عند تولي أليكساندر تشيفيرين قيادة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في 2016 خلفاً لميشيل بلاتيني عقب فضيحة الأخير توسم الكثيرون فيه خيراً، رجل لم يلعب الكرة وليس محسوباً على أحد القوة العظمى ومحامي قانوني قد يعيد النظام والهيبة ليويفا من جديد.
ولكن الأيام الأخيرة أظهرت وجهاً مغايراً للسلوفيني عن المعتاد، الرجل الذي دوماً بدا هادئاً وتصريحاته موزونة انفجر وبدأ يظهر ويتكلم بأسلوب غير المعتاد جعل البعض يتساءل أيهما هو الوجه الحقيقي له.
اتهامات بالخيانة والسرقة، وسخرية لاذعة من العقول المدبرة للسوبرليج، ووعيد بأقصى العقوبات لهم، مع ثناء على من سانده ووقف معه أمام المخطط المطروح من قبل تلك الأندية لإحداث ثورة في عالم كرة القدم.
اقرأ أيضاً .. خصم نقاط وتقليص قوائم .. عقوبات أكثر منطقية لفرق دوري السوبر الأوروبي!
الآن بدأت الانتقادات والحديث يكثر بحق تشيفيرين، ومن كان يُنظر له كمنقذ لكرة القدم الأوروبية أصبح في نظر البعض مجرد منافق جديد مثل البقية قبله مثل بلاتيتي وبلاتر وغيرهم ممن حكموا الكرة السنوات الأخيرة.
رئيس للإصلاح أم للتربح؟
Goal Ar/Gettyفي انتقاداته لتشيفيرين، أشار رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز إلى راتب السلوفيني وجهله به، وسط حديث عن زيادة خلال الموسم الماضي رغم تبعات فيروس كورونا والخسائر الاقتصادية الضخمة.
وبحسب "APA"، راتب الرجل بلغ 2.19 مليون يورو في العام، بزيادة تقارب 450 ألف يورو عن سابقه، مبلغ ضخم من رجل يتحدث عن أن اتحاده يصرف 90 بالمائة من أمواله لتمويل الاتحادات الفقيرة وتطوير اللعبة والكرة النسائية.
ألم يكن أحرى بمن يروج لقواعد اللعب النظيف أن يكون هو أول من يطبقها، وفي الوقت الذي يعاني الجميع مادياً من آثار الجائحة، وأن يكون هو أول من يخفض راتبه وليس رفعه بما يعادل الربع؟!
قواعد اللعب النظيف للبعض فقط
Emojimediaلم يكن تشيفيرين هو من أصدر قواعد اللعب النظيف في 2011 بل سابقه بلاتيني، ولكن إدارته هي من شددت الخناق عبر القانون على أندية القارة العجوز بحثاً عن العدالة والمساواة بين الجميع.
تلك العدالة والمساواة كان لها استثناءات، باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي أبرزها، ناديان يعرف الجميع مصدر دخلهما بكل وضوح وكم الأموال التي تضخ بعيداً عن أرباح النادي، مما يعد مخالفة صريحة للقانون.
العقوبات بحق الثنائي كانت أشبه بالعتاب مقارنة بما تعرضت له بقية الأندية وحجم الخسائر التي تكبدوها، ومنها أندية مثل إنتر وميلان، لتكون المحصلة أن المشروع أصبح في طريقه للزوال بعد صعوبة التطبيق.
الكيل بمكيالين
Gettyالبعض أشار إلى نفاق تشيفيرين الواضح بعد تعيينه الثنائي كارل هانز رومينيجه، مدير بايرن التنفيذي، وناصر الخليفي، رئيس بي إس جي، في المناصب الأعلى عقب عاصفة السوبرليج.
رومينيجه وناديه كانا محط سخرية بعد أن انتقدا جشع الأندية الأخرى بينما دفع بايرن مبلغاً هو الأعلى في التاريخ للتعاقد مع مدربه الجديد، بينما أشار آخرون مجدداً إلى خروقات باريس في قواعد اللعب النظيف، وتغاضي تشيفيرين عن الحديث بخصوص الخروقات من اللجنة المنظمة لمونديال قطر 2022 رغم حديثه المستمر عن سعيه للعدل الشامل.
محامي جنائي برتبة متهم
الأسابيع الأخيرة كانت عاصفة لعالم كرة القدم، مشروع السوبرليج كشف مساوئ الكثيرين في عالم كرة القدم والجشع الذي تحدث عنه تشيفيرين ورفاقه، ولكن أزاح الغطاء أيضاً عن الوجه الحقيقي لرئيس يويفا.
من وصف نفسه بالمحامي الجنائي الذي شاهد الكثير في عمله وأنه كان ساذجاً ليخدع من قبل أنييلي والبقية أظهر بكثرة حديثه وظهوره الإعلامي المتكرر وتصريحاته بأنه لا يقل شراً عن هؤلاء الذين خططوا للسوبرليج.
اقرأ أيضاً .. تشيفيرين عن أنييلي: أُفضل السذاجة عن الكذب و وبيريز يريد رئيس تابع وخاضع
Getty/Goal compositeمشروع دوري الأبطال الجديد ليس إلا وسيلة لزيادة الأرباح، ولا يختلف كثيراً عن السوبرليج، عدد أكبر من المباريات، ومقاعد مضمونة للكبار بحسب التاريخ، دون أي أخذ في الاعتبار للاعبين والضغط الذي سيتعرضوا له.
نفس الشخص واتحاده هم من سحبوا تنظيم يورو 2020 المقبلة من عدة مدن بسبب عدم القدرة على اللعب بحضور جماهيري رغم استمرار جائحة كورونا، إذ أصبح البحث عن المكسب أهم من الصحة العامة ولا عيب في التستر وراء حجة أن لا متعة دون جمهور.
في العصور الوسطى خرجت الحملات الصليبية من أوروبا رافعة شعار الدين لإخفاء الهدف الرئيسي من ورائها، والآن تشيفيرين مثلها يضع قناع الفضيلة وإنقاذ كرة القدم، ولكن السوبرليج ليج أسقطت ورقة التوت وكشفت أنه مثله مثل كل من سبقوه، رجل واقع تحت سطوة المنصب والسلطة، وأن الأموال، ليس الكرة، هي المحرك الرئيسي لكل تحركاته.
