كتب | تامر أبو سيدو | فيس بوك | تويتر
يحل السد القطري ضيفًا على الهلال السعودي في إياب نصف نهائي دوري أبطال آسيا على استاد جامعة الملك سعود بالرياض، بعدما خسر الذهاب في الدوحة بنتيجة 4-1.
ويرى الأغلب أن بطاقة التأهل قد حُسمت بالفعل في العاصمة القطرية وباتت بيد الزعيم السعودي، لأن تعويض فارق 3 أهداف ليس الأمر الهين خاصة إن كان المنافس بحجم الهلال ونجومه الكبار.




مع هذا، لا يمكن انتزاع الأمل من قلوب مسؤولي ولاعبي ومدربي وجماهير السد، إذ تلك كرة قدم مستديرة لها ألف وجه، قادرة على أن تُظهر لك الوجه القبيح اليوم والجميل جدًا غدًا، وقد حمل لنا التاريخ عدة أمثلة حول فرق استطاعت التفوق إيابًا في ظروف صعبة وانتزاع بطاقة التأهل بعد نتائج سلبية ذهابًا، وأبرزهم بالطبع ريمونتادا برشلونة ضد باريس سان جيرمان.
السد بالتأكيد يؤمن بقدرته خلق المعجزة وتحقيق ريمونتادا تظل حديث الناس سنوات طويلة، وهناك 5 عوامل قد تساعده على هذا، نستعرضها معًا ..
1- دخول الهلال اللقاء بثقة زائدة واستهتار ولامبالاة.
لتحقيق نتيجة قوية في كرة القدم، الأمر لا يعتمد على فريق واحد فقط مهما كانت قوته، بل هناك الطرف الآخر والذي يجب أن يمر بحالة سيئة ليُهزم هزيمة كبيرة.
الهلال فنيًا قوي جدًا ومن شبه المستحيل أن يسقط بنتيجة 3-0 مثلًا، لكن تلك النتيجة قد تحدث إن دخل نجومه المباراة بثقة زائدة واطمئنان مبالغ به لحسمهم بطاقة التأهل، هنا سيتراجع الفريق فنيًا وتختفي الرغبة ويتراجع الحماس مما يُسهل من خسارته المباراة.
الجوانب النفسية والذهنية تلعب دورًا بارزًا في مثل تلك المباريات.
2- التسجيل مبكرًا.
السد بحاجة لثلاثة أهداف على الأقل، وسيلعب أمام منافس صعب وفي ملعبه ووسط جماهيره الصاخبة، لذا هدف مبكر قد يقلب كل تلك الظروف الصعبة لصالحه ويجعل منها ضغوطًا على منافسه.
Twitterالهدف المبكر يعني قلق مبكر لدى الهلال وجماهيره، مما سيؤدي لتوتر وتسرع وهو ما سيُظهر السلبيات والأخطاء الفردية والجماعية، أخطاء في التمركز والتمرير والانتشار وفقدان للتركيز وكل تلك الأمور التي ستصب في صالح السد بالطبع.
3- عدم إهدار الفرص.
خلق الفرص في مثل تلك المواجهات الصعبة والكبيرة صعب جدًا، نظرًا لتقارب المستوى وحالة التركيز العالية عند الجميع لعدم ارتكاب أي أخطاء.
لهذا يجب أن يستغل السد كل فرصة تسنح له في المباراة، فهو لا يحتمل تطبيق معادلة "إن صنعت 7 فرص ستسجل 3"، بل هو بحاجة لمعادلة "إن صنعت 4 فرص ستسجل 3".
السد أهدر عددًا من الفرص في لقاء الذهاب كانت كفيلة بقلب السيناريو النهائي رأسًا على عقب، وعليه عدم تكرار هذا الأمر إيابًا وأن لا يُفوت أي فرصة تسنح له.
4- تألق سعد الشيب ومدافعيه.
سعد الشيب لعب مباريات ممتازة في دوري أبطال آسيا، حتى أمام الهلال وحين استقبل 4 أهداف لعب لقاء جيد جدًا ولولاه لكانت النتيجة أكبر.
السد سيندفع للهجوم بالتأكيد، وهذا سيوجد المساحات في خط دفاعه، وتلك المساحات سيستغلها الهلال في هجماته المرتدة السريعة خاصة أنه يمتلك لاعبين يمتلكون من المهارة والسرعة ما يلزم لجعل تلك المرتدات كابوسًا صعبًا على دفاع السد وحارس مرماهم.

تألق الشيب ومدافعيه في التصدي لتلك الهجمات والحفاظ على نظافة شباكه يعني منح الثقة والوقت للاعبي الهجوم ليصلوا لمرمى منافسهم أولًا، والتسجيل أولًا مهم جدًا للسد في المباراة، وعلى العكس .. تلقي هدف أول سيكون صدمة وبداية رفع راية الاستسلام.
5- الحظ أو التوفيق.
البعض يكره كلمة "فريق محظوظ" أو أن الحظ وقف معنا اليوم! يجب أن يقول "كنا موفقين اليوم" أو "التوفيق كان معنا" ... كلمتان لمعنى واحد، الحظ هو التوفيق والعكس صحيح.
الحظ مطلوب جدًا وعنصر مهم جدًا في كرة القدم، ولا يُمكن لأي فريق أن يُحقق بطولة ما دون أن يكون محظوظًا في بعض التفاصيل خلال بعض المباريات.
السد مطالب بالفوز 3-0 على الأقل، ولذا هو بحاجة لعامل الحظ أو التوفيق ليكون بجانبه في التفاصيل الصغيرة الخاصة بالمباراة والتي تصنع في النهاية النتيجة النهائية.
الحظ قد يكون على شكل خطأ فردي من المنافس، أو تصدي لصالحك من العارضة والقائمين، أو في خطأ مؤثر من الحكم، أو ببساطة أن تكون في يومك أو تكون في غير يومك سواء على صعيد الأفراد أو الفريق.
المهمة صعبة جدًا على السد لكن تلك العوامل قد تساعده على تحويل حلم الهلال إلى كابوس وخطف بطاقة التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا.
