يبدأ النادي الأهلي السعودي نهاية الشهر الجاري مشواره في دوري أبطال آسيا 2020، إذ سيواجه الفائز بين لوكوموتيف طشقند واستقلال دوشنبه في الدور التمهيدي الأخير المؤهل لدور المجموعات.
وتنص قوانين ولوائح الاتحاد الآسيوي على السماح لكل فريق بتسجيل 4 لاعبين أجانب في قائمته لدوري أبطال آسيا على أن يكون أحدهم من داخل القارة.
هل سيعود ساتوس؟ هل هناك المزيد من الأجانب؟ الأهلي يرد
هذا الأمر يحرم الأندية السعودية من الاستفادة من خدمات لاعبيها الأجانب المسجلين في القوائم المحلية، إذ يسمح اتحاد كرة القدم السعودي لكل نادٍ بتسجيل 7 لاعبين أجانب.
يمتلك الأهلي 8 أجانب منهم 7 مقيدين في قائمته المحلية، هم المدافع إيرفين زوكانوفيتش والظهير الأيسر لوكاس ليما ولاعبي الوسط إلفيس ساريتش جوزيف دي سوزا والجناح يوسف بلايلي والمهاجمين عمر السومة ودجانيني تفاريس وصانع الألعاب ماركو مارين الذي ضمه النادي خلال سوق الانتقالات الشتوي الحالي.
معضلة كبيرة تُواجه المدير الفني كريستيان جروس في اختيار الأجانب الأربعة الذين سيُقيدهم في قائمته لدوري أبطال آسيا، من هم الأجانب الأنسب للفريق في آسيا؟ نحاول في التقرير الحالي الإجابة على هذا السؤال.
هناك عدة عوامل تلعب دورًا بارزًا في اختيار الأجانب الأربعة، أبرزها قيمة وجودة اللاعب الفنية ومدى الإضافة القادر على تقديمها للفريق، وشخصية وعقلية اللاعب وخبرته القارية والدولية، وعدم وجود بديل كفء له من اللاعبين المحليين، وأخيرًا تأثيره في هيكلية الفريق وتشكيله الأساسي.
أول الأسماء الثلاثة المستبعدة هو بالتأكيد المدافع زوكانوفيتش والذي ضمه الفريق في ميركاتو الصيف لكنه لم يُقدم المردود المقنع وكان هناك حديثًا كبيرًا حول رحيله خلال سوق الانتقالات الشتوي حال نجاح الإدارة في ضم مدافع جديد، لكن هذا لم يحدث.
الأكيد أن المدافع الذي سبق أن ارتدى قميصي سامبدوريا وروما في الدوري الإيطالي لن يُقيد آسيويًا كما تم استبعاده من القائمة المحلية.
على النقيض تمامًا، أول الأسماء المؤكد تواجدها في قائمة الأهلي لدوري أبطال آسيا هو المهاجم السوري عمر السومة، ليس فقط لمعايير فنية كثيرة بل لأنه اللاعب الآسيوي الوحيد في أجانب الفريق.
لكن هل العقيد هو الخيار الأفضل فعلًا؟ بالتأكيد.
السومة يمتلك من الجودة الفنية والشخصية القيادية والعقلية والخبرة الكبيرة في الأجواء الآسيوية ما يجعله الخيار الأول لجروس في قائمة الأهلي لدوري أبطال آسيا، بجانب أن الفريق بحاجة لمهاجم متقدم يُجيد استغلال أنصاف الفرص وهنا لا أحد يتفوق على العقيد السوري.
ضم السومة يعني التخلي عن دجانيني تفاريس في قائمة الفريق الجداوي القارية، إذ رغم أن مهاجم الرأس الأخضر يتمتع بالقدرة على اللعب خارج منطقة الجزاء وشغل عدة مراكز ضمن طريقة لعب 4-2-3-1 المتبعة من جروس، بجانب أنه هداف قوي ومفيد جدًا، لكن حاجة الفريق للاعبين في مراكز أخرى يجعل تواجده في القائمة صعب جدًا.
الأداء القوي والمقنع جدًا الذي قدمه ماركو مارين خلال الدقائق القليلة التي لعبها مع الأهلي في دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين السعودي فرضته بقوة على القائمة الآسيوية، خاصة أن الفريق لا يمتلك أي صانع لعب بديل وقد عانى كثيرًا من غياب هذا العنصر عن منظومته الهجومية هذا الموسم.
Twitter
لذا، لاعب تشيلسي سابقًا سيكون حاضرًا في قائمة الأهلي لدوري أبطال آسيا خاصة أنه يمتلك من الخبرة القارية والدولية ما يسمح له بالانسجام سريعًا مع الأجواء الآسيوية.
يوسف البلايلي هو لاعب لا يُمكن التخلي عنه في هيكيلية الأهلي ومنظومته الهجومية، إذ يُسيطر الجناح الجزائري على الجبهة اليُسرى في الفريق الجداوي ولا يستطيع أي لاعب آخر الوصول لمستواه القوي وتأثيره الواضح في الأداء الهجومي للأهلي، سواء من خلال صناعة الفرص أو تسجيل الأهداف أو تقديم التمريرات الحاسمة لزملائه.
لذا، بطل كأس أمم أفريقيا مع الجزائر في مصر عام 2019 يضمن بالتأكيد تواجده مع الأهلي في دوري أبطال آسيا 2020، خاصة أنه يتمتع بخبرة قارية كبيرة من خلال لعبه مع الترجي التونسي في دوري أبطال أفريقيا.
إلفيس ساريتش يُقدم أداءً جيدًا جدًا في وسط ملعب الأهلي، وما يُميزه أنه يُوفر للمدرب جروس مرونة تكتيكية كبيرة بقدرته اللعب في كل مراكز وسط الملعب، لكن مع هذا تبدو فرصة في الحضور ضمن قائمة الأهلي لدوري أبطال آسيا قليلة جدًا وشبه منعدمة، ذلك لأن الأفضلية هنا تميل لزميله في الوسط جوزيف دي سوزا المنسجم مع الفريق والأجواء القارية أكثر بحكم تواجده منذ الموسم الماضي.
المركز الرابع والأخير في قائمة الأهلي لدوري أبطال آسيا محصور بين جوزيف دي سوزا ولوكاس ليما، وبالتأكيد كان جروس يتمنى أن يكون قادرًا على ضم اللاعبين معًا لأن الاستغناء عن أحدهما صعب للغاية.
دي سوزا هو اللاعب الأهم في وسط الأهلي، هو "رمانة الميزان" كما يقال ومركز الثقل في الفريق، لا يُمكن أبدًا التخلي عن وجوده في التشكيل الأساسي ولا يوجد أي لاعب سعودي في الأهلي يستطيع تعويضه.
الأمر ذاته قد ينطبق على لوكاس ليما في الجانب الأيسر من الدفاع، فقد أضاف الكثير من الجودة لهذا المركز منذ انضمامه للأهلي بداية الموسم الجاري، خاصة بعد الأداء الكارثي من حسين عبد الغني في دوري أبطال آسيا 2019.
لمن يذهب اختيار جروس هنا؟ أعتقد أن الأفضل للأهلي هو دي سوزا لأنه الجزء الأهم في العامود الفقري للفريق، فيما ورغم أهمية ليما إلا أن تراجع الجودة في خانة الظهير الأيسر لن يمتلك نفس التأثير السلبي لفقدان لاعب وسط.
بجانب أن جروس قد يتخلى عن نقطة الضعف تلك في فريقه بتحويل طريقة اللعب لدفاع ثلاثي، وهنا لن يكون بحاجة لظهير أيسر .. لكن مهما كانت طريقة اللعب المتبعة، سيكون بحاجة ماسة لقائد قوي صاحب جودة وشخصية وعقلية في الوسط وهو ما يُوفره النجم البرازيلي.
خلاصة القول أن الرباعي عمر السومة وماركو مارين ويوسف بلايلي وجوزيف دي سوزا هم الأفضل للأهلي في دوري أبطال آسيا.
.jpg?auto=webp&format=pjpg&width=640&quality=60)
