كيف للحال أن ينقلب هكذا رأسًا على عقب؟ يقولون أن الدنيا غدارة، لكنهم رأوا الغدر الحقيقي في عالم كرة القدم، دوارة لا تثبت على حال، تصعد بك إلى السماء يومًا وفي اليوم التالي تهبط بكل إلى سابع أرض..
صفقات بالجملة، جميعها مميزة، تدعيم على المستوى المحلي بنجوم، والاكتفاء بعنصرين أجنبيين فقط، الجميع يثني على العالمي فقط وإدارته، نشاط رهيب في الميركاتو الصيفي المنقضي، جعل الجميع يتوقع أن النصر سيكون المصدر الأول للمنتخب الوطني الأول خلال السنوات المقبلة، لكن ما الذي حدث؟، انقلب الحال على رأس النصر السعودي، فأصبح الجمهور يتابع دون فهم لما يحدث، كل ما هو مؤكد فقط أن العالمي حقق رقمًا سلبيًا لأول مرة في تاريخ مشاركاته بدوري المحترفين ألا وهو تلقيه ثلاث هزائم متتالية في بداية الموسم.
اقرأ أيضًا | أسوأ انطلاقة في تاريخه .. متى كانت آخر مرة خسر بها النصر 3 مباريات متتالية؟
عدة عوامل تراكمت جعلتنا نشاهد ما نراه حاليًا بالنصر، لن نتحدث عن الأمور الجلية للجميع، نعم هناك إصابات كثيرة سواء عضلية أو بفيروس كورونا، ومؤكد أن غياب المهاجم المغربي الهداف عبد الرزاق حمد الله له تأثير كبير على الفريق رفقة مواطنه نور الدين أمرابط، وقد تكون حالة اللاعبين النفسية تأثرت بوداع دوري الأبطال، لكن ليست هذه الأسباب وحدها التي جعلتنا نرى العالمي بهذه الصورة..
ربما أدت الإدارة دورها على أكمل وجه في الميركاتو الصيفي، لكنها أخطأ خطأين وأدارت أهم ملفين أمامها بطريقة هي الأسوأ ألا وهما مستحقات حمد الله والتجديد لروي فيتوريا؛ المدير الفني للفريق.
إذا كنت تمتلك نجمًا بحجم حمد الله، فهدفك الأول هو تحقيق مطالبه كي يواصل الفريق نجاحاته، لكن إدارة صفوان السويكت، تركت الأمر يتراكم حتى تضخمت مستحقاته، وأصبح الوضع لا يحتمل، أدى لخروج وكيله للإعلان عن التزام اللاعب مع الفريق، لكنه أشار إلى أن الأزمة لم تنته بعد بشكل كامل.
أما فيتوريا فقد هز بيده الثقة بينه وبين اللاعبين في ظل مماطلته لتجديد عقده، فظل الأمر غامضًا حتى أيام قليلة من بداية الموسم الجاري، وقابلت الإدارة هذه المماطلة بمحاولات وخطوات بطيئة، ربما كانت لها تأثير على علاقة اللاعبين بالمدرب، يتدربون مع مدرب غير متمسكًا بالفريق وقد يقود تدريب الليلة ويرحل في الغد.
عالمي بالأمس كان ينافس على التأهل للنهائي القاري، والليلة هو يقبع بالمركز الأخيرة في جدول الترتيب بالدوري المحلي، فهل سيلملم الفريق أوراقه سريعًا قبل أن يخسر أكثر أم أننا سنرى كبيرًا آخر يصارع الهبوط كما رأينا الاتحاد في الموسمين الماضيين؟




