لا يخفى على أحد أن كريستيانو رونالدو حاول يائسًا فصل نفسه عن مانشستر يونايتد في سوق الانتقالات الصيفية الجارية، في محاولة لتعزيز رقمه القياسي في دوري أبطال أوروبا.
لكن لم ينجح الأمر مع الدون، حيث رفضت العديد من الأندية الأوروبية الكبرى فرصة التعاقد مع النجم البالغ من العمر 37 عامًا، على الرغم من محاولة سبورتنج لشبونه ضم اللاعب هذا الصيف.
مانشستر يونايتد كان قد فشل في حجز مقعدًا مؤهلًا إلى دوري أبطال أوروبا بعد أن أنهي الموسم المنصرم في المركز السادس من الدوري الإنجليزي ليشارك في الدوري الأوروبي.
وازدادت الأمور سوءًا بعد أن بدأت كتيبة إريك تين هاج الموسم الحالي بشكل غير متوقع على الإطلاق، حيث تجرعت الهزيمة أمام كلًا من برايتون وبرينتفورد، قبل أن ينتفض الأحمر أمام ليفربول ويواصل صحوته أمام ساوثهامبتون.
وبعد أن نجح الشياطين الحُمر في التوقيع مع كاسيميرو في صفقة جاءت بشكل مفاجئ للغاية، انتشرت العديد من التقارير الصحفية التي تؤكد استمرار رونالدو داخل أولد ترافورد، حيث جاء توقيع لاعب ريال مدريد السابق كحافز قوي لاستمرار النجم البرتغالي.
لكن هل يُعيد رونالدو التفكير في قراره مع قلة الخيارات المطروحة أمامه، وصعوبة تحقيق خطوة الانتقال مع ضيق الوقت والدخول في آخر 3 أيام على غلق سوق الانتقالات، على الرغم من توقع حدوث أي شيء في لحظات، سنستكشف معًا خلال هذا التقرير أسباب قد تجعل رونالدو يرضخ لفكرة التضحية بالشامبيونزليج والبقاء بقميص مانشستر يونايتد هذا الموسم.
سوق انتقالات مُبشر
على الرغم من كونه السبب الأول والمعلن الذي قدمه رونالدو إلى مجلس إدارة مانشستر يونايتد، لإعلامهم برغبته في الرحيل إلا إن النادي تحرك بصورة جيدة في ملف الانتقالات، حيث كانت بداية سوق الشياطين بضم اللاعب الشاب تيريل مالاسيا من فينورد، صفقة ليست بالاسم الكبير اللامع، لكن اللاعب برهن عن موهبته في أول 90 دقيقة كاملة بقميص الفريق خلال مواجهة ليفربول، وأوقف خطورة محمد صلاح نجم الريدز مما يجعله اسم واعد لحل أزمة الظهير الأيسر التى كانت تؤرق النادي الأحمر منذ سنوات طويلة.
الصفقة الثانية التى أعلن عنها اليونايتد كان كريستيان إريكسن الدنماركي الدولي الغني عن التعريف، وسيعطى جودة عالية للفريق من جانب صناعة الفرص مما سيُحسن الأداء الهجومي لكتيبة إريك تين هاج.
ليساندرو مارتينيز جاء كصفقة ثالثة وهامة في الخط الخلفي من أجل ترميم الهشاشة الدفاعية، لكن اللاعب الأرجنتيني لم يحظى ببداية مثالية خاصة وقت شراكته مع هاري ماجواير لكن بعد ذلك مع رافاييل فاران اختلفت الأمور.
لكن الصفقة الأهم والتى قد تُثبت أقدام رونالدو في أولد ترافورد، هو التعاقد الأخير للشياطين الحمر مع كاسيميرو زميل البرتغالي في ريال مدريد، والذي انضم من اللوس بلانكوس في صفقة غير متوقعة، بالإضافة للجودة التى سيقدمها في وسط ملعب اليونايتد والصلابة التى سيُحسن بها الفريق من ناحية الافتتكاك وإيقاف الهجمات الخطيرة في مهدها، كما يتمتع البرازيلي بصداقة جيدة مع رونالدو مما قد يقنعه بالبقاء في الفريق.
سوق الانتقالات لايزال مفتوح، بالطبع يقاتل مانشستر في الوقت الحالي للتعاقد مع الجناح أنتوني لاعب أياكس أمستردام، وفي حال إتمام الصفقة سيضيف قوى كبيرة للخط الأمامي مع معرفة تين هاج بقدرات اللاعب البرازيلي بعد فترة العمل التى جمعتهم في أياكس، كذلك يرتبط الشياطن الحمر بضم مهاجم جديد، مع وجود أسم بيير إيميريك أوباميانج على رادار النادي، المهاجم الجابوني الدولي، يملك سمعة جيدة في إنجلترا خاصة بعد سنواته الرائعة بقميص آرسنال قبل الرحيل إلى برشلونة وتقديم نصف موسم جيد في الكامب نو.
الصداقة
تواجد رافاييل فاران وكاسيميرو ضمن كتيبة الشياطين الحمر هذا الموسم، قد يكون دافع لكريستيانو رونالدو من أجل البقاء في الفريق، حيث جمعته صداقة قديمة مع هذا الثنائي أثناء تواجد اللاعبين الثلاثة سويًا في ريال مدريد، قبل أن تفرقهم الانتقالات.
رافاييل فاران لم يحظى بموسم جيد مع الشياطين الحمر حيث تعرض للعديد من الإصابات جعلته على الهامش في أغلب فترات الموسم الماضي، بينما يبدأ موسمه الثاني مع الفريق بتطلعات أكبر.
ويعرف رونالدو جودة اللاعبان جيدًا وما يمكن أن يقدما لليونايتد، خاصة في الجانب الدفاعي الذي عانى منه الفريق في الموسم الماضي، مما جعله كابوسًا للنادي.
الرسالة المعنوية التي يُقدمها الفريق لرونالدو
من الواضح أن الصفقات الجديدة والصداقة القديمة لن تكون هي السبب الوحيد في عدول رونالدو عن قراره بالرحيل، بل يبدو أن الدون كون صداقة جديدة، وأصبح له دور معنوي وقيادي أكثر منه على أرض الملعب.
وشهدت مباراة مانشستر يونايتد مع ساوثهامبتون في الجولة الرابعة من البريميرليج والتى انتهت بانتصار كتيبة تين هاج بهدف دون رد، توجه لاعبي الفريق جميعًا نحو رونالدو الذي تواجد على مقاعد البدلاء، من أجل الاحتفال معه بهدف برونو فيرنانديز.
ويبدو أن هذا التلاحم كان له تأثير نفسي كبير على الدون، مما قد يجعله يغير رأيه في الرحيل، ويبدو أن هذه اللافته من اللاعبين أثرت بالفعل سريعًا في رونالدو الذي توجه إلى منصات التواصل الإجتماعي لنشر تغريدة عبر حسابه الرسمي على تويتر كتب فيها محمسًا جماهير فريقه: "3 نقاط مهمة".
تقترب رحلة سوق الانتقالات من نهايتها هذا الموسم، ولكن قد يحدث الكثير من الأشياء خلال الأيام القليلة المتبقية، هل تنجح تلك الأسباب في إقناع رونالدو بالبقاء رفقة الشياطين الحمر؟ أم سنرى صاحب الـ 37 عامًا يحمل قميصًا آخر بالموسم الجاري هذا ما سنعرفه خلال ما تبقى من نافذة الانتقالات.