واصل الهلال انطلاقته المذهلة في دور المجموعات من دوري أبطال آسيا وحقق انتصاره الثالث على التوالي بالفوز على استقلول دوشنبه الطاجيكي بهدف نظيف في الرياض سجله سلمان الفرج في الشوط الثاني.
الهلال عزز صدارته لمجموعته الأولى بـ9 نقاط وقد حسم عمليًا تأهله للدور القادم، خاصة أن أفضليته واضحة على جميع منافسسيه، وفيما يلي 3 نقاط بارزة من اللقاء.
اقرأ أيضًا | "اختياري للهلال دمر مسيرة أخي مع النصر، حاول مراوغتهم لكنه فشل"
المحليون وثنائية الفرج والدوسري
الملاحظة الأبرز في فوز الهلال اليوم هو وضوح دوراللاعبين المحليين به، بل كانوا اليوم أشد اللاعبين تألقًا وإبداعًا وعطاءً على أرض الملعب وسط أداء مخجل من جانب ماتيوس بيريرا ودون المستوى من أوديون إيجالو.
تألق جميع لاعبي الهلال السعوديين اليوم وعلى رأسهم بالطبع سالم الدوسري وسلمان الفرج الذان قادا الفريق للفوز بامتياز، وكذلك ياسر الشهراني ومحمد البريك ومحمد كنو.
المحليون في الهلال كانوا سر قوته في المواسم الأخيرة، ويبدو أن الإدارة فطنت لذلك جيدًا ولذا حافظت على هذا المستوى المرتفع من جودة السعوديين بالتعاقد مع محمد العويس وعبد الإله المالكي وسعود عبد الحميد وعبد الله الحمدان.
الجميع يتحدث عن زيادة عدد الأجانب في آسيا والسعودية، ولكن يبدو أن الهلال آخر المهتمين بذلك لأنه لو صدر غدًا قرار بمنع الأجانب لن يتضرر الفريق أبدًا وسيُحقق البطولات عكس جميع منافسيه.
ثنائية الفرج والدوسري في عمق الملعب اليوم كانت مذهلة بحق، تمريرات قصيرة وأخرى ذكية ومهارات فردية تستخدم إيجابيًا واختراق طولي وعرضي وتحركات دون كرة وكل ما يُمكن وصفه بالأداء المثالي في كرة القدم، وقد ظهر جليًا التغيير الذي يُحدثه الدوسري في الهلال حين يكون متواجدًا في الملعب.
الفرج كان صانع الألعاب الصريح اليوم لكن الدوسري كان الجناح الأيمن الذي يتحرك لعمق الملعب تاركًا المساحة للبريك للانطلاق، وقد أجاد دوره تمامًا، فيما في الجانب الآخر تاه بيريرا بين مهام الجناح والنصف جناح ولم يستطع لعب نفس الدور من الجانب الأيسر.
الهوية الجديدة مع دياز
رأينا الهلال مع مدربه السابق ليوناردو جارديم يعتمد كثيرًا على الأجنحة واللعب من الاطراف والتمريرات العرضية المكثفة لداخل منطقة الجزاء، اختفى تقريبًا اللعب على الأرض والاختراق من العمق خلال تواجد المدرب البرتغالي.
ما رأيناه سابقًا وظهر بوضوح اليوم هو "سلخ جلد" لذاك الهلال وظهور هوية جديدة للفريق تحت قيادة دياز، الأداء اختلف تمامًا وأصبح يعتمد على التمريرات القصيرة والاختراق الجماعي وتطويع المهارات الفردية واستخدامها جيدًا في المنظومة الهجومية .. لم يعد الأمر مجرد ركض وتمريرة عرضية وقتال داخل المنطقة!
بصمات دياز أصبحت واضحة جدًا مع الهلال وهي إيجابية تمامًا، لكن تبقى المعضلة المهمة هي إيجاد الدور المناسب لبيريرا في طريقة لعب الفريق، إذ أن تواجد الفرج كصانع لعب يُدمر فرص البرازيلي في اللعب لأنه ليس أفضل أبدًا من كاريلو أو ميشيل في الجناح.
السلبية الوحيدة بجانب معضلة بيريرا
تحدثنا عن وضع بيريرا المثير للقلق في الهلال، والذي يجب أن يجد له دياز الحل المناسب في أسرع وقت ممكن، وإن كنت أرى أن الأمر صعب جدًا خاصة أن اللاعب لا يُساعد نفسه ويُقدم أداءً "باردًا" للغاية دون أي حماس أو رغبة في التواجد وفرض النفس كما يفعل غيره .. جوستافو كويلار مثلًا الذي تحول من لاعب مكروه إلى بطل لدى الجماهير.
بعيدًا عن بيريرا، هناك سلبية وحيدة عانى منها الهلال اليوم ويجب أن يتخلص منها لأنها قد تُدمر كل عمل الفريق .. وقد كادت اليوم لولا القائم الأيمن لعبد الله المعيوف.
تلك السلبية هي إهدار الفرص السهلة والسهلة جدًا من اللاعبين جميعًا .. الأمر لا يتوقف على لاعب واحد لنقول أن لديه مشكلة بل مع الجميع، سواء الدوسري أو الفرج أو الحمدان أو إيجالو أو بيريرا.
إهدار الفرص قد يكون مدمرًا في المراحل القادمة من دوري أبطال آسيا، لأن الفرص ربما لن تكون كثيرة في المواجهات الإقصائية وأمام الفرق الأقوى، لذا دياز بحاجة لإيجاد الحل لتلك المشكلة.
