هل كتب نابولي الفصل الأخير في مسيرة أنشيلوتي؟

تعادل نابولي مساء السبت أمام ضيفه جنوى سلباً، ليخرج لاعبو الفريق من ملعب "سان باولو" على وقع صافرات الاستهجان التي طالت اللاعبين والمدرب كارلو أنشيلوتي بعد واقعة التمرد الأخيرة على قرارات الإدارة، ورفض الدخول في معسكر مغلق.

أزمة نابولي الأخيرة بين اللاعبين والرئيس أوريليو دي لاورنتيس غطت بشكل كبير على التراجع الفني الذي يعيشه البارتينوبي هذا الموسم تحت قيادة أنشيلوتي، والفارق الكبير الذي أصبح بين هذا الفريق وذاك الذي كان يمتع وينافس على السكوديتو مع ماوريتسيو ساري.

نابولي هذا الموسم، ورغم تعدد الأسماء والنجوم، ولكن يبدو فريقاً بلا حلول وممل، يتناقل الكرة بكثرة في وسط الميدان وكأن اللاعبين لا يعرفون ماذا يفعلون بها، وافتقد الانسيابية واللعب السريع الذي ميزه في فترة ساري.

أصابع الاتهام تتجه نحو أنشيلوتي الذي أخذ فريقاً كان ينافس يوفنتوس ويقارعه أسبوع بعد الآخر، ولكن في عامه الثاني اتسع الفارق بشكل هائل بين الناديين، وبدا أن نابولي رويداً رويداً يخطو بعيداً صراع الدوري.

تراجع أنشيلوتي لم يبدأ فقط في نابولي، ولكن قبلها في بايرن ميونخ حيث وقع إقالته للمرة الأولى في مسيرته بعدما رفض عملية التجديد للفريق البافاري، وكلفه اعتماده الزائد على الحرس القديم منصبه مع الفريق الألماني.

في ألمانيا، بدا أن أنشيلوتي بدأ يفقد سيطرته على الفريق والنجوم، الأمر الذي لم يكن معتاداً في تجاربه السابقة، سواء في ميلان، ريال مدريد، تشيلسي، أو بي إس جي، وهو الذي عُرف عنه مسايسة كبار اللاعبين والانسجام معهم نظراً لخبراته السابقة كلاعب.

وعندما اختار أنشيلوتي التوقيع مع نابولي تعجب الكثيرون لما مدرب بتاريخه وسجله الكبير يعمل في نادي مثل نابولي، ربما الفريق من الأفضل في الساحة الإيطالية بالسنوات الأخيرة ويملك مشروعاً طموحاً، ولكن لا يتناسب مع اسم بحجم كارليتو، فبدا الأمر وكأن أنشيلوتي زهد التدريب، ولا يمانع خوض مغامرة مختلفة.

بدا أنشيلوتي غير مبالياً لتراجع مستوى نابولي في عامه الثاني، ولم يمانع في الأول الحلول ثانياً خلف يوفنتوس بفارق كبير، ووداع الدوري الأوروبي بشكل مخجل أمام أرسنال، وهو الذي تعود على منصات التتويج، وحتى في أزمة الفريق الأخيرة لم يعط اهتماماً كبيراً لتعليمات رئيسه دي لاورنتيس الذي دافع عنه قبل أيام في أزمته مع حكم لقاء أتالانتا، وتجاهل حتى حضور المؤتمر الصحفي للقاء سالزبورج، كما لم يتدخل لنزع فتيل الأزمة بين اللاعبين والإدارة.

Getty

نابولي حالياً يجلس سابعاً بفارق يتعدى العشر نقاط عن القمة بعد فقط 12 جولة، وبدأ الحديث عن احتمالية إقالة أنشيلوتي، وفي حال حدوث الأمر، هل تكون نهاية مسيرة تدريبية حافلة للإيطالي بعد العثرات الأخيرة، أم يكون نجم ميلان وروما السابق قادراً على إيجاد الشغف وإعادة إحياء مشواره اللامع؟