Isaac Lihadji GFXGetty/Goal

إسحاق ليهادجي: مُتمرد مارسيليا الموهوب يُسيل لُعاب برشلونة

بدأ "تأثير جادون سانشو" يُفتح وعي المواهب الشابة في مستقبلها، وهي مسألة يتعين على أكاديميات كرة القدم في جميع أنحاء العالم التعامل معها.

منذ أن رحل الدولي الإنجليزي عن مانشستر سيتي وانفجرت موهبته مع دورتموند في الموسم الماضي، بدأ اللاعبون الشباب في جميع أنحاء العالم بتقييم مسيرتهم والرغبة في القفز إلى الفريق الأول.

ومن المتوقع أن يرحل عدد كبير من المواهب مجانًا في نهاية عقودهم الأولى على مدار العقد المقبل، وبعضهم قد يرحل بأرقام قد تصل للملايين، وفي الأخير الأندية الأساسية هي التي قد تخسر.

تتوجه أصابع الاتهام بشكل أساسي إلى سانشو بأنه من بعده أصبح اللاعبون ووكلاؤهم يتخذون من الأندية رهائن لمطالبهم في عمر مبكر لم يسبق له مثيل.

من بين هذه الحالات اللاعب إسحاق ليهاجي وناديه مارسيليا، فرغم أن اللاعب قد وصل لمستوى الفريق الأول وبدأ يرسخ أقدامه، لكن يبدو أن وقته مع النادي الفرنسي سيصل إلى نهايته هذا الصيف، حيث تُهيمن الخلافات حول عقده.

ولد ليهادجي في مارسيليا، وتوفى والده عندما كان عمره 9 سنوات فقط.

تحسس اللاعب خطواته الأولى في عالم كرة القدم مع نادي سيبتيم لي فالون، وهو النادي الذي لعب فيه زين الدين زيدان في شبابه قبل أن يشق طريقه نحو النجومية وتاريخ كرة القدم.

وقال صلاح نصري رئيس النادي لصحيفة أكتوفوت عن اللاعب الشاب "لم يكن لديه ناد ولا فريق. في ذلك الوقت لم يكن أي شيء خارج عن المألوف. لقد لعب بنفس الطريقة التي لعبها مع الآخرين. ثم، بفضل تدريبنا، تقدم وكشف عن نفسه بمرور الوقت. صعد بسرعة كبيرة، ولكن في البداية لم يكن لديه كل شيء. وبعد ذلك انفجر".

ربما هناك راقبته عيون مسؤولي برشلونة الذي وصل به الاهتمام الي جعله يخوض حصة تدريبية خلال إجازته من المدرسة. لقد كان على الانتقال إلى كتالونيا، لكنه عانى من كسر في الساق في نوفمبر 2013 بعد لعبة مشتركة مع حارس للمرمى أجهض هذا الحلم.

وقال مايكل زامورا، وهو من كشافة برشلونة الذي نبههم إلى موهبة ليهادجي، لصحيفة "ليكيب" الفرنسية "لو لم يتعرض لكسر في الساق، كلن سيكون في برشلونة".

وأضاف نصري "لقد حلم بالذهاب إلى برشلونة وبكى. كان علينا أن نجعله يفهم أن الأمر مجرد مسألة وقت وأنه إذا حدث ذلك، فسيحدث ذلك. هدفه واضح - إسحاق يريد أن يلعب في أحد الأندية الأوروبية الخمسة الكبرى".

وتحصل مارسيليا على خدمات للاعب وهو في الرابعة عشرة من العمر، ومنذ ظهور الشقيقين جوردان وأندريه آيو، لم يحظ بطل الدوري الفرنسي 10، بموهبة بارزة من أكاديميته، لذلك عندما ظهر ليهادجي كانت الصخب كبيرًا بموهبته.

أثارت قدرات اللاعب إعجاب مدرب مارسيليا الجديد أندريه فيلاش بواش في مرحلة التحضيرات، وحصل على ظهوره الأول مع مارسيليا في 24 سبتمبر 2019 عندما شارك من على مقاعد البدلاء للعب في الدقائق الـ 12 الأخيرة ضد ديجون. بعد أسبوعين، عاد إلى أرض الملعب لمدة 11 دقيقة كبديل ضد أمين.

وقال ليهادجي في حديث مع ليكيب بعد ظهوره الأول في الفريق الأول لكرة القدم "أدرك تمامًا درجة الترقب المنتظر لما سأقدمه لكن يجب أن أكون حريصًا على أن لا أتعثر في خطواتي. سأفعل ما هو ضروري لجعل الناس فخورين، المدرب أعطاني الكثير من النصائح وهدفي أن أكون لاعبًا أساسيًا في مارسيليا".

Isaac Lihadji Marseille 2019-20Getty Images

سافر اللاعب إلى البرازيل كجزء من تشكيلة فرنسا لكأس العالم تحت 17 عامًا ولعب دورًا محوريًا في إيصال منتخب بلاده نصف النهائي، حيث سجل ثلاثة أهداف وقدم اثنين من التمريرات الحاسمة في الوقت الذي خرج فيه المنتخب الفرنسي على يد البطل لاحقًا وصاحب الأرض نظيره البرازيلي.

عند عودته من البطولة بدأت المحادثات بشأن أول عقد كبير للاعب، ولكن سرعان ما أصبح واضحًا أن الطرفين متباعدين بعض الشيء في مفاوضاتهما.

في 24 نوفمبر، ظهر ليهادجي على مقاعد البدلاء في مباراة مارسيليا خارج ملعبه أمام تولوز، لكن لم يُطلب منه القيام بأي دور، على عكس لاعب الأكاديمية الآخر مارلي أك - لاعب خط وسط، على الرغم من موهوبته، لا يعتبر في نفس مستوى زميله الشاب، وبطل حلقتنا.

وقالت فيلاز بواس في مؤتمر صحفي في وقت لاحق من هذا الأسبوع "أنا في انتظار توقيعه على العقد لمنحه بعض الوقت في اللعب، لذلك أمام تولوز فضلت الدفع بمارلي في الدقائق الأخيرة".

وتابع" في الوقت الحالي يُمكنني الاستفادة من وجود ليهادجي، لكن لماذا؟ هل لتجهزيه لموناكو أو لباريس سان جيرمان، ما الفائدة التي ستعود على ناديه الذي طوره؟ أنا أدافع عن مصالح النادي، آك لديه مستقبل هنا وليهادجي لا.. لذلك اعتمدت على آك".

كانت تلك المباراة في تولوز هي آخر مرة شوهد فيها ليهادجي بقميص مارسيليا، وربما تكون الأخيرة، حيث زعمت تقارير في أوائل يناير أن المفاوضات انتهت بين اللاعب وناديه، وبالتالي سيكون حرا في الرحل في نهاية الموسم الحالي.

Isaac Lihadji GFXGetty/Goal

قضية اللاعب جعلت رئيس مارسيليا جاك هنري إيرود يصرح قائلاً بشأن وضعية الأكاديمية ورحيل بعض المواهب "تطوير الأكاديمية هو أمر  في صميم استراتيجيتنا، حتى نوضح للشباب البالغ من العمر 16 أو 17 عامًا أن لديه فرصة غير عادية للعب وارتداء ألوان مارسيليا".

وتابع "لذلك أريد بشدة أن يُظهر هؤلاء الشباب رغبتهم وعزمهم وتقديرهم واحترامهم لهذا النادي والقميص الذي يرتديه. وبدون هذه المعايير، لن يكون هناك مستقبل في أولمبيك مارسيليا عندما تكون لاعبًا شابًا".

وسرعان ما ارتبط اسم ليهادجي، المتميز باللعب على الجناح الأيمن مع قدرة على اللعب في العمق، بأندية كبيرة مثل مانشستر يونايتد، آرسنال، بوروسيا دورتموند، توتنهام،  حتى أن هناك تقارير تشير إلى أن برشلونة قد يعود للاعب الذي كاد يوقع معه تقريبا منذ أكثر من ست سنوات.

 أيا كان النادي الذي سيفوز بموهبة ليهادجي فسيكون لديه موهبة مميزة في صفوفهم، لكن قصة اللاعب باتت تعني تغير تفكير اللاعبين الشباب ورغبتهم في الوصول للفريق الأول، وعدم الانتظار طويلاً.

إعلان