عندما تُشاهد صورة ايدين هازارد على مواقع التواصل الاجتماعي مع عبارة "خبر عاجل" ما هي أول فكرة تتبادر الى ذهنك؟ "مجدداً؟ إصابة؟ هل هو حساب ساخر أم أن اللاعب أصيب فعلاً"؟
أسئلة تعجبية باتت في خانة الـParody لأن ما يحصل مع اللاعب البلجيكي أقرب الى "السريالية"، كيف له أن يتعرّض إلى هذا الكمّ من الإصابات وهو في أكبر أندية أوروبا؟ سرد عدد إصاباته وغياباته باتت "بوست" شبه مكرر مع كل شهر أو شهرين، نحن من يعمل في الميديا، ولن أخبئ عليكم/ن، بات لدينا ملف خاص نُعدّل عليه ولا نقوم بإنشاء ملف جديد للخبر، الى هذه الدرجة بات الخبر - على حسب الراحل محمود درويش- "يوميات الحزن العادي - في حياة ايدين هازارد.
التفسير الطبي: لماذا يُصاب بهذه الحدة؟
عند الحديث عن إصابات متكررة بهذا الشكل، فنحن بصدد شرح حالة متكاملة او Cycle من الاصابات متعلقة ببعضها البعض، لأن الجسد عبارة عن أعصاب وعضلات مترابطة ببعضها البعض وعند تعرّض أي عضلة لحمل زائد أو تعب تتدخل عضلة أخرى لتحمل العبء الاضافي، هذا هو التفسير المُبسّط،
الشهيد إيدين هازارد .. بضاعة بـ 130 مليونًا وصاحبها منحوس
فلنبدأ أولاً بالسبب الواضح منذ قدومه وهو قلّة لياقته البدنية:
وزن ايدين هازارد عند وصوله الى ريال مدريد كان يُعتبر "أول رأس الجليد" بالمشكلة التي يُعاني منها اليوم، قيل أنها مشكلة لياقة بدنية وستُمحى مع الوقت، لكن اللاعب عبّر بسلوكه في الإجازات انه "غير قابل الالتزام بحمية غذائية" تُبقيه على لياقة بدنية عالية، فاستمر وزنه بالتأرجح من 75 كلغ (العادي) الى 85 كلغ في اجازة الصيف، حتى أن إعادة التأهيل من الاصابات كانت ايضاَ تُعتبر فرصة لتخفيض وزنه بدل فرصة لتحسين اللياقة.
ما هي إصابته العضلية المستجدة؟
سنبدأ بالاصابة الأخيرة لأنه يُصاب بها للمرة الأولى في مسيرته بينما إصاباته الأخرى متعددة خلال مسيرته،
إصابة العضلة القطنية
من أغرب وأندر أنواع الإصابات، ومن المفترض أن لاعب متواجد في "مؤسسة" كريال مدريد (مؤسسة لأن الريال أكبر من مجرد فريق كرة قدم، ومن المفترض الكادر الطبي قادر على توقع هكذا إصابات وإبعاد لاعبيه عنها) الّا يتعرّض لها:
اليكم الشرح في هذه الصورة: العضلة المُشار إليها بالأحمر هي التي أصيبت وليست عضلة الساق أو القدم أو العضلة الخلفية، السبب ما زال مجهولاً إن كان من عيب في الاحماءات لا يتحمله ايدين، أو لأن جسده بات مثقل بالاصابات فباتت تلك النادرة منها تطفو على السطح، هي إصابة صعب حدوثها، والوقت سيُظهر لنا حقيقة هذه الاصابة النادرة.
زيدان: لا أملك تفسيراً لما يحدث مع هازارد ورونالدو قد يعود
الإصابات السابقة وسبب حدوثها:
- اللياقة البدنية أو الحالة البدنية السيئة التي أشرنا إليها سابقاً ساهمت بشكل أساسي بإصابته الأولى في العضلة الخلفية ومن بعدها إصابة بالكاحل التي تأتي بسبب حمل زائد - ثقل أو تسرع بالعودة الى المران أو اللعب.
- إصابة الكاحل غيبته معظم الموسم الفائت بسبب إجراء عملية
- الغياب لمدة طويلة والعودة يعني حصول تذبذب في اللياقة البدنية أو جهوزية العضلات وبالتالي احتمالية تكرار الإصابات
- عند عودته من الاصابة تعرّض لفيروس كورونا
- أصيب بعضلة الساق من جديد مرتين متتاليتين، الأمر لا يعود فقط لطريقة لعبه بل قدرة جسده على تحمل الاصابات الواحدة تلو الأخرى وقدرة الجسد على الشفاء الكامل منها
العامل النفسي وتأثيره في إعادة التأهيل:
عندما قال المدرب زين الدين زيدان أن الفريق "ينتظر هازارد وأنه عانى من تحديات جراء الاصابات" فهذا ليس تصريح عابر، خصوصاً مع لاعبين بحجم هازارد والتوقعات الواقعة على كاهله (بعد رحيل كريستيانو وكونه اللاعب الذي يجب أن يعوّض هذا الغياب الكبير)، الأمر مشابه لما حصل مع عثمان ديمبيلي مع برشلونة.
الجسد كما ذكرنا سابقاً مترابط عصبياً وعضلياً، وأي ضغط نفسي يتعرّض له اللاعب - كما أي إنسان آخر جراء الضغوطات- تترجم أوجاعاً عضلية وفي حالة اللاعبين إصابات،
ما هو الضغط النفسي في حالة هازارد؟ هو ضغط العودة الى المباريات، سرعة العودة أو العودة الى ما كان عليه، ومع كل إصابة ترافق عودته فإن الضغط يُصبح أكبر والإصابات تتعاظم ومعها ما يُعرف "بالنسيج الندبي" أو Scar tissue الذي كلما تزايد على العضلات بعد شفائها كلما جعلها هشّة أكثر:
اليكم ما يُفترض أن تكون عليه حالة عضلات هازارد المُصابة:
الخلاصة؟
اللاعب ليس كما يُقال عنه أنه "إنتهى" لكن لا يمكن لوم فقط الكادر الطبي في ريال مدريد، مع أن مساءلتهم واجبة وكانت كذلك في أول مواسم جاريث بيل مع الفريق، لكن يجب أن يُسأل اللاعب نفسه في الشق المتعلّق بالسلوكيات وتأثيرها على أسلوب حياته ولياقته: هل كان هدفه التوقيع مع ريال مدريد او هدفه النجاح مع النادي؟ لأن شتان بين الخيارين.