"الجناح الطائر" و "الكوبرا" ألقاب عندما تسمعها تُدرك إنك على موعد مع أحد أفضل لاعبي كرة القدم السعودية على مدار التاريخ، وهو نجم العالمي محيسن الجمعان.
في بداية المشوار راهن الجميع على الجمعان وهو لم يكمل عامه الـ17، وهو الأمر الذي كان بمثابة تحدٍ كبير للاعب نفسه ولمن وثق فيه.
محيسن مبارك الجمعان الدوسري من مواليد الرياض بالمملكة العربية السعودية، في 15 أكتوبر عام 1966، بدأ مشواره مع كرة القدم ببراعم النصر عام 1979.
"الكوبرا" صاحب المهارات الفنية والسرعة الفطرية ظهر بشكل أكثر من رائعة في البداية، مما جعل إدارة نادي النصر تصر على أن يمثلها في فريق الناشئين والشباب معًا في آن.
إمكانيات الجمعان الفنية، جعلته يظهر في سن الـ17 عامًا مع المنتخب السعودي وبالتحديد التصفيات النهائية المؤهلة لأولمبياد لوس أنجلوس عن قارة آسيا.
حينها قرر المدير الفني المحلي خليل الزياني منح اللاعب الثقة الكاملة في مهمة شاقة تتمثل في اللعب بين عمالقة الكرة السعودية، وحصل هذا النجم الصغير على الفرصة كاملة وكان على قدر هذه الثقة ليكون بجانب ماجد عبد الله في خط هجوم الأخضر.
إدارة الأهلي تُبلغ المحترفين بموعد العودة إلى جدة
وفي أول المباريات أمام المنتخب النيوزلندي، تمكن الجمعان من إحراز أحد الأهداف الثلاثة الذي انتهى به اللقاء فكانت بداية موفقة له على الصعيد الدولي.
اللقاء الثاني أمام البحرين انتهى بالتعادل بهدف لكلا الفريقين، وفي ثالث المواجهات سجل للأخضر ثم مباراة الكويت الشهيرة التي تفوق بها المنتخب السعودي على شقيقه الكويتي 4-1 أحرز منها هدفين.
أما في مباراة كوريا الجنوبية المصيري والذي احتاج فيه الأخضر للفوز من أجل التأهل مباشرة للأولمبياد لأول مرة في تاريخ الكرة السعودية، ونجح في التألق وسجل وصنع الأهداف لزملائه، وبعد هذه المباراة أطلقت الصحف الآسيوية لقب "الكوبرا" عليه.

تألق الجمعان لم يتوقف عند هذا التأهل التاريخي، بل ساهم في الحصول على كأس أمم آسيا في سابقة تاريخية للكرة السعودية بكونه أول كأس قاري يناله الأخضر، بالحصول على كأس آسيا الثامنة 1984.
كما شارك في تصفيات كأس العالم للشباب في موسكو عام 1985، وحقق مع رفاقه التأهل، والوصول إلى النهائيات أمام نيوزيلندا، فكان صاحب أول هدف سعودي من الأهداف التي حققت نصرًا تاريخيًا للكرة السعودية.
كما شارك الكوبرا مع المنتخب السعودي في كأس آسيا 1988م ضمن كوكبة النجوم الذين حافظوا على اللقب القاري الذي تحقق في سنغافورة عام 1984م، ليكتب اسمه ضمن الجيل التاريخي للأخضر.
على صعيد الأندية فالنجاح لم يختلف كثيرًا، حيث حقق محيسن مع النصر كأس الملك لثلاث مرات، ذلك في 1986، 1987، 1990، إضافة لتصدر النصر الدوري السعودي الممتاز للأندية ثلاث مرات أيضًا، في 1989، 1994، 1995.
عودة الدوري السعودي تُكلف نصف مليار ريال
كما قاد العالمي للفوز بكأس الخليج للأندية مرتين على التوالي في 1996 و1997، تلاها الحصول على كأس الأمير فيصل بن فهد عام 1998.
وسجل محيسن اسمه في تاريخ كرة القدم العربية، حيث يُعد أول قائد عربي لفريق عربي يقود ناديه لخوض أول مباراة افتتاحية لبطولة أندية العالم الأولى امام فريق ريال مدريد العريق فريق القرن في العالم احتضنتها البرازيل في الفترة بين (5 إلى 14) يناير من عام 2000 بمشاركة (8) فرق من كافة القارات.
وفي عام 2001 أعلن الجمعان اعتزاله اللعب نهائيًا، بعد أن سجل 110 أهداف في 396 مباراة مع النصر، وسجل 98 هدف في 106 مباريات مع المنتخب السعودي وذلك على مدى 20 عامًا.
وكانت مباراة اعتزاله بين المنتخب السعودي وفريق النصر على ملعب الأمير فيصل بن فهد بالرياض وسط حضور جماهيري كبير.


