في 2013 قرر الاتحاد الأوروبي إطلاق بطولة "الدوري الأوروبي للشباب" والتي تشبه لقب دوري أبطال أوروبا ولكن لفرق تحت 19 عامًا، وفرصة لكل ناد اكتشاف مواهبه في منافسة قوية ومحتدمة على الصعيد القاري.
في الموسم الأول للبطولة نجح برشلونة في تحقيق اللقب على حساب بنفيكا، وصدّر للجميع أنّ أكاديمية لا ماسيا لا تزال تمتلك العناصر القادرة على صناعة الفارق، وظهرت أسماء توقع لها الكثير النجاح في المستقبل ولكن ما حدث كان غير ذلك.
فقط منير الحدادي وأداما تراوري من حصلا على فرصة مع الفريق الأول، ولكن لم يحقق أي منهما نجاحًا يُذكر ومع الوقت انتقل كل لاعب بعيدًا عن كامب نو، وهناك أسماء انتهت في فرق درجة ثانية أو أقل.
لماذا كل هذه المقدمة والموضوع يتعلق بريكي بوتش ورونالد كومان؟ سوف أخبرك في السطور القادمة؟
موهبة ريكي بوتش




Gettyفي 2018 جاء جيل جديد في أكاديمية لا ماسيا بقيادة بيمينيتا مدربًا، وأظهر العديد من المواهب الشابة ليقود الفريق للفوز على تشيلسي 3-0 ويتساوى مع البلوز كأكثر الفرق تحقيقًا لبطولة الدوري الأوروبي للشباب.
البطولة أفرزت أسماء مميزة منها كولادو، مينجويزا، كارليس بيريز، ميراندا، أبيل رويز وغيرهم من الأسماء الشابة، لكن على قمة الهرم جاء ريكي بوتش، الفتي الصغير القادرة على شغل موقع أندريس إنييستا بعد رحيله.
بوتش ظهر بشكل مميز في بداياته مما دفع إرنستو فالفيردي للاعتماد عليه في الفترة التحضيرية التي تلت كأس العالم 2018 ومنحه القميص رقم 8 الخاص بإنييستا ليقدم اللاعب أداءً مبهرًا ويظهر شخصية قوية لا تتناسب مع حجم جسده الضعيف.
ظهر ريكي أيضًا في الكأس، وكانت تحركاته مذهلة وتمريراته الجريئة الكاسرة للخطوط والتي صنع من أحدها هدفًا لدينيس سواريز وظهر قوة شخصيته وقدرته على اللعب مع الفريق الأول، لكن لا يزال يمتلك بنية ضعيفة مقلقة.
بوتش كان يعرف عيوبه جيدًا وكذلك الإدارة، وبالتالي قرر الاعتماد على مسؤول للتغذية ووضع خطة كاملة ليتفوق في هذه المسألة، وبالفعل بعد تصعيده للفريق الأول بشكل نهائي في يناير 2020 وبدأت قدراته الحقيقة تظهر.
بوتش لاعب مبادر وبلغ متوسط فوزه بالثنائيات خلال مبارياته الـ24 مع الفريق الأول، 6.1 في المباراة الواحدة وهو رقم جعله الثاني في الفريق خلف أرتورو فيدال، إلا أنّه أكثر ذكاءً من التشيلي.
اللاعب حتى مع الفريق الرديف كان يتعرض للكثير من التدخلات ومع ذلك كان قادرًا على الخروج منها دون إصابات.
ريكي فنيًا أظهر الكثير من الإمكانيات، وتجلى ذلك بتفوقه في لقاء أتلتيكو مدريد وفوزه بـ11 ثنائية من أصل 17 أغلبها كانت أمام توماس بارتي.
قدرة اللاعب على الضغط واسترجاع الكرة سريعًا وتفوقه حتى على لاعبين أصحاب بنية جسدية أفضل منه، أثبتت أن أزمته البدنية تحسنت كثيرًا عن بداياته.
ورغم كل ذلك، فهذه ليست أهم الأسباب للاعتماد على ريكي في الفترة المقبلة.
الحلم والأمل
Gettyريكي سيكون قطعة فنية تضيف القدرة على استعادة الكرة سريعًا والتمرير الكاسر للخطوط بذكاء وراء دفاعات المنافس، ولكن ما يهم أنّه سيمنح الأمل لشباب لا ماسيا.
بالعودة إلى الدوري الأوروبي للشباب في 2018، فإنّ اسم بوتش تردد كثيرًا في وسائل الإعلام وبين العديد من الخبراء على أنّه الجوهرة القادمة من لا ماسيا، اللاعب الذي يمتلك كل المقومات المطلوبة وفقط بحاجة لبعض المساعدة لينفجر، تمامًا كما احتاج ليونيل ميسي وإنييستا وتشافي لمساعدة في بدايات مسيرتهم الكروية.
لكن ما يحدث معه مع المدرب رونالد كومان سوف يجعل شباب الأكاديمية يشعر بالخوف والقلق على مستقبلهم، فإن فشل ريكي رغم تقديمه أفضل ما لديه في كل مباراة يلعبها ورغم تصعيده للفريق الأول ورغم شخصيته القوية التي تجلّت في طلبه تسديد الركلة الحاسمة أمام ريال سوسييداد وقيادة البلوجرانا إلى نهائي السوبر الإسباني سوف يكون ضربة قوية لكل حالم.
مونشو، قائد الرديف، رحل إلى جيرونا لكنّه لم يلعب سوى دقائق بسيطة مع الفريق الأول ولم يُظهر أفضل ما لديها، لكن بوتش لعب وظهر بشكل جيد وجاء في فترة بلا نجوم كبيرة في الوسط، حتى أنّ من يلعب مكانه حاليًا هو موهبة شابة صغيرة – بيدري – وليس نجمًا أسطوريًا حفر اسمه في النادي فأصبح دائم المشاركة.
مشاركة ريكي وتألقه واستمراره مع الفريق الأول يمنح الأمل لكل شاب كما فعل مع ميسي وإنييستا وتشافي وغيرهم من قبل، وسوف يمتلك كل لاعب صغير السن الأمل في قدرته على اللعب مستقبلًا مع الفريق الأول وأنّ مصيره لن ينتهي مثلما حدث للعديد من المواهب.
ريكي أصبح أمل برشلونة في الحفاظ على لا ماسيا، وقد يكون أمل برشلونة في تحسين وضع الفريق في الموسم الحالي!
