لوكي جريزمان

مُكتشف جريزمان: الشمس كانت تبزغ عندما يلمس أنطوان الكرة!

الفخر والسعادة، ذلك هو الشعور الذي تقرأه في أعين العاملين في أكاديمية ريال سوسيداد عندما يسمعون اسم "أنطوان جريزمان"، والذي بات مثالًا يُضرب لكل المواهب التي تمر على النادي، بل أصبح سلاحًا يستعمله فريق سان سيباستيان من أجل خطف المواهب من غريمه التقليدي أتلتيك بلباو.

ولك أن تتخيل الوضع عندما تسأل أول مدرب له في أكاديمية "زوبييتا"، لوكي إيريارتي، والذي أصبح اليوم مدير المدرسة والمسؤول العام عن تكوين اللاعبين. إذ بعد زيارة لمدرسة النادي ومرافقها المميزة، لم يتأخر لوكي في الحديث عن أكبر إنجازاته، وقال "أنا أول من درّب أنطوان جريزمان هنا، لقد كان الأمر رائعًا بالنسبة لي، وأنا سعيد جدًا ومليء بالفخر بعد كلما قام به".

وما إن نطق بذلك حتى تهاطلت أسئلة الصحفيين عليه، ليجد نفسه في مؤتمر صحفي صغير، يروي فيه قصة بداية بطل العالم مع المنتخب الفرنسي، نجم أتلتيكو مدريد وأحد أفضل اللاعبين في الدوري الإسباني والعالم، وقد كان يتعامل مع كل الأسئلة بشغف كبير، بل أحيانًا يُسهب في الإجابة عليها، وكأن بليوناردو دافينتشي يروي كيف رسم الموناليزا.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

بداية أنطوان

"لقد وصل هنا في عمر الـ12، وذلك بعد أن تلقى صدمة قوية عقب رفض أولمبيك ليون ضمه بسبب بنيته الجسمانية الضعيفة. أنطوان وصل من أجل خوض بعض الاختبارات، وما إن قضى يومه الأول حتى قلت لزملائي: يجب أن نُبقي على هذا الطفل، ومن هناك بدأت القصة، لقد كان مميزًا عن البقية"

لوكي جريزمان

وكلما استرسل في حديثه كلما ازداد شاعرية وحنينًا لأيام تواجد أنطوان في الأكاديمية "هنا في سان سيباستيان، نشتاق للشمس كثيرًا، لكن عندما كان يلمس أنطوان الكرة، كنا نشعر وكأنها بزغت. إنه لاعب وشخص خاص جدًا، ويُحسب له أنه تمكن من التأقلم هنا رغم أنه لم يكن يتحدث الإسبانية عند وصوله، كما أنه كان يبدو شخصًا منطويًا، رغم أن الوقت أظهر أنه ليس كذلك"

تأقلمه داخل المدرسة

وعن تأقلمه مع ريال سوسيداد "ربما لم يكن كثير الحديث، لكن الجميع كان يعرف أهميته داخل الفريق. صحيح أنه كان يُجاور أطفالًا صغارًا في الملعب، لكنهم ليسوا أغبياء، فقد كانوا يعلمون أنهم أمام لاعب كبير، وكانوا يعتمدون عليه كثيرًا. أنطوان كان يحتاج العمل لتطوير الجانب البدني، لكنه منذ اللحظات الأولى كان متميزًا. لقد كان يتفوق على لاعبين أطول وأكثر قوة منه لأنه كان يتواجد في المكان المناسب ويتصرف في الوقت المناسب"

ثم تطرق لدور ريال سوسيداد في جعل جريزمان يتأقلم بسرعة "جريزمان كان يسكن في مدينة بايون الفرنسية على بعد 40 كيلومترًا من هنا، والنادي كان يتعامل معه بشكل ذكي، فقد كان يسمح له بالاستفادة من جميع العطل الفرنسية، رغم أنها كانت أكثر بكثير من العطل في إسبانيا، وكنا ندفع ثمن ذلك أحيانًا بخسارة بعض المباريات، لكن ذلك كان مهمًا جدًا لجعله أكثر راحة، ويخفف من وطء بعده عن أسرته"

واسترسل "مع مرور السنوات، ظهرت شخصية جريزمان المميزة، وأصبح أكثر مرحًا وبات محبوب الجماهير وزملائه. من مميزاته أنه يتعلم بسرعة ويتأقلم مع جميع الأوضاع، فانظر الآن كيف يدافع مع سيميوني في أتلتيكو مدريد، وانظر كيف أصبح قويًا بدنيًا. هو اليوم قوي جدًا"

قدوة للمواهب

ثم أنهى حديثه "أنطوان اليوم قدوة للشباب في سان سيباستيان. هم يعلمون أنهم قادرون على النجاح مثله وعلى أن يُصبحوا نجومًا كبار. النادي يعمل لتطوير المواهب هنا ليس كرويًا فقط، بل نعمل كثيرًا على الجانب النفسي والتربوي، وهدفنا في النهاية هو تكوين أشخاص مفيدين للمجتمع قبل لاعبين كبار، وهو ما يميزنا عن منافسينا. ريال سوسيداد بات اليوم قادرًا على استقطاب أفضل مواهب المنطقة"

LUKI
إعلان