الأهلي والزمالك السوبر المصريGettyImage

الخطر الأكبر .. كيف يستطيع الأهلي إيقاف هجمات الزمالك المرتدة؟

الهجمات المرتدة هي أخطر أسلحة الزمالك خلال الموسمين الأخيرين خاصة المنقضي حديثًا، إذ رسخ المدرب الفرنسي باتريس كارتيرون تلك الاستراتيجية في الأداء ولم يُغيرها خلفه جايمي باتشيكو.

تلك الاستراتيجية كانت أحد أهم أسباب تفوق الزمالك على الترجي و الأهلي هذا الموسم، وهي الخطر الأكبر على المارد الأحمر خلال مباراة  نهائي دوري أبطال أفريقيا  المنتظرة مساء الجمعة القادم على استاد القاهرة.

اقرأ أيضًا |  المرتدات وأنصاف المساحات وأبرز أسلحة الأهلي والزمالك الهجومية في نهائي القرن

الزمالك خاض جُل المباريات الكبيرة والصعبة هذا الموسم بأسلوب الدفاع الإيجابي، أي تنظيم الدفاع في نصف ملعبه جيدًا جدًا وتضييق المساحات والضغط القوي المتصاعد تدريجيًا كلما اقتربنا من منطقة جزائه، والاعتماد في الهجوم على التحول السريع والمرتدات الخطيرة.

ما يُميز هجمات الزمالك المرتدة ويجعلها خطيرة للغاية على أي فريق مهما كانت قوة دفاعه هي قلة عدد التمريرات المستخدمة فيها ودقتها وسرعة تنفيذها بين لاعبيه، بجانب وجود عناصر متنوعة المهارات الفردية وصاحبة جودة فنية عالية في الثلث الأمامي، وتواجد فرجاني ساسي في الوسط وهو قادر على نقل الكرة سريعًا.

الزمالك عامة يعتمد على استخلاص الكرة والتحول فورًا وسريعًا من الدفاع للهجوم، وتُنفذ الهجمة المرتدة ب ثلاثة أشكال مختلفة، والأمر يعتمد على  انتشار اللاعبين ووضعية الدفاع المنافس بجانب قرار اللاعب الأول الذي يبدأ التحول من الدفاع للهجوم.

الزمالك - الرجاءTwitter
  • تمريرة طويلة من طارق حامد أو فرجاني ساسي لأحد الجناحين، أحمد سيد زيزو وأشرف بنشرقي، ومن ثم تُترك لهم مهمة إنهاء الهجمة بالشكل الأفضل، سواء بانطلاقة في الطرف وتمريرة عرضية أو تمريرة بينية سريعة للعمق أو الدخول قطريًا لقلب الملعب، لكن يبقى أسلوب التمريرات العرضية هو المفضل.
  • انتقال الكرة بسلاسة وسرعة من صانع الألعاب المتأخر "فرجاني ساسي" إلى صانع الألعاب المتقدم "يوسف إبراهيم أوباما" ومن ثم تكون له حرية اتخاذ القرار التالي، إما بالتمرير للطرف أو العمق أو التقدم ومحاولة التسديد أو تنفيذ اختراق جماعي (تمريرة وان تو).
  • انطلاقة فردية سريعة من أحد اللاعبين أصحاب السرعة في الملعب، والحديث هنا تحديدًا عن عبد الله جمعة وأحمد سيد زيزو وأشرف بنشرقي ... الأول ظهير أيسر يتواجد في المناطق الدفاعية ولذا يستلم الكرة أحيانًا وينطلق فرديًا، فيما الجناحان يُحاولان المساعدة دفاعيًا وهو ما يجعلهما في مركز جيد لاستلام الكرة سريعًا والانطلاق في المساحة الفارغة.

الأهلي في الجانب المقابل يتحرك هجوميًا بتقدم شبه دائم للظهير الأيسر علي معلول مع الثلاثي الأمامي خلف المهاجم، مع تقدم لأحد محوري الارتكاز، عمرو السولية أو أليو ديانج، ويتقدم خط الدفاع قليلًا نحو منتصف الملعب.

المساحة في الطرفين خلف معلول وأمام محمد هاني هي الخطر الأكبر على دفاع الأهلي عند تعرضه للهجمات المرتدة من أي فريق كان، وذلك أحيانًا تعرض العمق لزيادة عددية من المنافس أو ضربه بتمريرة سريعة تضع خط الدفاع في مواجهة مباشرة مع مهاجمي الخصم.

ويبقى الخطر الأكبر على مرمى الأهلي هو التمريرات العرضية، سواء الأرضية أو الهوائية، لأن الدفاع الأحمر حتى الآن لم يستطع إيجاد الحل المناسب لتلك المشكلة الكبيرة.

ما الذي يجب عمله من الأهلي لتفادي خطر الهجمات المرتدة الزملكاوية والسيطرة عليها؟ عدة نقاط .. 

الزمالك والأهليZamalek Twitter

الضغط بقوة وسرعة لاستعادة الكرة عند فقدانها، والعمل بقوة وحرص على تقليل زمن بقاء الكرة مع الزمالك بعد فقدانها .. هذا الأمر سيمنح عملية التحول من الدفاع للهجوم في بدايتها ويقتل أي خطر، لكنها عملية صعبة وتحتاج لجاهزية بدنية عالية وسرعة بديهة في الانتشار والتمركز والضغط.

الانتباه جيدًا ليوسف أوباما في وسط الملعب، وأن يُبقي المحور الدفاعي غير المتقدم عينه على صانع ألعاب الزمالك حتى لا يستلم الكرة في مساحة جيدة، وإن حدث منعه من اتخاذ وتنفيذ القرار المناسب وإجباره على الوقوف وتأخير الهجمة بالعودة للخلف.

الرقابة القوية على أشرف بنشرقي وإيقافه مبكرًا وقبل أن يصل لمناطق الخطر، المهاجم المغربي هو أخطر أوراق الزمالك الهجومية وأفضل عناصره، ولذا السيطرة عليه وإخراجه من اللقاء يعني إبطال نصف قوة الأبيض الهجومية أو ما يزيد ... يجب التعامل بقوة وجدية مع بنشرقي عند استلامه الكرة وحتى استخدام الأخطاء التكتيكية إن لزم الأمر، بجانب رقابته جيدًا داخل منطقة الجزاء حين تكون الكرة في الجانب الأيمن، لأنه يُجيد اقتحام المنطقة والتحول لمهاجم متمركز يجيد الكرات الهوائية.

محاولة إيقاف التمريرات العرضية ومنع لعبها بدلًا من الاعتماد على المدافعين في إبعادها من منطقة الجزاء والدخول في معركة صعبة مع مصطفى محمد وبنشرقي وساسي، يجب الضغط بقوة خاصة على زيزو لمنعه من لعب التمريرة أو على الأقل إرهاقه حتى لا تخرج من قدمه بشكل سليم تمامًا.

الأهلي ومدربه بيتسو موسيماني عليهم إلغاء المساحة الخالية خلف علي معلول وأمام محمد هاني، وذلك بتثبيت ثلاثي للدفاع حين يتقدم الظهير التونسي ويحدث "الميل" في خط الدفاع لليسار، وكذلك منح الجناحين، حسين الشحات وجونيور أجايي، تعليمات للعودة سريعًا للواجب الدفاعي عند فقدان الكرة.

تنفيذ كل ما سبق يبدو صعبًا جدًا خاصة أمام مواجهة فريق قوي هجوميًا مثل الزمالك، لذا ربما من الأفضل حدوث ثبات نسبي في محوري ارتكاز الأهلي للواجبات الدفاعية وترك المهاجم الهجومية للثلاثي الأمامي، بحيث يتولى ديانج والسولية مهام رقابة أوباما والضغط القوي لاستعادة الكرة سريعًا، وكذلك تحرك أحدهما للطرف لإفساد انطلاقة الجناح الأبيض.

إعلان