Ronald Koeman & Lionel MessiGetty

الشجاعة والإخلاص واحترام اللاعبين.. كيف تمكن كومان من كسب ثقة الجميع في برشلونة؟

نجح رونالد كومان في كسب ثقة واحترام ومحبة جميع العناصر الموجودة في ناديه برشلونة بالآونة الأخيرة، ليضمن بذلك استمراره في قيادة النادي الكتالوني حتى نهاية عقده في صيف 2022.

وفي موسمه الأول، استطاع كومان أن يقود برشلونة للمنافسة على لقب الدوري الإسباني بوجوده في المركز الثاني بفارق 4 نقاط عن أتلتيكو مدريد المتصدر، مع وصوله لنهائي كأس ملك إسبانيا لمواجهة أتلتيك بيلباو.

صحيح أن المدرب الهولندي عانى من كثير من الشكوك في بداية فترته بكامب نو بعد سلسلة من النتائج المخيبة للآمال، إلا أنه تمكن من تحويل الأمور تمامًا، فكيف تمكن من فعل ذلك؟

الموضوع يُستكمل بالأسفل

صحيفة "سبورت" الكتالونية نشرت تقريرًا مثيرًا تتحدث فيه عن الطريقة التي كسب بها كومان ثقة ومحبة الجميع في برشلونة، والتي كانت بدايتها بقرار وصوله إلى تدريب البرسا خلفًا لكيكي سيتيين.

الشجاعة

ترك كومان منتخب هولندا وهو يقوده بأفضل صورة فقط من أجل برشلونة، ولكن أي برشلونة؟ كان المعبد مهدومًا تمامًا في كامب نو بعد مباراة بايرن ميونخ الشهيرة، إلا أن ذلك لم يجعل الهولندي يتردد في العودة لناديه أبدًا.

هذا ما أسمته سبورت بـ"الشجاعة"، التي اتضحت أيضًا فيما بعد بقدرته على التعامل مع قضية رحيل ليونيل ميسي الصيف الماضي ومحاولة إعادة دمجه في الفريق مرة أخرى بعد كل المشاكل التي حدثت.

من بعد الشجاعة، أتت سمة أخرى وهي "الإخلاص"، والتي تمثلت في أن المدرب الهولندي وافق على تسيير دفة برشلونة بدون صفقات ضخمة في الصيف، مكتفيًا فقط بضم سيرجينيو ديست لتفهمه الأزمة المالية التي يمر بها النادي الكتالوني.

امتزجت الشجاعة بالإخلاص لدى كومان، فتمكن من السيطرة على غرفة خلع الملابس المدججة بالنجوم بالحديث معهم بدون خوف، ومن جهة أخرى أظهر احترامه للجميع وعشقه لبرشلونة، ما كان كافيًا لكسب ثقة اللاعبين.

العدالة

بقدر ما تمتع كومان بالشجاعة والإخلاص في آن واحد، تمتع بسمة نجح من خلالها في كسب احترام الجميع ربما، وهي تعامله مع الجميع بعدالة شديدة، الجميع سواسية أمام المدرب الهولندي مهما كانت قيمتهم داخل غرف خلع الملابس الكتالونية.

تلك العدالة ساهمت بشكل أو بآخر في استعادة ثقافة العمل مرة أخرى داخل برشلونة بعدما غابت لفترة طويلة بعض الشيء، كما كانت سببًا في أن يبذل الجميع قصارى جهدهم، وهو ما انعكس في النهاية على الأداء الفردي للاعبين.

نتيجة للعدالة والعمل القوي في التدريبات، استعاد نجوم مثل سيرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا وعثمان ديمبيلي مستواهم، فهم أدركوا أن العمل بقوة هو وسيلة تواجدهم في التشكيل الأساسي ولا شيء سوى ذلك، وفي النهاية كان برشلونة هو أكثر المستفيدين.

الاعتماد على الشباب

النقطة الأبرز ربما في مسيرة كومان الحالية مع برشلونة هي مراهنته على الشباب في فترات عصيبة، وفي الواقع فهو قدّم للبرسا فرصة ذهبية لبناء فريق يحتوي على مزيج أكثر من رائع بين الخبرة والشباب.

الحديث هنا عن ما فعله كومان مع بيدري رغم أنه في السابعة عشر من عمره، فحوّله إلى لاعب أساسي ودولي، ثم منحه الفرصة لأوسكار مينجويزا وموريبا ورونالد آراوخو، مع إقحام العديد من الشباب في تدريبات الفريق الأول.

دائمًا ما أحب برشلونة وجماهيره الاعتماد على الشباب من أبناء الأكاديمية تحديدًا، وقد أظهر كومان أن بمقدوره فعل ذلك جيدًا، بل وتطوير أولئك الشباب وتحويلهم إلى لاعبين من طراز عالمي.

الاعتراف بالأخطاء التكتيكية

من النقاط التي تحسب لكومان حقًا أنه لم يكن "جامدًا" من الناحية التكتيكية بإصراره على طريقة بعينها أو مجموعة من اللاعبين، بل على النقيض، كان الهولندي صريحًا مع نفسه إلى حد كبير.

الجزء الأول من موسم برشلونة كان الاعتماد فيه على رباعي في خط الدفاع، إلا أن هذا الأمر تغير بمجرد الهزيمة من باريس سان جيرمان، ومعه ربما تغير حال موسم البلوجرانا 180 درجة.

ربما أن هذا يندرج تحت مفهوم الشجاعة أيضًا، فكومان استطاع أن يعدل من أخطائه ويعترف بها، وكان ذلك السبيل الأول للوصول إلى التوليفة المثالية التي أعادت برشلونة للحياة مرة أخرى.

التحديات القادمة

يواجه كومان حاليًا مجموعة من التحديات بعدما كسب ثقة الجميع، أولها ما يمكنه فعله لإقناع ليونيل ميسي بالاستمرار في برشلونة الموسم المقبل.

هذا إلى جانب نقطة أخرى وهي نجاحه في الخروج ببطولة هذا الموسم، على الأقل تحقيق كأس ملك إسبانيا، فالنتائج الإيجابية وهذا التطور إن لم يمتزج بنجاح على مستوى الألقاب، قد يثير شكوكًا كثيرة حوله.

أخيرًا، الطريقة التي سيتعامل بها كومان في سوق الانتقالات الصيفية وتدعيماته هي تحدٍ ضخم له، فالوضع المالي لبرشلونة يجعل لا رفاهية لإبرام صفقات فاشلة أو غير مفيدة في الوقت الراهن.

إعلان