خرج بيب جوارديولا مرة أخرى من دوري أبطال أوروبا في ربع النهائي، أربع سنوات متتالية مع مانشستر سيتي ولا يستطيع تجاوز هذا الدور، ودّع اللقب أمام موناكو في ثمن النهائي ثم من ليفربول وتوتنهام وأخيرًا ليون في ربع النهائي.
ربما كانت هناك لقطات بسيطة وأخطاء جعلت سيناريو الخروج دراميًا، مثل هدف ستيرلينج الملغي ضد توتنهام أو فرصة اللاعب ذاته المهدرة بغرابة أمام ليون، هذا بجانب أخطاء الدفاع وحارس المرمى وغيرهم، ولكن بيب جوارديولا الملام الأول.
جوارديولا ارتكب العديد من الأخطاء في كل هذه المباريات، وبالأخص ضد توتنهام الموسم الماضي حينما لعب بصورة سيئة في الذهاب، أو تشكيل المباراة التي بدأت مواجهة ليون ليظهر مهتزًا قلقًا خائفًا من الخروج أكثر من كونه راغبًا ومتطلعًا للتأهل.
الإخفاق الأوروبي المتكرر أمام فرق لا تمتلك نصف جودة مانشستر سيتي وبأخطاء يتحملها المدرب بصورة كبيرة تضع نهاية لتجربته مع الفريق الإنجليزي، حتى يتعلم الدرس ولا يكرر خطأ الأرجنتيني دييجو سيميوني مع أتلتيكو مدريد.
ما وجه الشبه بين تجربة بيب جوارديولا في مانشستر سيتي ودييجو سيميوني مع أتلتيكو مدريد؟ ولماذا يجب أن يرحل الكتالوني الآن عن فريقه قبل أن يعيش معاناة الأرجنتيني في مدريد؟




سيميوني منقذ أتلتيكو مدريد
Imago Images / Poolfotoحينما جاء سيميوني إلى أتلتيكو مدريد كان الفريق وسط جدول، يخسر بصورة متكررة في الديربي أمام جاره ريال مدريد ويعجز عن تحقيق الألقاب، ولكن الأرجنتيني أعاد بناء الفريق ووصل مرتين إلى نهائي دوري أبطال أوروبا وحقق لقب الدوري الأوروبي مرتين بجانب التتويج بالدوري الإسباني وخطف البطولة من أنياب برشلونة وريال مدريد.
سيميوني كان ملهمًا حقًا ولذلك منحته الإدارة كافة الصلاحيات وأعطته الأموال لشراء من يرغب في سوق الانتقالات وأصبح سيد قراره، وهو أمر لو تعلمون عظيم، فيكفي أن فريق مثل برشلونة انهار لأن المدرب لا يتحكم في أي شيء سوى تشكيل المباريات والتغييرات فقط.
ولكن منذ 2016 حتى الآن، وأداء أتلتيكو مدريد وحتى النتائج سيئة، فرغم شراء لاعبين على أعلى مستوى بقدرات فنية جيدة للغاية مثل جواو فيليكس وتوماس ليمار وغيرهم، إلا أنّ سيميوني يبقى نفس المدرب بنفس العقلية مما أدى إلى الفشل.
تحليل مانشستر سيتي وليون .. لأن جوارديولا لا يتعلم الدرس أبدًا
سيميوني بعد أن وصل للقمة بدأ في التراجع، وفشل في التتويج بالدوري الإسباني بالموسم الحالي رغم أنّ فريقه أكثر ثباتًا واستقرارًا من ريال مدريد وبرشلونة رافضًا استغلال سقوط الثنائي في العديد من المباريات خلال الموسم.
ودّع دوري أبطال أوروبا أمام لايبزيج في مباراة ظهر فيها خائفًا متوترًا وفشل في قراءة اللعبة بصورة واضحة، ليؤكد للجميع أنّه وعلى الرغم من كونه صاحب أعلى راتب لمدرب في الليجا ويمتلك ميزانية جيدة للغاية، لم يعد قادرًا على تقديم الجديد.
سيميوني لم يخرج من عباءته السابقة وفشل في تصحيح أوضاعه وكرر أخطائه ليفقد أي متابع الأمل في إمكانية تحقيق الروخي بلانكوس أي إنجاز في المستقبل.
انحدار جوارديولا
Gettyجوارديولا جاء بهدف بناء مشروع ناجح مستدام في مانشستر سيتي، وتحصل على صلاحيات كاملة وحرية في سوق الانتقالات لاختيار الصفقات وضخ الأموال دون توقف، وبالفعل بداية من موسمه الثاني نجح في تغيير أغلب عناصر الفريق وشراء صفقات في كل المراكز تقريبًا.
نجح بيب على المستوى المحلي بصورة مبهرة، وفاز بالدوري الإنجليزي مرتين على التوالي وسيطر على جميع الألقاب الإنجليزية في 2019، ولكن ماذا بعد؟
فشل في الفوز بالدوري الإنجليزي في الموسم الجاري وبفارق كبير للغاية عن المتصدر متعرضًا لأكبر عدد من الهزائم في موسم واحد خلال مسيرته، وفي الأبطال وأمام فريق لا يمتلك سوى طريقة واحدة واضحة محددة للعب سقط بشكل درامي.
جوارديولا لم يعد قادرًا على إقناع اللاعبين بقوة مشروعه، وبأنه قادر على العودة الموسم المقبل للفوز بذات الأذنين، لأنّه في كل مرة يخرج من البطولة يكون المسؤول الأول.
جوارديولا قد يستمر لموسم آخر أو ربما اثنين، ولكن من الصعب عليه أن يقلب الطاولة لصالحه ووقتها لن يتذكر له أحد ما فعله في السنوات الماضية على الصعيد المحلي والتتويج بدوري المئة نقطة، ولكنّه سيصبح مذمومًا مرفوضًا.
إن أراد بيب استمرار مسيرته بأفضل شكل ممكن فعليه الرحيل والبحث عن تجربة جديدة يكون قائدها محاولًا الاستفادة من عيوبه وتصحيح أوضاعه والتعامل مع لاعبين ونظام مختلف تمامًا عن وضعه الحالي.
وكما قال بيب ذاته في 2014 عن سبب رحيله عن برشلونة: "شعرت بأنني لم أعد قادرًا على تحفيز لاعبي الفريق" فهو الآن لم يعد قادرًا على تحيز لاعبيه أوروبيًا ومطالبتهم بالعودة مرة أخرى للتتويج باللقب!
