Bayern MunchenGetty

أزمة الدفاع في بايرن ميونخ.. فلسفة "طائشة" ومجاملات "فارغة" من فليك!

بعد أن هيمن بايرن ميونخ على قارة أوروبا في موسم 2019-2020، بدأت الأزمات تظهر بصورة جلية في الموسم الجديد، وربما تبلورت بصورة أكبر خلال الهزيمة غير المتوقعة من بوروسيا مونشنجلادباخ بثلاثية رغم تقدم البافاري بهدفين نظيفين بعد مرور 25 دقيقة فقط.

بدأت الأنظار تتجه نحو هانزي فليك وكتيبته بعد هذه الهزيمة التي تُعد الثانية له على صعيد البوندسليجا هذا الموسم، والتي أتت رفقة انخفاض حاد في المستويات حتى وإن لم يُترجم ذلك بالصورة الموازية مع النتائج.

النقطة التي برزت بصورة أكبر في الانتقادات التي وُجهت إلى فليك كانت خط دفاع بايرن ميونخ، وهي شكوى قديمة تواجدت حتى خلال موسم الثلاثية، إلا أن الأزمة بدا وكأنها بدأت تتضخم بدلًا من أن يجد لها المدرب العملاق حلًا ويُنقذ ما يمكن إنقاذه قبل استكمال مشوار الدفاع عن اللقب الأوروبي في شهر فبراير المقبل.

ومن أجل حل الأزمة، ينبغي في بداية المطاف أن نضع أيدينا على الأسباب التي أدت إلى بروزها بهذا الحد، ومن ثم يمكننا طرح الحلول المثالية للانتهاء منها.

الحذاء الذهبي 2020-21: صلاح، ميسي ورونالدو وهدافي الدوريات الأوروبية

الضغط العالي

Robert Lewandowski Bayern Munchen 2018Getty Images

من المفهوم أن فليك يواصل انتهاج طريقته المحبذة وهي الضغط العالي بكافة الخطوط وتقديم الدفاع إلى ما بعد منتصف الملعب في بعض الأحيان، خطة أثبتت نجاحها من قبل، إلا أنها سلاح ذو حدين دائمًا وأبدًا.

مع حفظ الأندية للطريقة التي يلعب بها بايرن ميونخ، بات الجميع يقابل البافاري بطريقة واحدة مكررة وذكية وهي الاعتماد على لاعبين يمتازون بالسرعة في عمق الهجوم، والتركيز في المقام الأول على الهجمات المرتدة.

الأزمة بسيطة للغاية، بايرن يقدم دفاعاته بصورة مبالغة فيها، الأندية تلعب على السرعات، النتيجة انفرادات كثيرة جدًا منقذها الوحيد يكون مانويل نوير، تمامًا كما كان الحال تحديدًا في مباراة ماينتس.

أزمة الضغط العالي تكمن فيما بين تقديم الدفاعات وانهيار اللياقة البدنية للمدافعين في الكثير من الأحيان، أمر نتيجته كانت كوارث دفاعية بأتم معاني الكلمة.

انخفاض مستوى المدافعين

2021-01-12-alaba(C)Getty Images

ليست فقط الطريقة التي يلعب بها فليك هي السبب الرئيسي في الانهيار الدفاعي، بل أيضًا انخفاض مستوى المدافعين المتاحين له سببًا كبيرًا في الأزمة الراهنة، وفي مقدمتهم دافيد ألابا.

ما بين إصابات جيروم بواتينج الكثيرة وتشتت ذهن ألابا بمستقبله مع تواضع مستويات بنيامين بافارد، وجد فليك نفسه مع قائمة لا يوجد فيها مدافع بأداء جيد باستثناء لوكاس هيرنانديز.

لكن الغريب أنه ورغم مستويات لوكاس هيرنانديز الجيدة، إلا أن فليك لا يزال يفضل ويثق في ألابا على الرغم من كوارثه مؤخرًا وافتقاده للحدة في الضغط وقطع الكرة.

من جهة، كان الضغط العالي سببًا في انهيار المنظومة الدفاعية، ومن جهة أخرى كان تراجع مستويات المدافعين من الناحية البدنية وكذلك الذهنية إلى جانب تفضيلات فليك الغريبة، كوارث كلها نتيجتها المنطقية هذا التفكك الموجود في حصون النادي الألماني.

العودة للواقعية هي الحل

Hansi Flick FC BayernGetty Images

من أكثر ما ميّز هانزي فليك في عامه الأول مع بايرن ميونخ كان فكرة الواقعية، فالمدرب لم يتوقف عن اللعب بأفضل الخيارات المتاحة بدون فلسفة زائدة، الأمر الذي ترتب عليه تحول هائل في نتائج وأداء البافاري.

الواقع أن أكثر ما ميّز فليك قد ابتعد عنه تمامًا هذا الموسم، فما بين المبالغة جدًا في الضغط العالي والذي قد يُصنف باعتباره "قلة احترام" للخصوم، وما بين العند في اختيار اللاعبين وطريقة اللعب نفسها.

في سبيل العودة وتحسين الدفاعات، ينبغي على فليك أولًا النظر في فلسفته الخاصة المبالغ فيها في الدفاع، فالأداء الهجومي البافاري لن يتأثر إذا ما تم تأخير الدفاع نسبيًا، وإذا ما كان الضغط أكثر عقلانية من الضغط الذي يُفسد القدرات البدنية للاعبين بعد الشوط الأول دومًا.

النقطة الثانية والأهم هي أن يتحلى فليك بما تحلى به من قبل وهو إشراك أفضل لاعب في كتيبته بمركزه بدون مجاملات، والأمر هنا يتعلق بلوكاس هيرنانديز، فمن غير المفهوم لماذا الإصرار على ألابا في قلب الدفاع رغم كوارثه، ولماذا الإصرار على بافارد رغم تواضع المستويات؟

حتى ألفونسو ديفيس فشل في استعادة مستوياته بعد العودة من الإصابة، فلماذا لا يفكر فليك في حل أكثر راديكالية، من خلال إعادة ألابا للناحية اليسرى ومنح لوكاس هيرنانديز الفرصة في قلب الدفاع، والابتعاد قدر المستطاع عن كوارث نيكلاس زوله، وإعادة كيميش إلى الجبهة اليُمنى؟

الأزمة في بافارد أنه لا يقدم الإضافة الهجومية، والآن لا يقدم كذلك الدفاعية، عكس كيميش الذي تتحول معه الجبهة اليُمنى إلى كابوس هجومي ودفاعي، ويظل الأمر نفسه وارد الحدوث إن عاد ألابا إلى الجبهة اليُسرى، ما سيحل أزمة قلب الدفاع أيضًا.

في النهاية، يمكن القول أن خيوط اللعبة كلها بيد فليك، الأزمة واضحة للجميع، ما بين فلسفة طائشة نوعًا ما وتراجع مستوى اللاعبين ومجاملات غير مفهومة، الحل بسيط.. عُد إلى فليك 2020، ذلك الذي كان عنوانه الواقعية في الاختيارات على وجه التحديد.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0