في موسم 2016-2017 عانى برشلونة كثيرًا في أغلب المباريات من فقدان فلسفة الفريق المعتادة والتي ظهرت مع الجيل الذهبي بقيادة بيب جوارديولا، ولكن رغم ذلك كانت هناك ومضات إيجابية أهمها ريمونتادا باريس سان جيرمان والفوز في الكلاسيكو 3-2 والقتال على الليجا حتى الرمق الأخير.
برشلونة بعد ذلك مع إرنستو فالفيردي افتقد تمامًا لفلسفة البلوجرانا المعتادة عبر السنوات الأخيرة، وظهر فريقًا بأفكار لم يعتدها جمهور برشلونة، ثم جاءت مباراة روما وسقط البلوجرانا بريمونتادا تاريخية ليبدأ التشكيك في قدرات اللاعبين.
بعدها جاءت ريمونتادا ليفربول لتتأكد أن شخصية برشلونة القادرة على حصد البطولات والصمود في وجه أي فريق انتهت، وأصبحت الأسماء الحالية هشة وضعيفة أمام أي تحدٍ.
هذه السيناريوهات تكررت بعد ذلك، خسارة الكأس أمام فالنسيا ثم الهزيمة من أتلتيكو مدريد 3-2 في السوبر الإسباني العام الماضي رغم التقدم في النتيجة، ثم جاءت مباراة اليوم لتكتب موت شخصية برشلونة ويصبح مثله مثل أي فريق طموحه التواجد فقط بين الكبار.
برشلونة بدأ المباراة خائفًا يترقب، أخطاء في القرار من جميع اللاعبين تقريبًا، وتمريرات سيئة وتحركات غريبة ثم مع استغلال هفوة واحدة لبيلباو جاء الهدف الأول.




كم صمد برشلونة؟ دقيقتين فقط، نعم فشل برشلونة الذي تقدم في الدقيقة 40 في إنهاء الشوط الأول متقدمًا ليتعادل بيلباو وكأنّه الفريق الأقوى والأفضل تاريخًا.
الشوط الثاني تحسن الأداء الهجومي لبرشلونة كثيرًا، نقل ديمبيلي إلى الجهة اليسرى بدلًا من اليمنى ومحاولة إعادته لمستواه أدت إلى خطورة، وسجل الفريق هدفًا وكاد أن يحرز آخر، ولكن ماذا حدث؟
لم يصمد مرة أخرى وجاء الهدف الثاني في الدقيقة 90 ثم مع انطلاق الأشواط الإضافية جاء الثالث وفشل برشلونة في إدراك التعادل.
فيديو | سقوط برشلونة أمام أتلتيك بيلباو وخسارة السوبر الإسباني
يمكن اختصار المباراة في لقطة طرد ليونيل ميسي في الدقيقة 120 للمرة الأولى في مسيرته مع برشلونة، ليظهر البرغوث عاجزًا غير قادر على التحكم في انفعالاته ويضرب لاعبًا دون كرة.
Captura TVيمكن اختصار المباراة في أنّ برشلونة تقدم مرتين في النتيجة وفشل في الحفاظ على تقدمه بينما بيلباو تقدم مرة واحدة فقط فحقق اللقب.
شخصية برشلونة ماتت اليوم، وسيناريو المباراة يؤكد أنّه حتى لو صمد الفريق في المناسبات المقبلة فإن سقوطه دائمًا أمر محتمل وفشله في حصد البطولات دائمًا قريبة.
برشلونة فشل في في التعامل مع مباراة أمام منافس يقدم مستويات رديئة وسيئة في الدوري الإسباني منذ انطلاقته، ومدرب جديد يلعب ثالث مباراة فقط له ومع ذلك استطاع خلق شخصية للفريق نجحت أمام ريال مدريد ثم برشلونة.
مارسيلينو جاء لفريق مفكك يسقط ويخسر من فرق أقل منه بكثير وصنع فريقًا قادر على تجاوز برشلونة العنيد، هل هذه عبقرية مارسيلينو أم أنّ البلوجرانا أصبح فريق أشباح ينهار أمام أي منافس منظم؟!
برشلونة مات والإدارة الجديدة بحاجة إلى إعادته للحياة على طريقة عام 2003 ولكن الطريق يبدو طويلًا سواء باستمرار ميسي أم رحيله، فإحياء الموتى ليس أمرًا هينًا على الإطلاق!
