"أفضل حالًا من السابق" يمكننا تلخيص الميركاتو الشتوي لاتحاد جدة في هذه العبارة، فقد عانى العميد خلال الموسم الماضي وتحديدًا في الصيف الماضي، من صفقات غريبة، لا يوجد مبرر واحد على ضمها، حتى هربت كلها قبل أن يمر عليها حتى ثلاثة أشهر!
الهولندي تين كات؛ المدير الفني للنمور، ضم للفريق أربع صفقات أجنبية؛ الأرجنتيني ليوناردو جيل، التونسي أنيس البدري، البرازيلي برونو أوفيني والإيفواري ويلفريد بوني، بجانب السعودي محمد الثاني، والصفقة التي لم تكتمل في يناير عبد المجيد السواط، لكنه سيتواجد مع الفريق بداية من الموسم المقبل في صفقة انتقال حر.
سوق الانتقالات الشتوي في الدوري السعودي | الهلال انتصر للمنطق وحافظ على الاستقرار
جميعها صفقات مميزة، باستثناء علامة استفهام كبيرة تحيط التعاقد مع محمد الثاني، ولكن يبقى اللغز!
البداية مع ليوناردو جيل؛ لاعب الوسط الأرجنتيني صاحب الـ28 عامًا، والذي يخوض أولى تجاربه خارج وطنه.
تمكن جيل من حجز مقعده في التشكيل الأساسي للاتحاد، إذ شارك في ثلاث مباريات في 90 دقيقة كاملة في كل منها، وتمكن من تسجيل هدف وصنع آخر.
الهدف الذي سجله الأرجنتيني كان ضمن الأفضل في الجولة الـ16، إذ كان من تسديدة رائعة من وسط الملعب، أثبت من خلالها أنه لاعب صاحب حلول يفتقدها الاتحاد خلال الموسم الجاري، بجانب أنه أصبح حلقة الوصل بين نقل الدفاع والهجوم، ويمكنه نقل الفريق سريعًا للهجوم، وهي حلول قد تغير من شكل العميد على مدار الدور الثاني من الدوري.

بالانتقال إلى أنيس البدري؛ الجناح الأيمن التونسي الذي قادر فريقه السابق الترجي للتتويج بالبطولات، كان آخرها دوري أبطال إفريقيا 2019، فهو صفقة مميزة، لكن صاحبه سوء توفيق.
البدري مركز خطوة كبيرة على أي خصم حال اللعب على أطراف الملعب، لكنه حتى الآن شارك في مباراة واحدة مع الاتحاد، تم توظيفه خلالها في عمق الملعب، ليفقد خطورته ولم يظهر بمستواه المعهود، وإن كان قد أدى دوره بصورة مقبولة كونه مركز جديد عليه.
بعد هذه المباراة، تعرض التونسي لإصابة في التدريبات، ليغيب عن الملاعب لمدة ثلاثة أسابيع، في سوء حظ يرافقه في خطواته الأولى مع النمور، لكن بالتأكيد البدري صفقة رائعة، سيجني الاتحاد ثمارها فيما بعد.

الصفقة الثالثة برونو أوفيني؛ المدافع البرازيلي، الذي سبق له أن لعب للنصر السعودي لمدة ثلاثة مواسم، الاتحاد في حاجة له بعد رحيل المدافع المغربي مروان داكوستا، وهو ليس بغريب عن الدوري السعودي.
شارك أوفيني في مباراتين مع الاتحاد حتى الآن بشكل أساسي لمدة 90 دقيقة كاملة في كل منها، رغم بعض الأخطاء التي أُخذت عليه في المباراتين إلا أنه في مجمل أدائه فهو مدافع جيد، يجيد التمركز وتوقع الكرات والتعامل السريع.

الصفقة الرابعة ويلفريد بوني؛ مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي الأسبق، والذي لم يخض أي مباراة منذ يوليو 2019، بعد أن رحل عن سوانزي سيتي الإنجليزي ولم ينضم إلى أي نادٍ آخر.
صاحب الـ31 عامًا لم يجربه تين كات سوى في مباراة وحيدة لمدة 17 دقيقة فقط، لكن بالنظر إلى الموسم الماضي فقد شارك مع سوانزي سيتي والعربي القطري في 14 مباراة، سجل خلالها ستة أهداف.
لا يمكننا الحكم عليه حاليًا، خاصةً وأنه بعيد عن الملاعب لمدة سبعة أشهر، وهي فترة ليست بقصيرة، لكن بحسب تاريخه من المفترض أن يكون إضافة قوية لهجوم العميد، فقد كان قبل سنوات مهاجم يجيد التسجيل من أنصاف الفرص، لكن سننظر ماذا يخبئ في جعبته خلال المباريات المقبلة لجمهور الاتحاد.

الصفقة الخامسة والأخيرة هي الأغرب، فقد استعار الاتحاد مهاجم الفيصلي محمد الثاني لمدة ستة أشهر، وهو اللاعب الذي لم يخض أي مباراة الموسم الجاري، أما بالماضي فشارك في ثلاث مباريات بمجموع تسع دقائق بهم جميعًا!
صفقة لا يمكننا معرفة الهدف منها ولا تقييمها، ليس تقليلًا من اللاعب، لكن لم يحصل على فرصة في الفيصلي، فكيف للاتحاد وهو في وضعه الحالي أن يتعاقد مع لاعب غير جاهز بالمرة؟!
هذه الصفقات كلفت خزينة النادي الجداوي 2 مليون و300 ألف دولار فقط، فقد ضم أوفيني وبوني، بجانب السواط الذي سنؤجل الحديث عنه إلى الصيف المقبل، في صفقات انتقال حر، وهو بالفعل ذكاء من الإدارة في ظل الأزمة المالية الطاحنة التي يمر بها النادي.
لكن اللغز هنا أن الاتحاد مهما يتعاقد مع لاعبين يبقى المستوى دون تحسن، يبقى يصارع في مراكز الهبوط بجدول الترتيب، وما أثار استغرابنا أكثر هو التشيلي كارلوس فيلانويفا الذي رحل عن الاتحاد في يناير لينضم للفيحاء، وفي الوقت الذي تراجع به مستواه مع العميد بشكل ملحوظ، دفع الجماهير للمطالبة برحيله، على الجانب الآخر يتألق مع الفيحاء بصورة كبيرة ونجح خلال مباراتين شارك بهما في تشكيل هدفين.
من قبل ألمح المغربي مروان داكوستا قبل فسخ عقده مع الاتحاد أن النادي به شيء غير مفهوم لأحد، فعلى الإدارة أن تحل هذا اللغز وتحسن من الأوضاع الإدارية حتى ينعكس على روح اللاعبين وأدائهم في الملعب، وحتى تأتي هذه الصفقات المميزة بثمارها سريعًا.




