"هل فاز يوفنتوس بدوري الأبطال هذا العام؟ لا"، تلك صفحة ساخرة شهيرة على وسائل التواصل الاجتماعي تتابع الفشل القاري المستمر للسيدة العجوز منذ المرة الأخيرة التي رفع فيها الفريق ذات الأذنين في 1996، والذي بلغ ذروته في الأعوام الماضية.
بعد سنوات من الهيمنة المحلية المطلقة، كان المنطقي أن يُتوج يوفنتوس دورته بالتتويج الأوروبي، ولكن بعد أن اقترب بشدة مع ماسيمليانو أليجري وبلغ النهائي في مناسبتين ولكن خسر كعادته في اللقاء الأخير لدوري الأبطال، ازداد الوضع سوءاً بالمواسم الأخيرة.
أياكس في ربع النهائي ثم ليون وبعده بورتو وكلاهما من دور الستة عشر، نتائج لا تتناسب أبداً مع طموحات فريق بحجم يوفنتوس يسعى للتتويج بلقب دوري الأبطال ويطمح لزعامة القارة، وتطرح التساؤلات عما ينقصه لإتمام الأمر.
Getty/Goalلا يمكن إنكار العمل الجبار الذي قامت به إدارة أندريا أنييلي في إعادة إحياء البيانكونيري، صرف الأموال وأعاد الفريق لقمة الكرة الإيطالية، وأعاده أيضاً للواجهة الأوروبية في زمن وجيز، وجعله مستقراً اقتصادياً وصرف الأموال لدعمه باستمرار، ولكن مؤخراً فكر الرجل ذهب في اتجاه مغاير عما سبق.
أنييلي أصبح مهووساً بفكرة السوبرليج، جل وقته عبارة عن تصريحات تمهيدية لبنات أفكاره بإنشاء مسابقة تحل محل عقدته دوري الأبطال تقتصر فقط على كبار القوم رغم المعارضة الكبرى من الوسط الرياضي الذي تحول في الأيام الأخيرة حتى للسخرية من الرئيس كما فعلت "صن" التي أشارت إلى أن مالك يوفنتوس وخططه ووصفتها بالغباء!
Goal Ar/Gettyأخطاء أنييلي بدأت في الكثرة بالأعوام الأخيرة، أولاً رحيل ماسيمليانو أليجري والفشل في تعويضه وما تلى ذلك من خيارات خاطئة كساري وبيرلو، وسوق الانتقالات الذي أصبح مجرد معادلة للتغلب على قواعد اللعب النظيف أكثر منه وسيلة لتدعيم الفريق، وحتى الصفقة الأكبر ليوفنتوس في السنوات الأخيرة في صورة كريستيانو رونالدو أصبحت عبئاً ثقيلاً على الفريق.
التعاقد مع رونالدو بالأساس كان لكسر النحس مع الأبطال، ولكن ثلاث محاولات كانت كلها فاشلة بوجوده وأصبح الحديث عن أن البرتغالي لم يضف شيئاً ليوفنتوس منطقياً، الفريق لم يكن يحتاج لأهدافه ليفوز في إيطاليا، والآن يتحمل مرتبه الضخم في ظل أزمة عاصفة تضرب القطاع الرياضي ككل بسبب كورونا.
Getty Imagesيوفنتوس يبدو أنه ضل الطريق، حتى لو كان بإمكانه قلب الطاولة على إنتر في السيري آ وتحقيق لقبه العاشر، وحتى لو فاز بالكأس أمام أتالانتا، ولكن ذلك لن يكون كافياً لإخفاء الأخطاء الجسيمة لسياسات أنييلي التي تحتاج اعترافه بها وتصحيح المسار.
أولى القرارات يجب أن تكون التضحية برونالدو، اللاعب في السادسة والثلاثين ونعم يجذب الانتباه ليوفنتوس ويضعه تحت الضوء، ولكن الوضع المادي للنادي حالياً لا يتحمل راتبه الضخم، وفنياً الفريق قد يستفيد بتلك الأموال لسد احتياجاته في عدة مراكز، خصوصاً أن في غيابه قدم كرة قدم جيدة بعدة مناسبات.
اقرأ أيضاً .. "أجر كريستيانو المرتفع".. تفاصيل "العذر" الذي قد يمنع عودته إلى الريال
يوفنتوس يجب أن يفكر في المستقبل البعيد وليس فقط في تلك المدة المتعلقة بعقد رونالدو، الرهان على بيرلو قد يكون صائباً أو خاطئاً ولكن إذا أراد أنييلي له النجاح يجب دعم المدرب الشاب وليس انتظار سقوطه ثم ترك التبريرات بقلة خبرته تتحمل المسؤولية عن فشله، يجب دعم مشروعه ومساندته كما فعل ريال مدريد مع زيدان أو برشلونة مع جوارديولا.
خلال سنواته رئيساً ليوفنتوس كان أنييلي شاهداً على عدد لا يحصى من التتويجات بدوري الأبطال بحضوره الدائم للمباريات النهائية للبطولة، ولكن ولا مرة كان ناديه هو من يرفع الكأس ذات الأذنين، ولذا عليه أن يراجع نفسه ويسأل بعد كل تلك المحاولات والأموال المصروفة إذا كان الخلل نابعاً منه وإدارته أم فقط من مشاكل فريقه وقلة خبرة مدربيه.


