Guardiola Klopp TuchelGetty Images/GOAL

الدوري الإنجليزي في خطر: صحة اللاعبين على المحك وتقليدية المنافسة تنهار، فهل من تحرك؟

تسببت كارثة كورونا في 2020 بجعله موسمًا استثنائيًا للغاية على الدوري الإنجليزي الممتاز، إلا أن ما يحدث في نهايات 2021 ومطلع 2022 يجعل البريميرليج في خطر محدق، فالدوري الأهم والأكثر شعبية في العالم يواجه شبح الانهيار في ظل هذه الضغوطات التي لا توصف.

البداية من عودة تفشي فيروس كورونا، وما ترتب عليه من تأجيل كثيف للعديد من المباريات، ثم أتت أزمة كأس الأمم الإفريقية في يناير ومغادرة اللاعبين فرقهم بمنتصف الموسم، مع استمرار "صرامة" رابطة الدوري الإنجليزي في التعامل مع كل هذه الضغوطات من دون مبرر يذكر.

في ألمانيا مثلًا، تحاول رابطة الدوري الألماني تقلل الضغوطات بزيادة عدد التبديلات لتصبح 5 في المباراة، وهو طلب جف حلق مدربي البريميرليج للمطالبة به في ظل خوض مباراة كل 72 ساعة، ولكن دون فائدة.

جدول مباريات الدوري الإنجليزي 2021-22، القنوات الناقلة والترتيب

إذًا، ما هي الأخطار التي تواجه البريميرليج بالاستمرار على هذه الشاكلة؟ الحقيقة الأمر شائك ومخيف في آن واحد.

صحة اللاعبين

العودة من فيروس كورونا والانخراط مباشرة في التدريبات، ثم يجد اللاعب نفسه يلعب مباراة كل 72 ساعة بكل معنى الكلمة، هل هذا الأمر يبدو صحيًا للاعبين؟

في السابق كان هذا يحدث في فترة أعياد الميلاد أو كما تعرف بالبوكسينج داي، لكن بالتأجيلات الحالية، يبدو أن الحل الوحيد لإنهاء الموسم هو خوض المباريات على طريقة بعض الدوريات العربية، كل يومين أو ثلاثة على مدار الموسم كله.

الضحية ستكون صحة اللاعبين، والنتيجة لن تكون مجرد إصابات عضلية كثيرة وما إلى ذلك، بل قد يمتد الأمر إلى إصابات قلبية وغيرها، ونأمل ألا يحدث هذا السيناريو بأي حال من الأحوال.

كما أن هذا الكم من الضغوطات الذي سيوضع على كاهل لاعبي البريميرليج قد يُنتج أزمات في الصحة النفسية للاعبين.

الأكيد أن صحة نجوم الدوري الإنجليزي في خطر محدق من هذه التحديات التي تواجهها البطولة والأندية، وينبغي اتخاذ تدابير لحمايتها.

مونديال قطر 2022 وجدول الدوري الإنجليزي

القدر كان رؤوفًا بالإنجليز على عكس ما قد يظنوا، مونديال قطر في نوفمبر وليس في يونيو، بالتالي يمكن لعب المؤجلات بوقت متأخر وإنهاء الموسم في غير موعده الاعتيادي، ولكن هل سيفعلوا ذلك؟

في حالة امتداد الموسم ليونيو مثلًا، ستقل مدة راحة اللاعبين بعد هذا الموسم المُهلك، وما يزيد الأمور سوءًا هو الإصرار الإنجليزي على انطلاق الموسم كالطبيعي في منتصف أو آخر أغسطس، على أن يقف قبل مونديال قطر بأسبوعين فقط ويعود بعده بأيام قليلة.

الفكرة الآن بفعل هذه التأجيلات والوضع الصحي وغيره تبدو مستحيلة، لا يعقل ألا يرتاح اللاعبون تمامًا هكذا من أجل قيم عنجهية من رابطة البريميرليج، والنتيجة ستكون تغيير كبير على شكل البطولة وموعدها في الموسم المقبل على وجه التحديد.

أما إن أثرت الرابطة الاستمرار بنفس النهج والجدول المحدد سلفًا، فالأكيد أن الموسم المقبل سيكون مأسويًا، ما بين إصابات كثيرة ومستويات متدنية للغاية، في النهاية لاعب كرة القدم إنسان وبدون الراحة لا يمكنه أبدًا الأداء.

طبيعة المنافسة نفسها

مما لا يجب الإغفال عنه هو أن الدوري الإنجليزي وطبيعة المنافسة التي ميزته في العقد الماضي في طريقها للانهيار إن استمرت هذه التحديات كلها من دون حلول واقعية وحقيقية.

كأس الأمم الإفريقية لهذا العام من شأنها أن تُهدي لقب الدوري على طبق من ذهب لمانشستر سيتي بعد فقدان المنافس ليفربول الثنائي محمد صلاح وساديو ماني، وهما يعادلان تقريبًا نصف قوة كتيبة يورجن كلوب، أما الكورونا فدمرت تشيلسي وموسمه وانطلاقته الجيدة.

ومع الإجهاد والضغوطات المستمرة حتى المونديال المقبل، يبدو أشبه بالمستحيل أن تتنافس أندية كثر على لقب الدوري، الجميع سيسقط، وقد تكون الهيمنة لفريق واحد لديه عوامل استراتيجية غير موجودة في الآخرين، مثل مانشستر سيتي على وجه الخصوص.

ما تواجهه كرة القدم الإنجليزية خطرًا حقيقيًا، ما بين فقدان صحة اللاعبين وتغيير جدول المسابقة أو الضغط بشكل بشع على الأندية، وختامًا بانهيار الأساس التسويقي الأهم للمسابقة، المنافسة المستمرة، يجعل رابطة البريميرليج في حاجة إلى الارتكان على أفكار جديدة، وإلا أسطورة هذه المسابقة ستنتهي أو على الأقل لتتوقف لسنوات قليلة، والنتيجة خسائر مادية ضخمة تعيدهم إلى نقطة الصفر.

إعلان