18 يونيو 2019م، اليوم الذي تغيرت بعده حياة أنمار الحائلي وعلاقته بجمهور نادي اتحاد جدة، إذ تم تنصيبه رئيسًا للنادي الجداوي بالتزكية بعدما كان مرشحًا وحيدًا في الانتخابات، ليتسلم مفتاح النادي الغربي من سلفه لؤي ناظر، لكن لم تأتي الرياح بما تشتهي السفن..
الحائلي عُرف على مدار سنوات أنه من أكبر الداعمين لاتحاد، فهو الذي قدم دعمًا مقداره 50 مليون ريال في ست سنوات فقط، موزعة بين مكافآت وتكفل بصفقات جديدة للفريق، ليتكلل كل ذلك في عام 2017 باختيار رئيسًا مؤقتًا للنادي بعد تصويت طرحته الهيئة العامة للريا ضة عبر موقعها الإلكتروني.
ما بناه صاحب الـ33 عامًا على مدار سنوات، هُدم خلال أشهر قليلة، أشهر قليلة لم تُكمل عامًا كانت كفيلة بتوتر العلاقة بين أحد أكبر الداعمين للعميد سابقًا ورئيسه الحالي وبين الجمهور.
عبارات الانتقاد للحائلي لا يوجد أكثر منها عبر صفحات الجرائد وعلى ألسنة النقاد الرياضيين، بالإضافة إلى الجمهور الذي يطالبه بالاستقالة بين الحين والآخر، حتى قدامى العميد لم يخرجوا من هذه الدائرة.

"ضعف الخبرات الرياضية للإدارات المتعاقبة، هذه هي المشكلة التي تورط فيها الاتحاد، الإدارة الحالية لا علاقة لها بالكرة، ولا تملك علاقة جيدة بالاتحاديين، لا تعرف الاتحاديين الكبار، هم لا يعرفونهم وهذه مشكلة من المشاكل التي تواجه النادي، وهم يعرفون أنهم لا يفهمون الكرة وماذا تحتاج"، هذه أحد التصريحات على سبيل المثال لا الحصر، التي قيلت خلال الفترة الماضية عن الحائلي، قالها مدني رحيمي؛ لاعب الاتحاد وإداري الفريق الأسبق، في حواره مع صحيفة "الرياضية".
حقًا؟ هل على الاتحاديين الكبار أن يعرفوا الإدارة كي يدعموا ناديهم في عز أزمته؟ هل ينتظرون دعوة حتى يتدخلوا لإنقاذ ما يرددون أنه بيتهم؟، لماذا لا نرى أيٍ منهم حتى يحضر المران لدعم اللاعبين معنويًا فقط وتوجيه النصائح لهم، حتى ولو من باب رد الجميل لناديهم دون أن يكونوا على علاقة بمجلس الإدارة؟، الاتحاد للموسم الثاني على التوالي يصارع في المراكز الأخيرة بجدول ترتيب الدوري السعودي، ولم نسمع صوت أيٍ من نجومه القدامى باستثناء محمد نور، دائم الحضور للمباريات من المدرجات والحصص التدريبية.
أين النجوم القدامى؟ أين أعضاء الشرف؟، أين كل من للاتحاد جميل عليه من الأزمة المالية التي يمر بها؟، صرح الحائلي من قبل أن أعضاء الشرف لا يدعمون النادي من فترة بعيدة، فما هو دورهم إذًا؟!، أين كنتم وقتما كان يفسخ اللاعبون الأجانب عقودهم واحدًا تلو الآخر، لعدم حصولهم على مستحقاتهم المالية؟!
إدارة تحارب الأزمات وحيدة، مجلس ترشح بمفرده للانتخابات وقرر تحمل مسؤولية الاتحاد في فترة صعبة، رفض عديد من مسؤولي العميد تحمل المسؤولية بها، لكنهم حتى لم يدعموا الإدارة لتنجح!، فقط انتقادات واتهامات، والاتحاد هو الضحية.
لست مع طرف ضد آخر، ولست معنية بالدفاع عن أنمار الحائلي، لكن يصعب عليّ رؤية الاتحاد يعاني، وهو أحد أعرق الأندية السعودية والعربية، والجميع يكيل الاتهامات لمجلس الإدارة فقط دون وجود أي أطراف داعمة.
فيا مسؤولي الاتحاد، يا نجومه القدامى ويا أعضاء الشرف! استقيموا يرحمكم الله، اتحدوا من أجل كيان العميد، حتى يعود النمور كما عهدناهم، حتى يخرج الاتحاد واقفًا من كبوته الحالية.


