الإنجازات في ظل جائحة كورونا؟
بالنسبة لي كانت لحظة صعبة، لأنني قلت أن الأسد قادم وأنا الأسد القوي، ولكن عندما أصابتني الكورونا لم أكن جيدًا، كان الأمر صعبًا للغاية بالنسبة لنا، ولكن على وجه الخصوص بالنسبة لي، لأنني من قادة الهلال، وعندما لا يكون الفريق في حال جيد، أتحمل المسؤولية بسبب خبرتي وشخصيتي في لأن أشجع زملائي، ولكن لم تكن لدي القوة، وكان الأمر صعبًا ذلك الوقت وتعلمنا الكثير، لأنه عندما يحدث هذا الأمر عليك العودة والتفكير بأننا محظوظون بلعب كرة القدم، وفي كل يوم هناك من لديهم عمل أصعب في الحياة من أن يلعبوا كرة القدم، هناك العديد من الناس الذين يحلمون بالقيام بما نفعل، أنا أذهب لأكاديمية الهلال، لأن لدي ابن يلعب بها، أذهب لمشاهدة الصغار ويشاهدونني ويحلمون، وكما قلت منذ عشرين عامًا كنت مثلهم، وعندما أراهم أشعر بالقوة، فهم يقولون لي: بافي، سنسجل أهدافًا وسنفوز ويبتسمون لي، لذلك يمنحوني القوة للعودة مجددًا، لذلك أنا محظوظ.
عندما أتذكر قبل عشرين عامًا، أخذني والدي للتدريب، لم أكن أحلم يومًا بأن أصبح محترفًا، لأن الأمر كان بالنسبة لي مستحيلًا، ولكن الله منحني هذه الفرصة، ولا يمكنني أن أتذمر، لدي سر وهو المشي وإغلاق أذني، ولا أنصت للناس، لأن السعودية بلد كرة القدم ويوجد الكثير من الشغف هنا، وعندما يكون هناك شغف، فبالتالي عندما تخسر، يهاجمك المشجعون، وعندما تفوز يقولون بافي أنت الملك، ولكن هذا كثير، أنا أعي أنني عندما أخسر سيأخذوني للقاع، ويجب قبول هذا الأمر أيضًا، وهذه هي مشكلة لاعبي كرة القدم، أنا دائمًا ما أذكر نفسي أن الناس عندما يشيدون بي، أقول أنا لست ذلك اللاعب وأذكر نفسي أنني في الوسط ونفس الأمر يحدث عندما يأخذونني للقاع، أي يجب أن تحقق التوازن لنفسك، وتحافظ على تواضعك، وخصوصًا هنا، لأنه بلد يؤمن فيه الناس بالله، وعندما تؤمن بالله، فإنه يمنحك التواضع لتحقيق الأهداف.
EPAمنذ بداياتك في كرة القدم، هل تخيلت في يوم من الأيام أن تصل لهذه النجومية؟
لا، لأنه ان هذا الجيل جديد، أما نحن كنا نتمتع بالقرب من الأب، أبي كان كبيرًا في السن، وكان يمكن أن يكون جدي، فلم يمتلك متسعًا من الوقت، فقد تحتم عليه أن يعمل، فلم يكن قادرًا على أخذي للتدريبات، وكان أخي الكبير من يأخذني، لأن أبي علم أخي، وكان على أخي الكبير أن يفعل ذات الأمر معي، ولهذا عندما كان يحين موعد التدريبات، كان أخي يأخذني، لكنني لم أكن أحلم بأن أصبح لاعبًا، فقد كنت أرى اللاعبين ولم أكن أحلم بأن أصبح منهم، كان ذلك أمرًا بعيد المنال وأشبه بالمستحيل، فقد كنا نلعب في الشارع أو في أندية متواضعة من أجل المتعة فقط، وقد كانت لدينا المهارة، لكن كان هناك الكثير من اللاعبين الجيدين، الذين دفنت مواهبهم ولم يتمكنوا من الوصول.
عندما بلغت عمر الـ12 بدأوا بالحديث عني، لأن مدرب الفريق الخاص بي حضر لمنزلي للتحدث مع والدي ووالدتي، وأدركوا حينها أن ابنهم يمتلك موهبة، ويجب أن يعتنوا بها، لأن هذا الأمر كان يمثل أيضًا وسيلة لإنقاذ أسرتي، ومن أجل الحصول على عمل يومًا ما، فلقد كنا نرى لاعبين أفارقة يلعبون في الدوري الفرنسي بشكل محترف، ومن ثم أتيحت لهم فرصة الشهرة ومساعدة الناس ومساعدة إفريقيا.
هل التجربة في الملاعب السعودية صعبة على اللاعب الإفريقي والأوروبي؟
في السابق كانت صعبة جدًا، لكن الواقع الآن أصبح أكثر سهولة، فتجد في كل شارع كشاف جاهز للبحث عن موهبة كروية، ليحضره للناشئين ومن ثم يصعد به للفريق الأول، لذلك كل فريق لديه كشافة في مكان لمشاهدة المواهب.
ما هي أبرز لحظاتك الجميلة مع الهلال؟
عندما أدركت أننا فزنا بكـأس آسيا، لأن الموضوع لم يكن متعلقًا بالهلال وإنما بالمملكة بشكل عام، فبعد أن بدأت السعودية في تنفيذ رؤية 2030 شعرت أن كرة القدم لها دور، فعندما تشاهدها أنت لا ترى فقط الملعب، بل ترى مواهب السعوديين، كل المشجعين وليس فقط الهلاليين بل مشجعي النصر والاتحاد كلهم لديهم شغف، ولهذا فهذه بلد كرة القدم.
قلت لنفسي بالطبع أريد الهلال أن يفوز، ولكن النصر والاتحاد أيضًا يجب أن يحضروا هذا الكأس للسعودية، لأننا نعمل من أجل البلد، عندما ذهبنا لآسيا لم نذهب لجمهور الهلال فقط، بل من أجل البلد ككل، لهذا عندما فزنا كنت سعيدًا من أجل زملائي في الفريق، لأنهم سعيدون لفوزهم بعد خسارة مرتين سابقتين، وقلت لهم لا، نحن نستحق الفوز ويجب أن نحتفل بعلم المملكة داخل الملعب، أنا جئت من أجل هذا، عندما أتى سامي الجابر وتركي ل الشيخ ليقنعاني بالانضمام للهلال، لم يحدثاني عن الدوري، بل قالا لي نحن بحاجة لشخصيتك في آسيا، ولا تعتقد أنك ستكون البطل، لأن هذا الفريق وصل للنهائي مرتين، والفريق جاهز، نحن بحاجة فقط إلى مهاجم، نحتاج لشخص ما، ليس للتسجيل فقط، بل للتعامل بخبرته في بعض الأحيان، فهناك بعض اللحظات الصعبة التي يجب بها أن تظهر روحك وشخصيتك، وفي بعض الأحيان لا يتعلق الأمر بتسجيل الأهداف، بل قد يكون بطريقة التحدث مع الحكم، فعندما شاهدت مباريات ضد أوراوا وضد الفريق الأسترالي شاهدت بعض الأخطاء من الحكام، وهذا قد يحدث، لكن عندما تكون في المباراة لا يمكن أن تغير قرارات الحكم، بل يجب أن يكون في الفريق بعض اللاعبين أصحاب الخبرات في الهدوء، كي يعرفوا ما الذي يجب أن نفعله وما الذي لا نفعله.
al hilal twitterرأينا مشاعر عميقة عند توديع المدرب رازفان لوشيسكو من قبلكم، كيف تصف لنا علاقتك به؟
كان الأمر صعبًا، لأننا كنا نعلم أنه لم يخطئ وحده، بل هي مسؤولية جماعية، نحن مع كل ظروف كورونا لم نتمكن من أخذ عطلة، لم نكن منتعشين ومستعدين نفسيًا، بالنسبة لي لدي الكثير من المسؤوليات ولم أكن في المستوى المأمول، لم أمتلك القوة، وأنا أعتبر قاطرة الفريق، وأنا المدافع الأول عن المجموعة، ولم أكن قادرًا على تسجيل الأهداف، كان ينقصني الإلهام أمام المرمى، لم أكن شرسًا في الهجوم، وعندما يكن هنالك نجاح مثل اليوم، أكون أنا الظاهر في الصورة، وعندما تكون هناك نتائج سيئة من الطبيعي أن أتحمل الجزء الخاص بي في المسؤولية.
مرة أخرى خلال فترة رازفان، كان مدربًا كبيرًا، صاحب فلسفة، والرئيس أخبرنا أن الخطأ لم يكن من المدرب، وقد حدثت الإقالة لإحداث صدمة قوية للاعبين، للعودة للواقع وانتشال الفريق من القاع للعودة للمقدمة.
ما الفارق بين ميكالي ورازفان؟
لا يمكنني مقارنتهما، ميكالي مدرب يعتبر شابًا، ورازفان صاحب تجربة وموهبة وصاحب فلسفة جميلة، ويحرص على أدق التفاصيل، لذلك عودتنا للمركز الأول لا يعني أن ميكالي أفضل من رازفان، ولكننا أحدثنا صدمة للاعبين.
هل تتابع المهاجمين الآخرين في الدوري السعودي؟ ومن أبرزهم؟
لم أشاهد المهاجمين لكي أكون صادقًا، ولكن لديهم لاعبين جيدين، عادةً أشاهد كل الافتتاحيات، لكن أكون متأهبًا، ولكي أعرف اللاعبين، وليس لكي أتابع طريقة لعبهم، ولكن لم أشاهد المهاجمين بالتحديد، لأنني لم أرغب في المقارنة، وليس لأنني الأفضل، وإنما لأننا لا نملك ذات التجارب، فلقد كانت تجاربي في أوروبا، أما هنا مثلًا حمد الله لاعب رائع، ولكن لا يمكن أن أقارن به، لأنه لم يلعب في أوروبا، والسومة أيضًا مهاجم رائع، أشاهدهما كأخ كبير، لأني أكبر منهما سنًا، ولأنني أتيت من الخارج ولدي خبرات كثيرة، عندما كنت في تركيا، كان إيتو هناك، كنت قد حققت أهدافًا عديدة، ولكن إيتو كان أخي الكبير، وأعامله بمثابة الأخ الأكبر، لم أقارن نفسي به، لأنني أعرف أنني في صدارة الهدافين، لأنني أجرم الإنجاز الذي صنعه والذي لم يصنعه، لذلك عليّ أن احترم السومة وحمد الله بمثل الاحترام الذي عاملني به إيتو، هما لاعبين كبار ومميزين ولهم مني كل الاحترام، فحمد الله له أهداف كثيرة والسومة أيضًا.
EPAهل اقترب اعتزالك؟
أعكي لنفسي سنتين أو ثلاث للاستمرار في اللعب لكن عندما تنتهي مسيرتي، سأبقى في السعودية، فهي دولة كرة القدم، وليس من المستحيل أن تشاهدونني هنا مجددًا للعمل في مجال كرة القدم، فأنا قريب من تركي آل الشيخ ومن السلطة الرياضية العليا، وربما هنالك فعلا ما يمكن القيام به.
ما رأيك في عبد الله الحمدان؟
كل يوم أقسة عليهـ لأن عمره 20 عامًا، ولا بد له ألا يحلم بأن يسجل للهلال فقط، لأن هذا أمر مفروغ منه، بل لا بد له أن يلعب يومًا في أوروبا، لأن المصريين تمكنوا من فعل هذا الأمر مع محمد صلاح، وذات الأمر في إفريقيا بتجربة ساديون ماني ورياض محرز، والسعودية تستطيع فعل ذات الأمر، وهذا هو كفاحنا.
هل حققت كل شيء في كرة القدم؟ وما هي أهدافك القادمة؟
أنا حزين جدًا، لأن حلمي كان أن نفوز بكأسي آسيا، ولكن كورونا أتت وقتلت حلمي، لا أعلم، سأتحدث قريبًا مع رئيس النادي لكي نحدد مستقبلي سواء في الهلال أو في نادٍ آخر، ولكن إن لم أكن في الهلال، فسأكون أول مشجع له، لأن حتى آخر دقايق من المباراة، كنت مع مشجعين للهلال، ولا أعرف هل فيروس الهلال أصابني، لا أعرف، إن بقيت أو ذهبت، سأكون واثقًا من أن الفريق سيقوم بإنجازات كبيرة، لأن الهلال يجب أن يكون في الصدارة دائمًا.