لا يجتمع الأناس على شخص واحد دائمًا، حتمًا ستسمع آراء مختلفة حتى عمن نقول عنهم أساطير، ربما يكون معترفًا به أسطورة لبلده أمام العالم، لكن إذا تعمقت في الداخل، ستجد مجموعة تقلل منه، وأخرى ترفع من شأنه إلى حد المبالغة، ومجموعة ثالثة تتحدث بواقعية.
لكن سامي الجابر؛ أسطورة الهلال والكرة السعودية، حقق المعادلة الصعبة وجمع النقيضين، الجمهور الذي لا يجتمع على شيء اجتمع معه، لكن بكل أسف اجتمع على كرهه..
الأمر ليس متعلقًا بجمهور النصر فقط، لكن تجول في مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، فقط اكتب في صندوق البحث "سامي الجابر"، وستعلم تمامًا أن جمهور الزعيم هو الآخر يحمل له مشاعر كراهية "مُسببة".
هنا لا نتحدث عن الصورة التي يصدرها الإعلام الهلالي حول الجابر، نتحدث عن المشجع العادي، الذي يحب ويكره بحسب مصلحة ناديه، هؤلاء كرهوا سامي كمدرب وكإداري وكرئيسًا لناديهم، هؤلاء اتفقوا مع النصراويين ربما للمرة الأولى في تاريخهم..
النصراويون حتمًا معروف سبب كرههم للجابر، فهو أسطورة النادي الجار والغريم التقليدي، اللاعب الذي خطف من ناديهم بطولات وهز مرماهم بأهداف، والأسطورة الذي يتنافس مع أسطورتهم ماجد عبد الله، على لقب "أسطورة الكرة السعودية.
لكن الهلاليون الوضع معهم مختلف، عند الحديث عن رحيل أي مدرب مر على الفريق، تجدهم يهبون لرفض قدوم الجابر، تجده هو يخرج للتأكيد على رفضه العودة للتدريب حاليًا، فيتراشق معه الجمهور لفظيًا، مؤكدين أنهم هو الرافضون من الأساس عودته.
رفض الجمهور له كمدرب يأتي لخسارة الأزرق معه لقبي الدوري المحلي وكأس ولي العهد على يد الجار النصر، بجانب وداع كأس خادم الحرمين الشريفين على يد الجار الآخر الشباب من دور ربع النهائي.
epaعند الحديث عن رئاسة سامي للقلعة الزرقاء، أربعة شهور حقق خلالها الزعيم بطولة السوبر المحلي، لكن يصف الجمهور هذه الفترة بالفاشلة، وأن الجابر أحد أفشل رؤساء الهلال على مر تاريخه.
فترة سامي كرئيس ربما لم تكن فاشلة إلى هذا الحد الذي يتحدث به الجمهور، فهو من تعاقد مع الفرنسي بافيتمبي جوميس والبيروفي أندريه كاريلو، بجانب حسمه لصفقة عمر عبد الرحمن "عموري"، بالإضافة إلى تجديده لعقود ياسر الشهراني ومحمد الشلهوب وقتها، إلا أن الجمهور يصر على كونها أربعة أشهر فاشلة، ربما للأداء الفني وقتها دورًا في ذلك.
هذا الإجماع من النصراويين والهلاليين على التنافر من الجابر حالة غير مفهومة، إذا تفهمناها من العالميين، فماذا عن الزعماء؟، أمر يستحق الدراسة، فالجابر يبقى أسطورة له كل الاحترام والتقدير، ولن يمحي الزمان ما قدمه للكرة السعودية وللهلال.
اقرأ أيضًا..


