مونديال جول | لماذا على إنجلترا التباهي بما حققته؟!

---

كتب | محمود عبد الرحمن | فيس بوك | تويتر

---

جعل المنتخب الإنجليزي الشاب والجريء الذي شارك في نهائيات مونديال روسيا، الملايين من مشجعيه يؤمنون باحتمال عودة الكأس الذهبية إلى بلادهم مهد كرة القدم، بيد أن الإخفاق الذي رافق منتخب «الأسود الثلاثة» في النسخ السابقة عاد ليقض مضجعهم، بعدما فشلوا في بلوغ النهائي للمرة الثانية في تاريخهم والأولى منذ 52 عامًا.

كانت الأمسية الطويلة التي انتهت بخسارة إنجلترا أمام كرواتيا بعد وقت إضافي، قد بدأت بشكل مثالي لمنتخب «الأسود الثلاثة» بعدما منحهم كيران تريبير هدف السبق من ركلة حرة مباشرة بعد مرور خمس دقائق فقط، رافعا عدد الأهداف التي سجلها المنتخب الإنجليزي في المونديال الروسي إلى 12 هدفا، أتت تسعة منها من ركلات ثابتة.

وكانت الركلات الثابتة جزءا من تفاصيل دقيقة اعتمد عليها المدرب غاريث ساوثغيت، ساهمت في بلوغ المنتخب الإنجليزي الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ 28 عاما، بالاعتماد على منتخب شاب لم يكن الكثير من لاعبيه قد ولدوا بعد يوم خسرت إنجلترا أمام ألمانية الغربية بركلات الترجيح في نصف نهائي مونديال 1990. في آخر ظهور لها في دور الأربعة.

على أي حال سيعود الإنجليز لمنزلهم بأعظم كأس في اللعبة التي ولدت في أرضهم، ولن يحصل ساوثجيت على لقب السير، لكن الإيجابية من كأس العالم تفوق السلبيات.

لنبدأ بساوثجيت، المدرب الذي تولى في البداية بشكل مؤقت، وشكك البعض في قدرته على الوصول بإنجلترا لهذه المرحلة، لكنه أظهر أنه مدرب واعد ويمتلك أفكار جيدة، ولا يترك أي شيء للفرص.

كل ما قدمته إنجلترا في المونديال

---

الانتماء للمنتخب يغلب الانتماء للأندية

---

باعتراف لاعبين أمثال ستيفن جيرارد وفرانك لامبارد وريو فرديناند فإن الولاء للأندية كان أكبر من الولاء للمنتخب، لكن عناصر المنتخب الإنجليزي أعطوا للقميص الوطني كل شيء.

لقد قام هذا الفريق بأكثر من مجرد الوصول إلى نصف نهائي من كأس العالم، لقد جعلوا جمهور إنجلترا يؤمنون مرة أخرى، ويأملون مرة أخرى ويحلمون مرة أخرى.

 لم يكن بإمكان أي مشجع انجلترا بكل صدق أن يتوقع وصول إنجلترا في الدور نصف النهائي من كأس العالم بعد إعلان تشكيلة المنتخب، لكن الشباب أصبحوا رجالاً وأصبح الرجال أسود.

كان هذا الفريق يمتلك الشجاعة والجرأة وجوًا إيجابيًا، خلافًا للأجيال السابقة.

 لقد تفوقوا بركلات الترجيح على كولومبيا، وهي المرة الأولى التي ينجح فيها المنتخب الإنجليزي في كأس العالم، اهتمامًا أيضًا بالتفاصيل.

ما يجب على مشجعي إنجلترا تذكره هو أن الفريق من بين أصغر الفرق في البطولة وهذه ليست سوى البداية، أمامه يورو 2020 وكأس العالم 2022 والتوقعات سيكون أكبر، وسينضج أكثر وأكثر.