أتالانتا، عشاء الريزوتو في سهرات دوري أبطال أوروبا!

قبل مباراة حاسمة أمام كروتوني في 2 أكتوبر 2016، تم توقيف مدرب أتالانتا الجديد، جيان بييرو جاسبريني، من قبل مشجع غاضب خارج منزله في برجامو.

بعد أربع هزائم في أول خمس مباريات له في الدوري الإيطالي مع الفريق، كان "المدرب البييمونتي" يخشى بطبيعة الحال أن يقوم المشجع بالاعتداء عليه.

لكن المفاجأة أن الرجل قال له "أنا أحب أفكارك. أنا مقتنع بأنك ستحقق نتائج جيدة هنا"، وعلق جاسبريني لاحقًا "كنت أعتقد أنه يسخر مني!".

في تلك المباراة حقق أتالانتا انتصارًا محوريًا 3/1 على كروتوني، أنقذ منصب جاسبريني، ليس هذا فحسب بل منحه وجبة مجانية أيضًا!

وقال جاسبريني لصحيفة جازيتا ديلو سبورت "التقيت بهذا الرجل مرة أخرى ودعاني لتناول العشاء في منزله. لقد طهى ريزوتو عظيم في تلك الليلة، ومن الريزوتو إلى دوري أبطال أوروبا الآن!".

هذا المساء يستعد أتالانتا لتدشين مشاركته لأول مرة في تاريخه في دوري أبطال أوروبا أمام دينامو زغرب الكرواتي.

الطائرة المستاجرة الى كرواتيا نفذت تذاكر مقاعدها الـ180 في دقائق معدودة. فيما سيحضر 1500 مشجع عبر 35 حافلة تقطع جبال الألب للوصول الى كرواتيا.

 إجمالا فان ملعب "ماكسيمير ستاديون" سيشهد تواجد 3 آلاف مشجع من مدينة برجامو لتشجيع فريق أتالانتا، حيث سيكشفون عن يافطة في المدرجات قبل صافرة البداية كتب عليها "لقد وصلنا!" باللغة الايطالية

إنها بمثابة تعويض لما حدث للنادي ولجاسبيريني، الذي كان تحت الضغط عندما خرج النادي من بطولة الدوري الأوروبي الموسم الماضي في الجولة الفاصلة على يد كوبنهاجن بركلات الترجيح 4/3 في 30 أغسطس العام الماضي. بدا كما لو أن موسم "ديا" قد انتهى قبل أن يبدأ بالفعل.

لكن رغم هذا الخروج المرير، كان جاسبريني واثقًا ورافعًا شعار التحدي في حديثه عقب الخروج "فريقي؟ كلهم شباب إيجابيون حقًا!".

بعد الخروج على يد كوبنهاجن، وقف جاسبريني أمام لاعبيه وطلب منهم أن يتقدموا، واحدًا تلو الآخر، والكتابة على السبورة البيضاء عما ينبغي أن يكون عليه هدف أتالانتا لهذا الموسم.

كتب يوسيب إيليتشيتش "البقاء"، ولم يكتب أي لاعب "دوري أبطال أوروبا"!

من الواضح أن لاعبي أتالانتا شعروا بالضياع عندما أضاعوا فرصة الشروع في مغامرة أوروبية أخرى، بعد أن الخروج المبكر الموسم الماضي.

وبدا أن هدف إيليتشيتش "البقاء في السيري آ "هو الأكثر قابلية بعد أن خسر أتالانتا 3 من مبارياته الخمسة التالية في الدوري الإيطالي، وحصل على نقطتين.

عندما احتاج جاسبيريني إلى الفوز، حصل على الفوز، وأنهى تلك السلسلة المحبطة بالفوز على كييفو 5/1، بفضل هاتريك من الزئبقي إيليتشيتش.

ومن هذا الفوز بدأت سلسلة إيجابية تضمنت 4 انتصارات متتالية، ليعود أتالانتا للطريق الصحيح. في تلك الفترة كان دوفان زاباتا يمر بأفضل مرحلة تهديفية في مسيرته حيث سجل 14 هدفًا في 8 مباريات، والهدف رقم 15 في المباراة التاسعة جاء في موقعة "الريمونتادا" الشهيرة حين حول أتالانتا تأخره أمام روما 3/0 للتعادل 3/3.

في تلك المرحل، كما اعترف تيموثي كاستان، بدأ اللاعبون في الإيمان بأنفسهم أكثر، وبعد 3 أيام استطاع أتالانتا إقصاء يوفنتوس من كأس إيطاليا بفوز مثير 3/0.

لطالما اعترف جاسبريني بأنه في غالبية فتراته التدريبية كان يعتمد على على التفوق العددي في الدفاع، لكنه غير من أفكاره بعض الشيء في برجامو.

يثق جاسبريني في لاعبيه، ويؤمن بهم، وعلى رأسهم قائده ونجمه أليخاندرو جوميز.

في سن 31 ، يعيش أليخاندرو الملقب بـ"بابو" أفضل فترة في مسيرته. لم يخلق أي لاعب في بطولات الدوري "الخمسة الكبار" في أوروبا الموسم الماضي فرصًا أكثر منه (112).

ربما استحوذ زاباتا على العناوين الرئيسية بسبب نجاعته التهديفية الخارقة، لكن "بابو" كان هو العقل المفكر لأتالانتا في الملعب.

لعب دورًا رئيسيًا في ما وصل له أتالانتا بفضل الإلهم والتفاني، حيث جسد لاعب الوسط المهاجم مرونة أتالانتا الرائعة والتزامهم الجماعي.. كما يسميه جاسبريني "رونالدو أتالانتا".

كان بابو الأكثر تأثرًا بعد انتكاسة كوبنهاجن، وتعهد بإعادة الفريق لأوروبا مرة أخرى. كما قال في مرحلة ما من الموسم الماضي "أقضي وقتًا أطول مع زملائي في الفريق أكثر من عائلتي".

بين مارس ومايو، لم يخسر أتالانتا اي مباراة في الدوري الإيطالي. والأكثر إثارة للإعجاب أنه خلال هذه السلسلة المكونة من 13 مباراة لم يتعرضوا للهزيمة فيها، حول تأخره خارج ميدانه أمام اثنين من منافسيه على المربع الذهبي نابولي ولاتسيو للفوز.

كما تعادل مع يوفنتوس في تورينو قبل أن يهزم ساسولو في اليوم الأخير من الموسم ليؤمن مكانه في دوري أبطال أوروبا باحتلاله المركز الثالث.

كان التفوق على قطبي ميلان في الترتيب إنجازًا مذهلاً لنادٍ يحتل المرتبة الـ13 بين أندية الدوري الإيطالي من حيث ميزانية الرواتب.