Raheem Sterling Manchester CityGetty Images

كيف تحول مانشستر سيتي من فريق متهالك لمتصدر يكتسح جميع منافسيه؟


بقلم    علي سمير      تابعوه على تويتر


الشخصية هي أن تلعب بهذه الطريقة هنا، الجميع تحداني وقال أنك لن تنجح بنفس أسلوبك في برشلونة مع سيتي في انجلترا، ولكن ثبت في النهاية أن الأمر ممكن وفعلناها".

أعلنها بيب جوارديولا بعد الفوز بديربي مانشستر على يونايتد في أرضه ووسط جماهيره، ليؤكد فوزه بالرهان الأكبر باعتلاء صدارته للدوري الانجليزي على طريقته الخاصة.

وازدادت الصدارة رونقا باكتساح توتنهام 4/1 اليوم السبت، ليصبح سيتي متبعدا بـ14 نقطة عن أقرب منافسيه يونايتد، ليعلن اكتساحه المسابقة، ويمحي آثار موسم كارثي ظهر فيه بصورة فريق متهالك لا يمكنه المنافسة على أي شيء.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

ليس بالمال فقط


للوهلة الأولى يعتقد البعض أن السبب الحقيقي وراء مستوى سيتي هذا الموسم، وسيطرته الكاملة على البريمييرليج، جاء بسبب الأموال التي أنفقتها إدارة النادي الصيف الماضي، والتخلص فقط من لاعبين انتهت صلاحيتهم الكروية مثل خيسوس نافاس، كليشي، سانيا وغيرهم.

ربما أنفق سيتي ما يزيد عن 200 مليون جنيه إسترليني على لاعبين جدد، ولكن الاستفادة الفعلية قد تشهد حذف الثنائي بنجامين ميندي وبرناردو سيلفا، لإصابة الأول وجلوس الثاني المستمر على دكة البدلاء.

وبذلك تصبح القيمة الفعلية التي أنفقها سيتي واستفاد منها هذا الموسم هي نصف المبلغ بحوالي 100 مليون جنيه إسترليني، وهو مبلغ لا يعد ضخما في الوقت الحالي بالنظر لأسعار اللاعبين، ويقل عن ما أنفقه جاره مانشستر يونايتد ويقترب مما أنفقه إيفرتون.

ورغم المستوى المميز للحارس إيدرسن، دانيلو وكايل ووكر،  نجد أن النجوم الأكثر تأثيرا على الفريق مثل ديفيد سيلفا، كيفن دي بروين، أجويرو، سترلينج، ساني، كانوا موجودين بسيتي قبل الميركاتو الماضي، مما يعني أن الأمر تخطى المال وجاء نتيجة عمل وجهد مبذول من المدرب بيب جوارديولا.


بقاء سترلينج والصبر على ساني


Raheem Sterling Manchester CityGetty Images

وضعت إدارة أرسنال بيب جوارديولا في اختبار يبدو سهلا، حيث وافقت على عرضه لضم أليكسيس سانشيز ولكن في حالة واحدة فقط، وهي الحصول على المتخبط رحيم سترلينج في صفقة تبادلية.

أمامك لاعب متخبط يشكك الجميع في قدرته على اللعب في مستوى عالي، ولديك فرصة للتخلص منه، مقابل الحصول على واحد من أفضل لاعبي العالم بعد موسم مبهر تخطى فيه الـ30 هدف، فمن تختار؟

إذا كنت اي مدرب عادي بالطبع ستختار سانشيز، أما بيب جوارديولا نظر للأمر بطريقة مختلفة، أليكسيس عمره 29 عاما وفرصة الحصول عليه بالمجان واردة الصيف القادم، أما سترلينج فهو موهبة أنفق عليها النادي أموال طائلة عمره 23 سنة فقط ويمكن تطويره.

والنتيجة الآن تفوق سترلينج على سانشيز نفسه، وتقديمه الموسم الأفضل بمسيرته، بتسجيل15 هدف وصناعة 4 آخرين بجميع البطولات.

ولم يكتفي الأسباني بتطوير سترلينج فيما يتعلق بإنهاء الفرص واللمسة الأخيرة، بل قام بالشيء ذاته مع الألماني ليروي ساني ليسجل هو الآخر 8 أهداف ويصنع10.


منظومة دفاعية ناجحة


Nicolas Otamendi Manchester City UnitedGetty Images

فشلت جميع محاولات الأسباني للتعاقد مع مدافع جديد الصيف الماضي، بالتفاوض مع فيرجيل فان دايك وجوني إيفانز، لمغالاة ساوثهامبتون وويست بروم في أسعارهما.

وبدلا من المخاطرة والدخول في صفقة قد تؤدي لعقوبة بخرق لوائح اللعب الماضي النظيف، اكتفى سيتي بما لديه، لتتشكل ثنائية دفاعية ناجحة بجون ستونز وأوتاميندي، ومن أمامهما لاعب عادي تحول لعملاق إسمه فيرناندينيو.

تعرض دفاع سيتي لضربة قوية بإصابة ميندي بالرباط الصليبي، ولكن دانيلو وديلف يقومان بتغطية جيدا لمركز الظهير الأيسر، وسط تطور هائل بمستوى قلبي الدفاع وإضافة مميزة قدمها كايل ووكر من الناحية الهجومية وتطبيق فكر جوارديولا بالاعتماد على الأطراف في بناء الهجمة ببعض الأحيان.

تحول أوتاميندي من مدافع كارثي يكلف فريقه النقاط، للاعب آخر يتلاعب بزلاتان إبراهيموفيتش ولوكاكو ويسجل هدف الفوز بديربي مانشستر، ونفس الحال لجون ستونز وإيلاكيم مانجالا وكومباني، حيث وجدوا أنفسهم جميعا يعملون في منظومة ناجحة يندر فيها الخطأ.

لتكون النتيجة أنه بعد 18 جولة من الدوري الانجليزي هذا الموسم، تلقت شباك سيتي 11 أهداف فقط، وهو ما يصل لحوالي نصف ما تلقته شباكه بنفس الفترة الموسم الماضي.


الكرات الثابتة والعرضيات


تحولت الكرات الثابتة من نقطة ضعف في الموسم الأول لسيتي مع جوارديولا، إلى نقطة قوة يحقق من خلالها الفريق للفوز سواء من ركلات حرة مباشرة أو عرضيات.

نجح سيتي هذا الموسم في إنهاء العديد من المباريات بفضل الكرات الثابتة، ولا يوجد دليل أفضل من ديربي مانشستر الذي حسمه متصدر البريمييرليج من كرتين ثابتتين.

ويعد فريق جوارديولا هو الفريق الأكثر استغلالها لها مؤخرا، نظرا لإتقان منفذها كيفن دي بروين أو ديفيد سيلفا، مع التحرك الجيد للاعبي الفريق داخل منطقة جزاء الخصم الذي يجبرهم على ارتكاب الأخطاء.


وسط يقوده دي بروين وسيلفا


David Silva Kevin De Bruyne Sergio Aguero Manchester City Premier LeagueGEOFF CADDICK

قبل هذا الموسم كان يصنف كيفن دي بروين كلاعب مميز لازال في طريقه نحو اثبات نفسه، ولكن الآن تحول النجم البلجيكي لواحد من صفوة اللاعبين على مستوى العالم.

عرضيات متقنة، مراوغات، مساندة دفاعية، تمريرات بينية لا يتوقعها أحد، لا يوجد شيء لا يفعل دي بروين على أرضية الملعب، ليتصدر المشهد كقائد لخط وسط فريقه يعتمد عليه في كلما يتأزم الموقف.

ومن خلفه الأسباني الرائع ديفيد سيلفا، الذي قرر جوارديولا تثبيته بخط الوسط كصانع ألعاب متأخر بجوار المحور الدفاعي، لإمداد خط الهجوم بأكبر كمية فرص ممكنة.

والنتيجة أن وسط مانشستر سيتي هو الأكثر إبداعا في الدوري الانجليزي، حيث صنع دي بروين وسيلفا وساني كل منهم 8 أهداف بمجموع 24 للثلاثي.


منافسة أجويرو وخيسوس


وفي النهاية نجد أن مانشستر سيتي هو الفريق الوحيد في البريمييرليج الذي يمتلك مهاجمين على أعلى مستوى في قمة مستواهما، باعتبار أن جاره يونايتد يمتلك لوكاكو وزلاتان، الأول مستواه متخبط والآخر لم تكتمل لياقته بعد.

قرار جلوس سيرجيو أجويرو على دكة البدلاء ليس سهلا، ولكن جوارديولا تحدى الجميع واتجه للمداورة بين الأرجنتيني وزميله البرازيلي جابريل خيسوس.

وجاءت المداورة "العادلة" بنتيجتها ليسجل خيسوس 8 أهداف وأجويرو 10 بمجموع 18 هدف، وهي نسبة تزيد عن ما سجلته حوالي نصف فرق البريمييرليج بشكل عام هذا الموسم.

Promo ArabicGoal Arabic

تابع أحدث وأطرف الصور عن نجوم كرة القدم عبر حسابنا على إنستاجرام Goalarabia، ولا تفوت الصور والفيديوهات المثيرة على حسابنا على سناب شات Goalarabic

إعلان