أتم نادي النصر السعودي تعاقده مع الثنائي عبد المجيد الصليهم وعبد الفتاح عسيري من ناديي الشباب والأهلي على الترتيب للموسم القادم، وقد ضم معهما عددًا من اللاعبين المحليين الآخرين أبرزهم أمين بخاري حارس مرمى الاتحاد.
النصر بات قريبًا من خسارة لقب دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين السعودي لصالح الهلال، والذي بات بحاجة إلى ست نقاط فقط لحسم الصراع رسميًا، وقد يُحسم كل شيء الجولة القادمة حال حقق الفوز وهُزم منافسه.
اقرأ أيضًا | حمدالله، محمد نور وأفضل صفقات النصر في الألفية الجديدة
الهلال لم يحسم لقب الدوري السعودي بالحظ أو الصدفة، بل هو الفريق الأفضل حقًا في السعودية هذا الموسم وقد قدم الأداء المطلوب لانتزاع اللقب من بين يدي منافسه الذي حققه الموسم الماضي، والدليل هو تتويج الفريق بلقب دوري أبطال آسيا 2020 وحلوله رابعًا في كأس العالم للأندية.
جوانب تفوق الهلال هذا الموسم كثيرة، أبرزها الاستقرار المالي والإداري والتعامل التكتيكي والذهني الممتاز من المدرب رازفان لوشيسكو، لكن تبقى نقطة واحدة أراها مصدر قوة الهلال في الدوري السعودي وهي لاعبيه المحليين.
جُل كبار الدوري السعودي يمتلكون عناصر أجنبية قوية جدًا وذات جودة عالية وشخصية قوية وخبرة واسعة، أجانب الهلال والنصر والأهلي وحتى الاتحاد والشباب هم حلم للعديد من الأندية العربية وحتى في بعض الدوريات الأجنبية.
النصر يمتلك سبعة أجانب مميزين للغاية، يتقدمهم عبد الرزاق حمدالله وجوليانو ومايكون بيريرا ونور الدين أمرابط بجانب بيتروس وبراد جونز وأحمد موسى، وربما الأخير هو أقلهم في العطاء والمستوى رغم أنه أغلى صفقات الدوري السعودي في تاريخه.
والفريق قادر تمامًا على أن يستبدل مهاجمه النيجيري بلاعب آخر أفضل وأقوى، وبإمكانه ضم لاعبين أجانب يُطور بهم الأداء ويُحسن بهم المستوى، إذ لا ينقص الفريق الموارد المالية أو الاسم والسمعة.
المشكلة الأكبر كانت هذا الموسم في اللاعبين المحليين، إذ حين ننظر للهلال نجد أنه يضم مجموعة رائعة من اللاعبين السعوديين مما يجعله الفريق السعودي الأفضل دون لاعبين أجانب.
أسماء مثل سالم الدوسري وياسر الشهراني ومحمد البريك ومحمد كانو وعبد الله عطيف وصالح الشهري وعبد الله المعيوف تمتلك من الجودة والشخصية والخبرة ما لا يقل عن اللاعبين الأجانب، ولهذا نرى المدرب لوشيسكو يُجلس العديد من الأجانب على مقاعد البدلاء ويستخدمهم كأوراق رابحة قوية وفعالة.
روي فيتوريا في الجانب المقابل يعتمد كثيرًا على الأجانب في تشكيله الأساسي، وهم يشغلون مراكز مهمة مثل حراسة المرمى والهجوم والأجنحة ووسط الملعب، ولا يوجد بينهم سوى أحمد موسى بعيدًا عن التشكيل الأساسي.
هذا بجانب أن الأسماء المحلية المتواجدة على مقاعد البدلاء لا تستطيع سد النقص إن حدث، وقد رأينا هذا بوضوح عند إصابة عبد الله مادو ومايكون بيريرا وتراجع مستوى أمرابط، والجميع يعلم أن الفريق لا يمتلك أبدًا بديلًا مناسبًا لهدافه المغربي وقد يتعرض إلى نكسة كبيرة في النتائج إن تعرض لإصابة طويلة وصعبة.
social mediaإدارة النصر بقيادة صفوان السويكت بدأت تعي هذه النقطة بالفعل، ولذا وجدنا تحركات كبيرة من جانبها لدعم الفريق بعدد من اللاعبين المحليين المميزين، لكن يُمكن الجزم أن الجميع في كفة والثنائي الصليهم وعسيري في كفة أخرى.
ثنائي الشباب والأهلي يمتلك قدرات فنية ممتازة، ولديهما بالتأكيد القدرة على اقتحام التشكيل الأساسي للمدرب فيتوريا وعلى حساب الأجانب، ولذا التعاقد معهم سيزيد جودة المحليين كثيرًا وبالتالي جودة الفريق ككل.
ضم الصليهم والعسيري يجب أن يتبعه التعاقد مع حارس مرمى سعودي قادر على حماية عرين العالمي، حتى يتسنى للفريق ضم لاعب أجنبي بدلًا من براد جونز .. لاعب قد يفيده على مقاعد البدلاء ويكون ورقة رابحة في يد المدرب البرتغالي.
عبد الله مادو وسلطان الغنام وعبد الرحمن العبيد وعبد المجيد الصليهم وعبد الفتاح عسيري وعبد الفتاح آدم ويحيى الشهري قادرون على أن يشكلوا نواة محلية صلبة للنصر الموسم القادم، وهنا سيكون التعاقد مع الأجانب بسياسة انتقاء الأفضل لزيادة الجودة وامتلاك المزيد من الأوراق الرابحة .... من هنا، يبدأ النصر مشوار تقليص الفجوة الفنية مع الهلال.