تبدو الأمور مستقرة في النصر والأهلي من حيث الصفقات الجديدة، إذ أنهى الثنائي تقريبًا تحركاتهما في سوق الانتقالات، والتي نالت إعجاب واستحسان الجميع، لكننا اليوم سنتحدث عن فكرة جديدة قد تُحرك المياه الراكدة في ميركاتو الفريقين.
أوضح بداية أنني لا أتحدث هنا عن أخبار أو معلومات، بل عن فكرة .. مجرد فكرة خاصة بسوق الانتقالات، فكرة صفقة تبادلية تجمع عبد الرزاق حمدالله مهاجم النصر مع عمر السومة مهاجم الأهلي.
لا نختلف أبدًا حول جودة اللاعبين وخبرتهما في الدوري السعودي وشخصيتهما القوية وتأثيرهما الهائل مع فريقيهما، حمدالله هو هداف النصر خلال المواسم الثلاثة الأخيرة، أي منذ ارتدى قميص الفريق، وقد تُوج في موسمين منهم بلقب هداف الدوري، فيما السومة هو الهداف التاريخي لدوري المحترفين السعودي وقيمته مع الأهلي واضحة جدًا.
أرى شخصيًا أن الأجواء حول اللاعبين لم تعد مناسبة لإخراج أفضل ما لديهم، وأن الأهلي والنصر استفادا الاستفادة القصوى من السومة وحمدالله، وأن لحظة التغيير للطرفين قد حانت وإلا ربما تبدأ الأمور بالتراجع ويُصبح الفراق إجباريًا.
حمدالله والسومة .. موسم للنسيان وتحديات صعبة
حمدالله عاش موسمًا صعبًا في 2020-2021، سواء من حيث الإصابات أو المشاكل مع الإدارة وزملائه أو تراجع مستواه وأهدافه، وقد زادت الحصار عليه هذا الصيف بتعاقد ناديه مع أندرسون تاليسكا الذي خطف منه الأنظار وأصبح نجم العالمي الأول، والمهاجم فينسنت أبو بكر الذي أصبح يُقاسمه الأدوار الهجومية وربما الوقت كذلك، وقد رأينا في مباراة ضمك كيف خرج المغربي غاضبًا ومستاءًا ليسمح للكاميروني باللعب.
مانو مينيزيس أمام ورطة حقيقية الآن، لأنه لا يستطيع إجلاس حمدالله أو أبو بكر على دكة البدلاء كثيرًا، وأيضًا لا يستطيع إشراك المهاجمين معًا في الملعب لأن هذا سيؤثر على توازن الفريق وطريقة لعبه، وسيكون على حساب نجم آخر قد يكون وجوده في الملعب أكثر أهمية.
السومة على الجانب الآخر لا يعيش وضعًا أفضل، إذ بدا من الموسم الماضي فقدانه للشغف بالقميص الأهلاوي، وقد دخل في أزمة كبيرة مع الإدارة والجمهور بعد تصريحاته المثيرة عقب الخسارة أمام الشباب عن "مهر الدوري"، حتى أن العديد من النقاد والجماهير انتقدوا تجديد عقده ورأوا أن القرار الأفضل كان رحيله وبدء مرحلة جديدة.
يبدو واضحًا أن السومة بحاجة ماسة لتغيير الأجواء، بحاجة لتجديد طموحه وتحدياته، بحاجة للثقة في أنه قادر على تحقيق ما يحلم به، تلك الثقة فقدها تمامًا في الأهلي .. اللاعب السوري لا يثق أبدًا في قدرة فريقه الجداوي منافسة عملاقي العاصمة على لقب الدوري السعودي، وهذا أفقده الكثير من طموحه وشغفه، خاصة أنه لم يعد المهاجم الأفضل في الدوري السعودي بل تراجع خلف بافيتمبي جوميس وحمدالله.
ماذا لو حدث التبادل؟ السومة للنصر وحمدالله للأهلي
الأهلي سيمتلك مهاجمًا جديدًا يمتلك طموحات كبيرة ورغبة جامحة في التألق لإثبات خطأ فريقه السابق بالتخلي عنه وتفضيل آخرين عليه، خاصة أنه سيعود مجددًا ليكون نجم فريقه الأول.
حمدالله سيكون إضافة هائلة لهجوم الأهلي، فهو لاعب قناص يُجيد إحراز الأهداف بكل الوسائل الممكنة، كما أنه يستطيع الاندماج في المنظومة الهجومية للفريق سريعًا بحكم وجوده في الدوري السعودي منذ سنوات.
السومة في الجانب الآخر سيُنعش طموحه وتحدياته، لأنه سينتقل إلى فريق يثق في قدرته على تحقيق البطولات والألقاب، بجانب أنه سيبدأ مع جماهير النصر من الصفر مما سيُعيد له دوافعه لتقديم أقصى ما لديه، إذ لا رصيد يسمح له بالأخطاء والهفوات كما في جدة.
المهاجم السوري لا أتوقع رفضه أن يتبادل المساحة ووقت اللعب مع أبو بكر، بل ربما لن يُمانع لعب دور البديل الأول في النصر مقابل إنهاء مسيرته بعدد من الألقاب المحلية والقارية .. هذا لأن فرص فوزه بالألقاب مع العالمي أكبر منها كثيرًا مع الأهلي.
النصر هنا سيكون قد ربح مهاجمًا بديلًا ممتازًا دون أي مشاكل في غرفة تغيير الملابس، بجانب أنه مهاجم خبير في الدوري السعودي وآسيا وسيكون عامل تحفيزي كبير لأبو بكر ليُحافظ على مستواه .. في النهاية ستكون منافسة بين اللاعبين مفيدة جدًا لهما وللنصر.
القيمة المالية لصفقة التبادل لا أعتقد ستكون مشكلة، لأن اللاعبين تقريبًا بقيمة مالية واحدة، وربما يحدث التبادل لاعب بلاعب دون أي تعويض مالي لأي طرف.




