Zinedine Zidane Real Madrid UCL

الثلاثيات (4) – ثلاثية من نوع خاص للغاية مع زيدان وريال مدريد


حسن الخواجة    فيسبوك تويتر


في الحلقات السابقة من هذه السلسه اعتدنا على مناقشة الثلاثيات بالمفهوم التقليدي، التتويج بالدوري ودوري أبطال أوروبا وبطولة الكأس ولكن في الثلاث مواسم السابقة شهدنا ثلاثية فريدة من نوعها ولأول مرة في دوري أبطال أوروبا بالنظام الجديد حيث توج بها ريال مدريد 3 مرات متتالية وأربع مرات في 5 مواسم ولأول مرة منذ تتويج أياكس أمستردام الهولندي بثلاثة ألقاب متتالية في سبعينيات القرن الماضي، قصة هوليودية لم تكن وليدة اللحظة بل كانت رغبة فلورينتينو بيريز منذ البداية، الرئيس الذي لا يملأ عينه إلا الذهب الأوروبي، مثله مثل سيلفيو بيرلسكوني ورومان ابراموفيتش ولكن لكل واحد منهم طريقته وفي النهاية الهدف هو التتويج بالبطولة الأعظم والأكثر قيمة، لسنوات حاول بيريز واتخذ العديد من القرارات العصبه في سبيل الوصول إلى هدفه.

كسر الرقم القياسي لقيمة انتقال لاعب مرة واحدة لم تكفي بل فعلها مرتين، البداية كانت في صيف 2009 عندما تعاقد مع كريستيانو رونالدو وريكاردو كاكا وتشابي الونسو وكانت مهمة بيليجريني مدرب الريال وقتها هى العودة مرة أخرى ووضع حد لهيمنة برشلونة التي بدأت تتكون ولكن فشل المدرب الإسباني في ارضاء طموحات بيريز ليخرج من الباب الصغير ويحل محله المثير للجدل جوزيه مورينيو الذي حقق الثلاثية التاريخية مع انتر ميلانو في موسم 2010، لم يكن صيف 2010 بسخونة 2009 في سوق انتقالات ريال مدريد واكتفى بالتعاقد مع دي ماريا ومسعود أوزيل كمواهب تدعم تشكيلة مدريد التي لم تكفي مجددا لمواجهة الاعصار الكتالوني الذي حقق الدوري ودوري أبطال أوروبا بعد إقصاء الغريم التقليدي في  واكتفى ريال مدريد بالتتويج ببطولة الكأس ورغم خسارة الكلاسيكو بخماسية نظيفة لكن بدأ ريال مدريد في العودة مرة أخرى واتضحت ملامح الفريق الذي تحول إلى آلة لتسجيل الأهداف.

Florentino Perez Real MadridGetty Images

في الموسم التالي واصل مدريد العودة المحلية بقوة محققا لقب الدوري ولكن لم يتحصل على المراد الأوروبي بعد الخروج من دور نصف النهائي وهذه المرة بايرن ميونيخ الوصيف من قام بالإقصاء ولكن كان التتويج بالليجا مميز وشهد تجاوز ال100 نقطة ولكن عندما يكون مديرك في العمل هو فلورنتينو بيريز انت دائما مطالب بتحقيق المزيد وكان موسم 2013 الفرصة الاخيرة لمورينيو ولكن استمرت العقدة الألمانية وهذه المرة قام بوروسيا دورتموند بإقصاء ريال مدريد وغادر مورينيو من الباب الصغير بعدما دخل من اوسع الأبواب حين قدومه للنادي الملكي وشهدت نزاعات بين قائد الفريق التاريخي ايكر كاسياس الذي تراجع دوره داخل النادي واقترب من المغادرة لينضم الي راؤول والعديد من اللاعبين الذين تخلص منهم بيريز في سبيل سعيه للذهب الأوروبي أبرزهم آريين روبين وويسلي شنايدر ولسخرية القدر كلاهما حقق دوري أبطال أوروبا قبل تحقيق بيريز للعاشرة.

وطوال 3 مواسم كانت 4 3 3 هي الطريقة المعتمدة من جانب البرتغالي لإدارة  الفريق وتسجيل الأهداف بكل الطرق الممكنة لكن كانت المرتدات هى الطريقة الأكثر استخداما من الفريق لكن بحث بيريز عن تكوين شخصية مختلفة للفريق وامتلاك الكرة بشكل أفضل ومن أجل تحقيق وعد العاشرة التي مرت سنوات طويلة بدون تحقيقها ليقع الإختيار على أحد المتخصصين بها مرة أخرى وهو كارلو أنشيلوتي الذي سبق له تحقيقها مرتين مع اسي ميلان الايطالي وبعد ضخ دماء جديدة للفريق مثل لوكا مودريتش وجاريث بيل وخايمس رودريجيز والاستعانة بالمواهب الإسبانية الصاعدة مثل ايسكو وبالاستقرار الدفاعي الذي شهده مدريد بعد تحول راموس لمدافع ووجود فاران بجانب بيبي.

وحل مشكلة المدافع الأيمن بعد الاعتماد على كارفخال اكتملت صفوف ريال مدريد وباتت العاشرة مطلب أساسي ليس فقط أمنية أو رغبة وترجم انشيلوتي والكتيبة الملكية هذه التغييرات الى واقع ولكن لم يكن الأمر بهذه السهولة ولم تكن الطريق ممهده بل توج الفريق بشكل سينمائي وسيناريو خالد ولن ينسى من أذهان المتابعين وخصوصا جماهير ريال مدريد وتحقق أخيرا حلم بيريز ووعده بالعاشرة.

Carlo Ancelotti NapoliGetty Images
ولكن لم تكن كافية لبيريز حيث شهد الموسم التالي تراجع للفريق في الدوري ودوري الأبطال وخرج ريال مدريد على يد يوفنتوس الإيطالي في طريقه للنهائي ومرة أخرى يتخذ بيريز قرارا صعبا في سعيه لتحقيق الكأس التي عشقها ولم يكتفي ب2014 فقط ويبرأ مشروعا جديدا بقيادة رافا بينيتيز لكنه كان قصير الأمد وشهد تراجعا كبيرا في النتائج والطموحات حتى غادر رافا وحل محله واحد من أساطير الفريق وصاحب كلمة السر في التتويج بدوري أبطال 2002 ليكون زين الدين زيدان هو المدرب الجديد للفريق ليصلح ما أفسده رافا.
ويبدأ استخدام الاسلحة السرية غير المتوقعة وكان اولها كاسميرو الذي كان حبيس للدكة وتحول إلى صمام أمان منتصف الملعب واستغلال ال90 دقيقه لتسجيل الاهداف حيث شهدت اخر 10 دقائق من كل مباراة هدف أو عودة للفريق في النتيجة واصبح رونالدو العنصر الحاسم في التسجيل والعقاب لكل الفرق التي لا تحسم فرص التسجيل المتاحه لها وساعدت دكة الفريق والمداورة بين اللاعبين زيدان على الحفاظ على لياقة اللاعبين المحوريين للمباريات الهامة في دوري أبطال اوروبا وعلق الصحفي الأسباني توماس رونسيرو أن زيدان يقود فريقا مكون من 24 لاعب وليس 11 وكان للفريق الخطة أ و ب و ج الى جانب تحرر الفريق من الضغوط وثقته في المدرب حيث أنه يعد رمز لهذا النادي وأسطورة حققت كل ما يمكن تحقيقه.
ولكن لم يسلم الفريق من تلقيب زيدان بالمدرب المحظوظ حيث في بطولة 2016 واجه الفريق روما وفولفسبورج ومان سيتي رابع الدوري الإنجليزي وقتها في طريقه للنهائي الذي حسمته ركلات الجزاء الترجيحية وعدم اتباع زيدان مدرسة تدريبية محدده مثل جوارديولا او السير اليكس فيرجسون او الايطاليه ولكن اللعب المباشر وتسجيل اهداف من انصاف الفرص لم تقلل من عزم الفريق في الاستمرار نحو 2017 وتحقيق البطولة للمرة الثانية على التوالي وللمرة الاولى منذ عام 1990.
Zidane Real MadridGetty Images
وتتضح ملامح شخصية زيدان الفنية وغير الفنية والعلاقة الجيدة مع اللاعبين التي ساهمت في الوصول للنقطة الاعجازية وتحقيق اللقب الثالث على التوالي في عام 2018 ضد كل التوقعات وبكثير من الجدل حول مساعدة التحكيم وسهولة القرعة لكن لم يثني هذا عزيمة المدرب الفرنسي وكتيبته عن صنع التاريخ واستغلال كل فرصة متاحة للفوز

الرغبة الجامحة لتعويض والانتقام من الهيمنة الكتالونية ومرونة فريق زيدان ووجود عناصر متنوعة فنيا تعطيك القدرة على المناورة والتغيير وتنوع اسلحة الهجوم بين موراتا وبنزيما وصناعة اللعب من الأطراف والعمق وطاقة كاسميرو المتجددة ومجهود مودريتش الفعال  وحسم رونالدو والظروف المختلفة التي كما لو تكون أرادت خلق بطل لا يقهر

ثلاثيه قد ننتظر الكثير من الوقت لتكرارها وقد لا تتكرر ابدا ومع فشل مشروع التجديد مع لوبيتيجي وخليفته سولاري واقصاء ريال مدريد ولسخرية القدر على يد أياكس الهولندي آخر فريق توج بدوري أبطال أوروبا لثلاثة مواسم متتالية  عاد زين الدين زيدان لقيادة الفريق مرة أخرى ولكن بكثير من الأسئلة وعلامات الإستفهام كام لو انه العام 2016 وليس 2019.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0