ما هو المتوقع من فريق مثل مانشستر سيتي يواجه ليون في مباراة واحدة فقط تحسم مصير التأهل إلى دوري أبطال أوروبا؟ أن يهاجم فريق بيب جوارديولا ويدافع سابع الدوري الفرنسي. أليس كذلك؟
لكن بالنسبة لبيب جوارديولا كان هناك العديد من الأفكار المختلفة تدور في ذهنه، ولذلك بدأ بأغرب تشكيل ممكن أمام فريق متوقع أن يلعب على المرتدات فقط.
لعب بيب بثلاثي في الوسط بمهام دفاعية واضحة وهم رودري وفيرناندينيو وجوندوان وأفسد شكل الفريق تمامًا دون الاعتماد على الأجنحة التي يمتلكها وفضل وضعها على دكة البدلاء.
تشكيل غير مفهوم بالمرة. ما السبب في عدم اللعب بطريقته المعتادة والخوف المبالغ فيه من فريق لم يكن متوقع له اللعب سوى على الهجوم المرتد فقط؟
جوارديولا يودع دوري أبطال أوروبا أمام ليون
أما في ليون، فالمدرب جارسيا لم يبتكر كثيرًا، بحث عن نقاط ضعف جوارديولا في التعامل مع المرتدات وقرر الضغط في بعض أوقات المباراة لأجل خطف الكرة في وسط مانشستر ستي ولعب الكرات الطولية خلف الدفاع. فكرة طبيعية نظرًا لإمكانيات الفريق.
مانشستر سيتي لم يسدد ولا كرة على المرمى قبل الهدف، وبعده كانت هجماته عشوائية دون خطورة حقيقة وتسديدات فقط من كيفين دي بروينه بجانب الإهدار المعتاد للفرص من رحيم سترلينج.
حاول بيب تعديل الرسم التكتيكي بنقل دي بروينه على الرواق الأيسر ولكن هذا ليس الحل، وفي الشوط الثاني أشرك رياض محرز لكنّه اكتفى بذلك ليعجز فريقه على فك طلاسم دفاع ليون.
جوارديولا لم يبدل مجددًا سوى بعد التأخر في النتيجة وكأنّه لم يتابع تبديلات جارسيا التي اعتمدت على إضافة دماء جديدة وزيادة السرعة في المرتدات للاستمرار على النسق ذاته.
ليون تأهل إلى نصف النهائي لأن جوارديولا منح المباراة أكبر من حجمها وتعامل مع المنافس وقلق من استقبال الأهداف على حساب الشق الهجومي، فلم يربح هذا ولا ذاك.
أما جارسيا فقد استمر في اللعب بأفضل شكل ممكن له ليتفوق على الخصوم سواء يوفنتوس والآن مانشستر سيتي بهدف الوصول لأفضل مكان له في دوري أبطال أوروبا.
لا يمكن لجوارديولا أن يستمر في الخطأ بهذه الطريقة ولا يمكن أن يفشل مرارًا وتكرارًا في دوري أبطال أوروبا والتعامل مع أي فريق منظم دفاعيًا ويتوقع أن يحقق اللقب.
ربما نلوم سترلينج على إهدار فرصة التعادل أو نلوم على بعض اللاعبين، لكن إن كان القائد قلقًا فلا تتوقع من الرعية الشجاعة.




