إصابة كارباخال وبديله .. هل أخطأ زيدان بالتخلص من أشرف حكيمي؟

الطبع دائمًا يغلب التطبع، ومهما تغيرت الأندية فمن الصعب تغيير الفلسفة أو إلغاء الهوية، هذا بالضبط ما حدث مع ريال مدريد.

النادي الملكي الذي امتلك عددًا من المواهب الشابة في مركزي الظهير الأيمن والأيسر وبدلًا من الاعتماد عليهم قرر التخلص منهم، يجد نفسه في أزمة حقيقية قبل أيام فقط من عودة دوري أبطال أوروبا وبداية الضغط الحقيقي في المسابقات الأوروبية.

دانييل كارباخال تعرض للإصابة تلاه بديله ألفارو أودريوزولا وأصبح ريال مدريد دون ظهير أيمن ولديه مواجهات صعبة في البطولة الأوروبية أبرزها لقاء ضد إنتر وكذلك الكلاسيكو أمام برشلونة.

ومن سخرية القدر، أنّ إنتر يمتلك أحد أفضل اللاعبين الشباب في مركز الظهير الأيمن وهو أشرف حكيمي الذي تخلى عنه ريال مدريد "لأسباب اقتصادية".

هل أخطأ ريال مدريد بالتخلي عن أشرف حكيمي؟ وهل كان اللاعب يستحق مركزًا أساسيًا حتى على حساب كارباخال؟

التفوق الهجومي والدفاعي

Getty

أشرف حكيمي تألق كثيرًا في مركز الظهير سواء في الجهة اليمنى أو اليسرى ولكن إبداعه الأكبر جاء في خطة لعب تعتمد على ثلاثي في الدفاع.

اللاعب سجل الموسم الماضي 5 أهداف في الدوري الألماني و4 في دوري أبطال أوروبا وصنع 10 أهداف، صحيح سجل 6 أهداف وهو يلعب كجناح خلفي أكثر منه ظهير، لكنّه أيضًا سجل 3 أهداف في مركز الظهير.

بينما كارباخال لم يسجل سوى هدف وحيد وصنع 8 فقط خلال الموسم الماضي، مما يعني أنّ أشرف تفوق عليه لو وضعناه فقط في المباريات التي لعبها كظهير.

أما دفاعيًا، فربما يتفوق داني قليلًا على أشرف حكيمي سواء في معدل استرجاع الكرة أو التشتيت أو الاعتراض لكن الفارق ليس كبيرًا بالشكل الذي يجعل الإسباني أفضل بمراحل.

فيما يتعلق بصناعة اللعب والمساهمة في توزيع الكرات، نجد تفوق كاسح لأشرف حكيمي بنسبة تمريرات أكبر في الثلث الهجومي بلغت دقتها 78.3% كما أنّ المغربي مراوغ بارع وقام بـ72 مراوغة ناجحة في البوندسليجا الموسم الماضي مقابل 25 فقط لكارباخال في الليجا.

أشرف حكيمي حتى أفضل فيما يتعلق باللعب النظيف فلم يتسبب سوى في 24 مخالفة ولم يحصل سوى على 5 بطاقات صفراء مقارنة بكارباخال الذي ارتكب 42 مخالفة وحصل على 11 بطاقة صفراء.

رونالدو يكتسح الجميع وأشرف حكيمي في القائمة .. أعلى رواتب الدوري الإيطالي

وما الحل؟

Getty

بما إن ريال مدريد خسر بالفعل أشرف حكيمي، فإنّه في أزمة حقيقية فيما يتعلق بالجهة اليمنى لأن الاسم الوحيد القادر على شغل هذا الدور هو ناتشو، وهو اللاعب الذي حاول الملكي التخلص منه في سوق الانتقالات لكن لم يتمكن من ذلك.

ربما يضع زيدان لوكاس فاسكيز في مركز الظهير، ولكنها خطة لا تصلح أبدًا على المدى الطويل أو في المباريات الكبيرة، وحتى اللاعب لم يكن جيدًا سوى كبديل في مركز الجناح ليقوم بمهمة محددة هي فتح عرض الملعب، ومستواه في تراجع منذ 2018 ونقله لمركز آخر لن يكون مفيدًا له أو للفريق.

خيارات زيدان محدودة في هذا الصدد، وأي خيار متاح الآن فهو حل طارئ يجعل الفريق دائمًا في حالة قلق أمام أي منافس يجيد اللعب على الأطراف.

الأزمة الأكبر أنّ أكبر منافسين ريال مدريد في الفترة المقبلة يجيدون اللعب على الأطراف أو بالتحديد في الرواق الأيمن، فبرشلونة خلال المباريات الماضية كان يلعب بصورة مميزة في جهته اليسرى بوجود ألبا وفاتي ويميل عليهما دي يونج.

أما إنتر فهو يفضل دائمًا الاعتماد على الأطراف ويمتلك الأسماء القادرة على ضرب دفاعات ريال مدريد.

باختصار، زيدان في أزمة حقيقية، وأي حل لن يكون كافيًا ليقف الفريق على قدمه ويطور اللعب من على الطرف الأيمن!