ربما شعر جمهور برشلونة بالقلق قبل انطلاق مباراة غرناطة بساعة كاملة وذلك برؤية تشكيل الفريق والاعتماد على العناصر ذاتها التي اعتاد المدرب السابق إرنستو فالفيردي عليها في أغلب فترات الموسم.
الأسماء ذاتها فعلًا، إيفان راكيتيش يشارك أساسيًا هو وسيرجي روبرتو، ولكن مع انطلاق الدقائق الأولى ظهر الاختلاف الواضح في شكل الفريق.
يستطيع روبرتو الآن إضافة مركز قلب الدفاع إلى سجله الشخصي، فاللاعب لم يشغل المركز الأيمن ولا حتى خط الوسط، بل ظهر في خطة 5-3-2 بجوار جيرارد بيكيه وصامويل أومتيتي.
الخطة جنبت برشلونة أزمة المرتدات التي عانى منها كثيرًا خلال بداية الموسم، فدائمًا يتواجد ثلاثي في الخلاف قادر على التغطية وحرمان المنافس من استغلال المساحات، خاصة وأن بوسكيتس وراكيتيش لا يمتلكان السرعة الكافية للارتداد.
الأهم من التوزيع في الملعب هو السرعة في نقل الكرة واللعب من لمسة واحدة وهو أمر افتقده برشلونة منذ فترة طويلة، فوجدنا الرتم أسرع ونقل الكرة من اليمين إلى اليسار يسير بشكل جيد.




أيضًا الفريق استعاد حسه السابق في استعاد الكرة سريعًا، فلا تكاد تمر دقائق على خسارة اللعبة حتى تجد كل لاعب قريب من الكرة يضغط ويحصل عليها، وعلى رأسهم في خط الوسط سيرجيو بوسكيتس.
ميسي يهدي كيكي سيتين الانتصار الأول أمام غرناطة
الأرقام حتى تخبرنا بالكثير، برشلونة قام بـ 508 تمريرة في الشوط الأول فقط، وفي المطلق 1005 تمريرة.سدد 7 كرات على المرمى و15 في العموم؛ 8 من خارج منطقة الجزاء ومثلها من داخل المنطقة.
بوسكيتس كان الأكثر استفادة في المباراة، فرأينا لاعب يمرر 136 مرة منها 121 ناجحة بدقة بلغت 91% وقطع الكرة 4 مرات واستعاد الاستحواذ 11 مرة وهو الأفضل طوال المباراة في هذا الشق.
ربما ما يعيب على برشلونة في اللقاء هو اللعب كثيرًا في العمق، وحتى رغم أنّ الهدف جاء من العمق ولكن هذا الأمر لا يكفي، فأنسو فاتي لعب على الجهة اليمنى كجناح ليفتح عرض الملعب ولكنّه لم يكن موفق كثيرًا لدخول اللاعب في أغلب الوقت إلى عمق الملعب.
ربما لهذا السبب قرر سيتين نزول كارليوس بيريز الذي يلعب بشكل أفضل في هذا المركز.
وبالطبع لا يمكن الحكم بصورة كاملة على برشلونة من أول مباراة، ولكن البدايات تبشر بعودة شكل النادي الكتالوني الذي اعتدناه في وقت سابق؛ فريق فعل وليس رد فعل.
إجمالًا، برشلونة استعاد جزءً من طريقته المعتادة، نرى السرعة والضغط العالي والمتواصل والتحرك دائمًا دون كرة والأهم اللمسة الواحدة التي افتقدها الفريق لفترة طويلة.
بوسكيتس استعاد فنياته وإبداعاته التي افتقدناها منذ سنوات، وريكي بويج يؤكد أنّ اللاماسيا لا تزال قادرة على العطاء.
الاستمرارية الآن هي الأهم، فرغم أنّ غرناطة فريق صعب ويدافع بشكل جيد لكن التحدي الحقيقي في الجولة المقبلة على الميستايا ضد فالنسيا.
