موقف لا يحسد عليه، حالة هي الأولى من نوعها وضع اتحاد جدة نفسه بها، فالآن ومع بقاء جولة وحيدة من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، العميد لا يعرف مصيره، هل يبقى في دوري المحترفين أم سنراه بالموسم المقبل في دوري الدرجة الأولى لأول مرة في تاريخه؟!
النمور قدموا موسمًا سيئًا على كافة الأصعدة، سواء إداريًا أو فنيًا أو من ناحية النتائج أو حتى سلوك بعض لاعبيه، حتمًا هو موسم للنسيان من تاريخ كيان الاتحاد العريق.
الاتحاد يسيطر .. أسوأ صفقات الموسم بالدوري السعودي
غدًا الأربعاء، في تمام الساعة الثامنة و35 دقيقة بتوقيت المملكة، لاعبو الاتحاد في مواجهة مصيرية أمام العدالة، على ملعب مدينة الأمير عبد الله بن جلوي الرياضية، ضمن الجولة الـ30 والأخيرة من الدوري المحلي.
كان أمام العميد فرصة حسم البقاء بالجولة الماضية إذا انتصر أمام النصر، لكنه خرج بنتيجة التعادل 1-1، لتبقى دقاق قلوب جماهيره في تصاعد يومًا تلو الآخر حتى موعد الغد.
عدة عوامل تؤكد صعوبة مواجهة العدالة، الذي هبط رسميًا إلى دوري الدرجة الأولى، فبخلاف أن لقاء الذهاب انتهى بالتعادل السلبي 0-0، فالنمور لا بديل أمامهم سوى الفوز بالغد كي يحسموا البقاء بأيديهم، دون انتظار نتائج المنافسين، فالتعادل يجعلهم تحت رحمة منافسيهم، الذين يصارعون الهبوط سواء التعاون أو الفيحاء أو ضمك، إذ لم يتبق سوى بطاقة بقاء واحدة بعدما هبط الحزم والعدالة رسميًا، أما الهزيمة فتعني هبوط العميد بشكل رسمي.
لكن ومن أهم عوامل صعوبة لقاء الغد، هو فقدان كتيبة البرازيلي فابيو كاريلي؛ المدير الفني للفريق الجداوي، لواحد من أهم لاعبيه ألا وهو المغربي كريم الأحمدي؛ لاعب وسط الفريق، أو "صمام الأمان" كما يحب جمهور العميد أن يُلقبه.
المغربي الذي هبط مستوى الكثيرون من حوله وبقى هو ثابتًا، رحل أجانب كُثر لعدم الحصول على مستحقاتهم المالية المتأخرة، ورفض هو الرحيل بطريقة مخزية لجماهير العميد، يسوء وضع ناديه، ويخرج هو مؤخرًا ليعلن شعوره بالراحة في الاتحاد وعدم تفكيره في أي شيء سوى إنقاذ الفريق من الهبوط وعودته لمكانته الطبيعية.
ماذا حدث عندما غاب الأحمدي عن الاتحاد في بعض مباريات الموسم الجاري؟ هل ينجح العميد في الهروب من الهبوط في غيابه؟ الأرقام تخبرنا..

الأحمدي خاض 25 مباراة بدوري الموسم الجاري بواقع 2296 دقيقة، سيطر خلالها على وسط الملعب، إذ مرر 1206 تمريرة، منها 1070 تمريرة ناجحة بنسبة وصلت إلى 88.72%، بينما لم تتعد تمريراته الخاطئة الـ136 تمريرة.
وسدد المغربي عشر تسديدات، لكنه تميز أكثر في التسديد من خارج منطقة الجزاء، إذ كان يلجأ له كحل فردي لفك النحس الذي يمر به فريقه، حيث سدد تسع تسديدات.
خلال الـ25 مباراة التي شارك بها صمام الأمان، فاز فريقه في ثماني منها، وتعادل في خمس، وخسر 12 مباراة أخرى، بمعدل 1.2 نقطة في كل مباراة، بينما سجل فريقه 36 هدفًا، واستقبلت شباكه 36 آخرين.
في المقابل، غاب لاعب الوسط عن أربع مباريات، لم يحقق فريقه الفوز في أي منها، بينما تعادل في ثلاث وخسر لقاء وحيد، بمعدل .8 نقطة في المباراة الواحدة، وسجل زملائه بهذه المباريات أربعة أهداف، واستقبلوا خمسة.
بالنظر إلى هذه الأرقام، فالاتحاد لا ينتصر في أي مباراة بالموسم الجاري غاب عنها الأحمدي، وإذا استمرت هذه القاعدة في لقاء الغد، فالأمور ستخرج من بيد يدي لاعبي العميد، إما تعادل ومصير في يد منافسيهم أو هزيمة وهبوط دون النظر لنتائج الفرق الأخرى.
فهل يحسم لاعبو الاتحاد بقائهم في دوري المحترفين في غياب واحد من أهم ركائز الفريق الأساسية أم سيطيح العدالة بآمالهم؟


