أعلن الأهلي تعيين الصربي فلادان ميلويفيتش مديرًا فنيًا له ليخلف السعودي مازن بهكلي الذي قاد الفريق أمام النصر في الجولة الـ20 من دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين يوم الخميس الماضي كآخر مباراة له.
ميلويفيتش هو المدرب الخامس للأهلي هذا الموسم في الدوري السعودي، إذ كانت البداية مع ماركو برانكوفيتش ثم السعودي صالح المحمدي مؤقتًا ومن ثم إعادة كريستيان جروس، وبعد إقالته تولى زمام الأمور مازن بهكلي مؤقتًا حتى وصل المدرب الصربي.
نرى في عينه آسيا وسيفجر خزينة الإنجازات - ردود أفعال تعاقد الأهلي مع فلادان ميلويف
ومن المقرر أن يبدأ بطل صربيا مرتين مع ريد ستار مهمته في تدريب الفريق اليوم السبت بعد حصول اللاعبين على راحة يوم أمس الجمعة عقب التعادل مع النصر 2-2 والابتعاد بشكل كبير عن المنافسة على لقب الدوري السعودي.
ميلويفيتش أمامه 5 مشاكل رئيسية يجب أن يجد لها حلول في الأهلي وإلا لن يكون حاله أفضل من سابقيه، نستعرضهم معًا ..
1- الإصابات الكثيرة في الفريق.
عانى الأهلي طويلًا وكثيرًا من غياب لاعبيه هذا الموسم للإصابة، وقد تأثرت نتائجه بقوة بفعل غياب عدد من نجومه لمدة طويلة مثل عمر السومة وجوزيف دي سوزا ومحمد خبراني ومحمد العويس وغيرهم.
تلك المشكلة الكبيرة لابد لها من حلول سريعة ومفيدة، لابد من البحث عن أسباب تلك الإصابات الكثيرة خاصة أن العديد منها عضلية، مما يعني أنها إما نتيجة خطأ في الحمل التدريبي والبدني أو إهمال من اللاعبين في رعاية أنفسهم والحفاظ على صحة أجسادهم أو أخطاء طبية في التشخيص أو تسرع في العلاج.
فلادان مطالب بتشخيص تلك الحالة الصعبة للأهلي وإيجاد مكمن الخلل وتوفير الحل المناسب.
2- التخبط وعدم الاستقرار على الشكل الهجومي.
يمتلك الفريق الجداوي مجموعة من أفضل العناصر الهجومية في الدوري السعودي، السومة ودجانيني وبلايلي ومارين والمؤشر وغريب، لكن لا أحد قادر على خلق التوليفة الهجومية المناسبة للفريق حتى الآن.
تابعنا خلال بداية الموسم قصة اعتراض السومة على اللعب بجانب دجانيني وكيف أبعدها برانكو عن اللعب، ورأينا خلال الموسم ماركو مارين يلعب في كافة مراكز الهجوم دون أي استقرار، وشاهدنا المؤشر يلعب أحيانًا في القلب وأحيانًا أخرى في العمق.
لابد من الاستقرار على شكل محدد لهجوم الأهلي، منظومة هجومية واضحة المعالم يعلم كل عنصر فيها مهامه وأدواره جيدًا، يكون واضحًا خلالها من هي العناصر الأساسية ومن هي العناصر البديلة.
الوصول لتلك التوليفة سيمنح الفريق استقرارًا فنيًا والأهم ذهنيًا ونفسيًا ويجعل اللاعبين جميعًا قادرون على الانسجام معًا أسرع وأقوى مما يجعل الإنتاج الهجومي أفضل وأقوى ولا يعتمد على القدرات الفردية كما هو حاليًا.
3- مشاكل الإدارة والخلافات بين المسؤولين.
عانى الأهلي كثيرًا جدًا هذا الموسم من الخلافات بين أصحاب المناصب في إدارته، وقد دفع الثمن غاليًا بالابتعاد عن المنافسة على لقب الدوري رغم امتلاكه كل ما يلزم فنيًا لذلك.
صراع الإداريين انعكس بشكل واضح على الملعب، وما إقالة جروس وتعيين بهكلي ثم فلادان إلا دليل واضح على ذلك.
المدرب الجديد عليه أن يفصل الفريق بلاعبيه بمدربيه بإدارييه تمامًا عن مجلس إدارة النادي والمشرف العام على الكرة وجميع المسؤولين أصحاب المناصب العليا، عليه أن يأخذ الفريق لمنطقة لا وجود لصوت بها فوق صوت الملعب والأداء والنتائج، لأنه من هنا بدأت مشاكل الأهلي ومن هنا يجب أن يبدأ العمل على نهايتها.
4- إهدار الفرص السهلة.
الأهلي هو رابع فرق الدوري السعودي هذا الموسم من حيث عدد الفرص المحققة للتسجيل، إذ سنحت للاعبيه 46 فرصة أكيدة، لكن نسبة ترجمة تلك الفرص لأهداف لم تتجاوز الـ48%.
social mediaتلك النسبة تضعه السابع في قائمة الفرق الأفضل من حيث تحويل الفرص المحققة لأهداف، وما حدث أمام النصر يجعلنا نرى بوضوح تأثير تلك المشكلة على نتائج الفريق، إذ لو نجح السومة ورفاقه في استغلال فرصة من التي أتيحت لهم وقت تقدمهم بهدفين دون رد لحُسم اللقاء تمامًا لصالحهم.
فلادان عليه تطوير اللاعبين فنيًا وبدنيًا والأهم ذهنيًا ليمتلكوا ميزة التعامل الإيجابي مع الفرص السهلة، هنا نحن لا نتحدث عن فرص عادية بل فرص مؤكدة للتسجيل بنسبة 100%.
5- عدم القدرة على العودة في المباريات.
الفريق حين يدخل أرض الملعب يكون مستعدًا لجميع سيناريوهات اللعب، أن يُسجل أولًا أو يستقبل هدفًا مبكرًا أو يتعرض لنقص عددي أو غيره من الأحداث، حتى يستطيع التعامل معها جميعًا بالشكل المطلوب ... هذا الكلام مطلوب جدًا خاصة للكبار الذي لا يهدفون سوى للفوز والمنافسة، ومنهم الأهلي بالطبع.
حقيقة رقمية تقول أن الأهلي لعب 19 مباراة في الدوري السعودي هذا الموسم، نجح بالتسجيل أولًا في 8 مباريات فاز في 7 وتعادل في واحدة ولم يخسر .. حقيقة إيجابية جدًا.
الحقيقة الأخرى المعاكسة والسلبية كثيرًا تقول أن الأهلي استقبل الهدف الأول في اللقاء خلال 11 مباراة لم ينجح في العودة والفوز سوى في 3 فقط وخسر 6 مباريات وتعادل في 2.
فلادان مُطالب بالعمل على الجانب الذهني والشخصية هنا ليستطيع قيادة الفريق لتجاوز "أزمة" استقبال الهدف الأول، ولأن يُصبح قادرًا على العودة في النتائج وانتزاع الفوز والنقاط الكاملة.


